في مسعى لاستقطاب أفراد جدد، أطلقت أكبر عصابة إجرامية في اليابان، المعروفة باسم "ياماغوشي غومي"، وهي إحدى أشهر العصابات التابعة للياكوزا، أو المافيا اليابانية، موقعاً إلكترونياً، ووضعت أغنية لاجتذاب أعضاء جدد بعد تدني عدد أعضائها إلى أدنى مستوى له.
وفي هذه الأغنية، لجأت ياماغوتشي غومي إلى أسلوب الغناء التقليدي والفولكلوري الذي يستلهم روح "الياكوزا" والفروسية لاستقطاب عناصر إجرامية جديدة.
ونشرت العصابة على موقعها شريط فيديو يظهر أفرادها وهم يطحنون الأرز في احتفال السنة الجديدة، بالإضافة إلى معارض صور تبين انخراط أعضاء العصابة في عمليات التنظيف، في أعقاب الزلزال الذي ضرب مدينة كوبي عام 1995، وفي أعقاب التسونامي الذي ضرب منطقة فوكوشيما عام 2011.
وهذه ليست المرة الأولى التي تتحرك فيها المافيا اليابانية لاستقطاب أفراد جدد، فقد أطلقت العام الماضي مجلة خاصة بها، تضمنت صفحة شعر ومذكرات عن الصيد.
وكان عدد أعضاء مافيا الياكوزا قد تراجع في عام 2013 إلى ما دون 60 ألف عضو، وهو أقل عدد لأفرادها منذ نشأتها، بينما ذكرت تقارير أن عدد أفرادها بلغ في أوجه أكثر من 180 ألف عنصر، وكان ذلك في عقد الستينيات من القرن العشرين.
ومثل المافيا الإيطالية والعصابات الصينية، تنخرط الياكوزا اليابانية بأنشطة تتراوح بين القمار وتجارة المخدرات والدعارة، إضافة إلى الإقراض الربوي والحماية المدفوعة إلى التجارة الشرعية التي تمثل واجهة للأنشطة غير الشرعية.
ورغم أن العصابات اليابانية غير مشروعة، إلا أن ثمة اتهامات للسلطات بأنها تتغاضى عن أنشطتها، مع أنها تشن حملات ضدها في بعض الأحيان.
وتنظر الياكوزا إلى نفسها بوصفها البطل الشعبي الخارج عن القانون، فأفرادها يخضعون أنفسهم لمبادئ صارمة ولديهم ميثاق شرف يلتزمون به حتى الموت، ولا يتورعون عن قطع طرف الخنصر للتكفير عن أفعالهم، وهو أحد أكثر الطقوس الشائعة المعروفة عن الياكوزا.
يشار إلى أن الياكوزا بلغت مراحل أقرب إلى الأسطورة في بعض الأوقات، وخلدتها الأفلام السينمائية والمسلسلات التلفزيونية ومجلات الهواة نتيجة العنف الذي تمارسه، لكن الذي تحكمه مواثيق الشرف التي تنطبق على الساموراي.