تفاعلت إدارة مانشستر يونايتد مع الأصوات المتعالية من جماهير النادي بإقالة المدرب الاسكتلندي «ديفيد مويس» بعد الخسارة الثانية على التوالي في الدوري الإنجليزي الممتاز بملعب أولد ترافورد.

الشياطين الحمر خسروا من ليفربول بثلاثية نظيفة وعادوا ليسقطوا بنفس النتيجة أمام مانشستر سيتي، وكادت تتطور الأمور إلى الاعتداء الجسدي من أحد الأنصار بعد تسجيل يايا توريه للهدف الثالث من تصويبة زاحفة أول أمس الثلاثاء على ملعب أولد ترافورد، وانتهى الأمر لاكتفاء المشجع بتوجيه بعض الألفاظ النابية تجاه مويس.

وقامت مجموعة من جماهير مانشستر يونايتد بمحاولة تمزيق صورة مويس المكتوب عليها عبارة «الرجل المختار» لكن الإدارة طالبت الأمن بتشديد الحراسة على هذه الصورة ومنع أي مشجع من الاقتراب منها، وهذا ما ينافي التكهنات المنتشرة صباح اليوم في عدة صحف أبرزها «إندبندينت» عن تفكير العائلة المالكة في الإطاحة بخليفة سير أليكس فيرجسون.

مصادر مطلعة داخل النادي الأحمر أكدت لـ Goal أن آل جليزر يريدون تهديد ديفيد مويس بعقد عدة اجتماعات لمناقشة الأسماء التي قد تتولى المسؤولية خلفاً له عقب انتهاء النصف الأول من موسم 2015/2014 إذا ظل الحال كما هو عليه الآن من ناحية الأداء والنتائج.

كبار أعضاء مجلس إدارة مانشستر يونايتد سيقومون بتقييم جميع الاحتمالات مع اتفاقهم على أن الموسم المقبل هو الفرصة الأخيرة لديفيد مويس خاصةً إذا لم يحقق أي شيء يذكر في دوري أبطال أوروبا هذا الموسم.

من الناحية الإحصائية، يعد هذا الموسم الأسوأ في تاريخ النادي ببطولة الدوري الإنجليزي الممتاز منذ انطلاقها عام 1992، فقد يجد الفريق نفسه خارج المسابقات القارية للمرة الأولى منذ عام 1990 بعد خسارتيه من ليفربول ومانشستر سيتي وتألق إيفرتون وتوتنهام أمام نيوكاسل وساوثامبتون - على الترتيب - هذا الأسبوع.

وسيتم تقييم وضع البدائل المقترحة من جانب أعضاء مجلس الإدارة، وعلى ضوء ذلك التقييم سيتخذ القرار المناسب في الوقت المناسب، ويقال أن المدرب الهولندي «لويس فان خال» أبرز المرشحين لهذا المنصب بعد توصل الاتحاد الهولندي لاتفاق مبدئي مع «جوس هيدينك» على العودة لتدريب الطواحين البرتقالية عقب انتهاء عقد فان خال صيف 2014، وقال المدرب الأسبق لبايرن ميونيخ ببداية هذا الأسبوع بأنه يتمنى الفوز بالدوري الإنجليزي الممتاز كي يعلن بعدها اعتزال التدريب، وأشارت صحيفة مترو البريطانية لقصة فان خال في تقرير نشرته بعددها الصادر صباح اليوم الخميس.


وأنفق ديفيد مويس مبلغ 60 مليون جنيه إسترليني على صفقتين فقط خلال فترتي الانتقالات الصيفية والشتوية، لكن وجود مروان فيلايني وخوان ماتا لم يؤت ثماره بعد سوى في مباريات معدودة على أصابع (اليد الواحد).

وكشف مراسل Goal عن ادراج الإدارة الأمريكية لبند في عقد ديفيد مويس يسمح لهم بفسخه بأقل التكاليف رغم أن مدة العقد تصل لست سنوات منذ الصيف الماضي، مشيراً إلى أن المدير التنفيذي «إد وودوارد» يحضر تقريراً مفصلاً عن حالة الفريق مع مويس وعلى ضوء تحليله للأمور سيتم اختيار مدرب آخر!.

وعلق نفس المصدر عن التغيير الغريب الذي أجراه ديفيد مويس في تشكيلته أثناء مباراتي ليفربول ومانشستر سيتي واعتماده على طريقة لعب لم تثبت نجاحها مع الفريق هذا الموسم وقال: «القرارات وجدت معارضة داخل التدريب، كشافة اليونايتد والموظفين أثبتوا ضعف الأداء وسوء التخطيط والاستراتيجية».

ويقال أن هناك حالة استياء كبيرة من قبل العناصر الأساسية في مانشستر يونايتد من تكتيكات المدرب الاسكتلندي، حيث يعتقدون أن كثرة تغييره للخطة السبب الرئيسي في تراجع الفريق بعد أن كان بطلاً للبريميرليج الموسم المقبل على حساب مانشستر سيتي إلى أحد المنافسين على مقعد مؤهل للدوري الأوروبي.

وتحدث لاعبون كبار للإدارة عن فشل مويس في التعامل معهم بالطريقة ذاتها التي كان يتعامل بها فيرجسون، وكان أهم شيء تطرقوا إليه في شكواهم، تغيير طريقة اللعب لـ4-3-3 أمام مانشستر سيتي بعد أن استعدوا لهذه المباراة في التدريبات على طريقة لعب 4-4-2 التي حققوا بها الفوز على أولمبياكوس بثلاثية نظيفة في إياب ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا منتصف الشهر الجاري.

تفضيل ديفيد مويس لواين روني ومعاملته بشكل خاص ومختلف عن بقية أعضاء الفريق من الأشياء التي تغضب عدد كبير من اللاعبين الذين جلسوا على دكة البدلاء هذا الموسم وعلى رأسهم المهاجم الدولي المكسيكي «تشيشاريتو» وفي بعض الأوقات «فان بيرسي» الذي أشيع أنه سيترك النادي في الصيف مقابل 15 مليون إسترليني، ويبدو أن هذا سبب أخر قد يؤدي إلى الإطاحة بأحد أنجح مدربي البريميرليج في السنوات الماضية مع إيفرتون.