أناب حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه، صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة ملك مملكة البحرين رئيسة المجلس الأعلى للمرأة حفظها الله، مساء اليوم )الأربعاء(، لافتتاح مهرجان البحرين السنوي للتراث الذي تنظمه وزارة الثقافة بمتحف البحرين الوطني حتى التاسع من أبريل الجاري تحت عنوان (حياكة وألوان).
وفي تصريح بهذه المناسبة، أكدت صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة على أهمية إقامة مثل هذه المهرجانات المتخصصة التي تُعنى بالتراث الوطني وتحافظ عليه، كمكون أصيل من الهوية البحرينية، وتبقيه ضمن الذاكرة الوطنية، باعتباره يشكل رصيدا ثقافياً وحضارياً يبعث على الفخر والاعتزاز.
وأوضحت سموها حفظها الله، بأن رعاية جلالة الملك المفدى لهذا المهرجان سنوياً، تأتي لتجسد الاهتمام رفيع المستوى بأهمية الحفاظ على الموروث الثقافي، وضرورة تقديمه لجمهور المهتمين بشكل راقِ، للتعريف به وحفظ تفاصيله للأجيال القادمة، مشيدة سموها بمكانة المهرجان كحدث سنوي وطني ضمن الفعاليات والمناسبات المختلفة والمتنوعة التي تشرف عليها وزارة الثقافة، لما يقدمه من موضوعات تبرز وتعرّف وتعيد إحياء الموروثات الشعبية وعادات وتقاليد أهل البحرين قديماً.
وأشارت صاحبة السمو الملكي إلى أن مثل هذه المهرجانات تساهم وبشكل كبير في دوران عجلة الاقتصاد من خلال جذب المهتمين والسياح، خصوصاً وأن الاهتمام بالتراث بات يشكل اليوم أحد عوامل الجذب السياحي.
ونوهت قرينة عاهل البلاد المفدى بجهود وزارة الثقافة ممثلة في معالي الشيخة مي بنت محمد آل خليفة وسعيها المستمر، بأن تكون مملكة البحرين وجهة سياحية مطلوبة، عبر ابراز عمقها التاريخي والثقافي والتراثي، وبما يضعها على خارطة العواصم الجاذبة لزوار البحرين. وعمل الوزارة الحثيث من أجل إثراء الحياة الفكرية والثقافية والترفيهية الهادفة والموجهة للمواطنين والمقيمين.
وأطلعت صاحبة السمو الملكي عن كثب على الأزياء وصناعة النّسيج اليدويّة أو المحبوكة باستخدامٍ الأدوات التّقليديّة والحِرَفيّة و التصاميم القديمة وروائع المنسوجات التي لا زالت في ذاكرة التّاريخ الوطني البحريني.
من جانبها، وجّهت معالي وزيرة الثّقافة الشّيخة ميّ بنت محمّد آل خليفة عميق الشّكر والامتنان لحضرة جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدّى وصاحبة السّموّ الملكيّ الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة، قرينة حضرة صاحب الجلالة ملك البلاد المفدّى التي أنابته في تدشين فعاليّات مهرجان البحرين السّنويّ للتّراث، وقالت: (نحن أمام سيرة بعيدةٍ يدعم فيها جلالته هذا التّراث والحضارات. هذه اللّفتة تؤسّس وتؤرّخ لمملكتنا الحبيبة ما تملك من تاريخ وإنسانيّات تعبّر عن هويّتنا الوطنيّة). وأوضحت معاليها أنّ مهرجان البحرين السّنويّ للتّراث يستعيد في نسخته الثّانية والعشرين ذاكرة بعيدة تتّصل بالنّسجِ والحياكة، مشيرةً: (مجتمعنا المحليّ نقل جمال حرفته وصنعته إلى النّسج والأثواب. نحن أمام أجيالٍ حضاريّة تمكّنت أن تترك هويّتها وأثرها على ما ترتديه. لقد أورثونا مادّة جميلة تنتسب إلى وطننا وتعبّر عن بيئته، نمط الحياة الاجتماعيّة فيه وطبيعة سكّانه)، وأردفت: (نملك الفنّ في أزيائنا المحلّيّة والشّعبيّة التي تتميّز عن غيرها في طرق الصّناعة والتّطريز والملمس، والتي قد تتقاسم بعض التّفاصيل مع المجتمعات القريبة في الخطوط العامّة. من خلال هذا المهرجان نحن نقارب هذا الإرث الماديّ بموجوداته وغير الماديّ بتقنيّاته وروحه وإبداعاته. كلّ تفصيل وإن بدا بسيطًا في النّسج والأزياء الشّعبيّة هو خيطٌ لحكايات أوسع وملامح أعمق تجسّدت في هذه الأشكال).
ويركز المهرجان الذي أصبح ظاهرة سنوية على صناعة الأقمشة والأزياء البحرينيّة التّقليديّة من خلال مجموعة من الفعاليّات والأنشطة، من ضمنها عرض أزياء لتلك الأثواب على اختلاف تقنيّاتها وزخارفها ونقوشها، إلى جانب معرض خاصّ وسوق مفتوح لمختلف أنواع الأقمشة والألبسة. كما سيقيم المهرجان ورش عملٍ تتعلّق بالتّقنيات اليدويّة والبسيطة للنّسيج والحياكة، وسيوفّر فرصة للزوّار لمتابعة عمل الحِرَفيّين البحرينيّين والنّسّاجين المَهَرة الذين سيؤدّون أعمالهم في عرضٍ حيّ ومباشرٍ.
كما ويقام على هامش المعرض أيضًا، معرضاً فوتوغرافيًّا يرصد تاريخ هذه الحِرفة وطبيعة الأزياء البحرينيّة، كاشفًا عنها بمرآها وطريقة تقديمها بصريًّا، إلى جانب علاقتها بالمناسبات الاجتماعيّة وطبيعة الحياة في البحرين. كما يتضمن المهرجان أيضًا سوقٌ للأطعمة البحرينيّة التّقليديّة.
الجدير بالذكر، أن مهرجان التراث السنوي أخذ يتأسس ويتأصل بفضل الرعاية الشخصية السامية لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ، ملك البحرين المفدى، الذي أولى هذا المهرجان عنايته الشخصية الخاصة ، وشرفه بالرعاية منذ انطلاقته الأولى في عام 1992، انطلاقاً من رؤية ثاقبة ترى في التراث قيمة تأسيسية، وبعداً حضارياً لمكونات الشخصية البحرينية العربية، وتجد فيه مرتكزاً للانطلاق نحو الآفاق المستقبلية.
وبفضل هذه الرعاية الكريمة، استمرت هذه الفعاليات الثقافية، تتفاعل في مجتمع البحرين، إلى أن أضحت حدثاً وطنياً، ذا أهمية علمية وأكاديمية، يوظف لخدمة البلاد على أكثر من صعيد . حيث استقطب مهرجان التراث جمهوراً كبيراً من المواطنين والمقيمين، وذلك بفضل توجيهات ومقترحات صاحب الجلالة ملك البلاد المفدى ، ومتابعة جلالته المتواصلة باتباع الأساليب المبتكرة في التعامل مع العناصر التراثية المختلفة ، مع إتاحة الفرصة للمشاركة الشعبية في هذا المهرجان الثقافي .