كتبت- فاطمة عبدالله
كثير من اللاعبين القدامى أبهرونا بأدائهم الرياضي، فهم مازالوا مدرسة للرياضة إلى يومنا هذا. وهم الذين لهم الفضل الكبير لوصول أجيالنا الرياضية الحالية والقادمة إلى النجومية، فقد ألتقينا أحد عمالقة الرياضة اللاعب حسن يوسف بوعلي في منزله، وذلك لنتعرف على مشواره الرياضي ليقدمه لنا على طبق الخبرة الرياضية التي يحتاجها جيل الرياضة اليوم. حيث يذكر لنا مراحل الشهرة التي وصل لها وخبرته داخل المربع الأخضر ثم خبرته كمدرب ومن ثم إداري قدير يوجه فريق النجمة. حيث يستريح الآن متأملاً واقع الرياضة البحرينية.


متى بدأت مشوارك الرياضي؟
بدأ مشواري الرياضي في الفرجان قديماً في منطقة الحورة، حيث بدأت باللعب من خلال الألعاب الشعبية مثل "قرص عقيل" وحركات "القلينة"، فهذه الألعاب تشمل الرياضة ومن ضمنها كرة القدم. حيث خرجت من المدرسة بعد ذلك لاعباً كرة القدم والهدف وألعاب القوى مثل الجري، وذلك على رغم الإختلاف الذي لدينا في منطقة الحورة إننا قريبين من البحر ويصبح لدينا "بطح" تجمع فيه الرمال ثم نلعب هنالك بعدما تسفر المياه ، فليس لدينا مكان نلعب به فالأراضي ليست مستوية تماماً.
ماهو الدافع الذي أزداد من خلاله حُبك للكرة؟
من خلال ممارستي في الألعاب الرياضية بالطبع في كرة السلة والطائرة وألعاب القوى حصلت من خلالها ميداليات وذلك من خلال مشاركتي في المهرجانات التي تدشنها مدرسة الهداية الخليفية، وهذه المهرجانات تشمل فيها الجري 100 متر و200 متر ، التتابع، القفز العالي والقفز العريض، علماً بإن استاذ الرياضة دائماً يرشحني لهذه الألعاب لمقدرتي على المشاركة فيها.

كيف كان دعم عائلتك لك كلاعب؟
لم يكن والدي يمانع دخولي في الرياضة، فمن المعروف سابقاً ان الشخص لا يقول لأبيه اريد أن تشتري لي الحذاء للمباراة لأن لايعتمدون بها كرياضة، فنحنُ نعتمد على أنفسنا وذلك بإستطاعتنا شراء حذاء أو ملابس الرياضة من نقودنا المدخرة.

عملك الأسبق كان في شركة بابكو، فهل الرياضة أثرت على عملك هذا؟
رغم أوقات عملي بالمناوبة، فكان يبدأ من أول الليل وآخر الليل عكس الذي يعمل في أوقات العمل العادية صباحاً وينتهي من عمله الظهر أو العصر فلديه من فراغ الوقت، فهذا أثر ولكنني واصلت بمشواري الرياضي.

كيف كانت التطورات حسب بداية ممارستك لكرة القدم ثم كرة الطائرة واليد؟
قديماً كان لا يوجد إلا كرة القدم لأنها لعبة سهلة ومتواجدة في الفرجان وقليلاً من يلعب بالطائرة والتي يصنعونها من خلال قيامهم بوضع خشبتين يميناً ويساراً والخيط مربوطاً بهما، أما اليد فكانت غير موجودة.

كونك من اللاعبين الرياضيين الموهوبين، أيّ من الألعاب أظهرت بها موهبتك الرياضية بطلاقة؟
موهبتي ظهرت في كرة القدم، لأني كنت كابتن الفريق منذ أن تأسس النادي العربي إلى أن اعتزلت من الفريق ولاعب قلب الهجوم في الفريق.

النجم حسن بوعلي حقق النجومية في الرياضة، بفضل من يرجع ذلك؟
الله سبحانه وتعالى لهُ هذا الفضل الكبير وايضاً بجدنا وأجتهادنا، فكان إعتمادنا ليس على المدرب الذي يأتيك ويعطيك تمارينك فقط، بل كنا نتفق مثلاً على مكان، فنذهب إلى جدحفص وقلعة البرتغال ثم البديع وقادمين إلى الحورة، فكسبنا من خلالها لياقة حتى نعطي انفسنا القوة والإرادة للمواصلة في اللعبة.

توقفت عن الرياضة منذ فترة طويلة، لماذا؟
توقفت عن الرياضة لسبب واحد، وهو عملي الذي أشتغلت فيه مايقارب 30 عاماً بالمناوبة، فأثر ذلك على حضوري للمباراة ليلاً وكنت لا أستطيع التركيز طوال الليل فالجسم لا يعطي نتائج بعد ذلك، فأعتزلت قبل أن ينخفض المستوى الرياضي.

ماهو ردة فعل جمهورك بعد غيابك عن كرة القدم؟
أنا لم أغيب عنهم، فبعد توقفي عن اللعب أتجهت إلى العمل الإداري وأصبحت مديراً لفريق كرة القدم، إلى أن ظهرت كرة اليد عام 1971م والتي يلعبونها في المدارس فقط ثم أصبح تعميمها على الأندية. فأختاروني كلاعب كرة اليد لإمكانية بدني المناسبة لهذه اللعبة، فكوّنا فريق بإسم النادي العربي ولعبنا في الدوري في الدرجة الثانية إلى أن حصدنا البطولة وتوجنا في الدرجة الاولى. فتمسكت بعد ذلك في كرة اليد واصبحت مدير المنتخبات في فترة طويلة ثم أتجهنا إلى دورات عربية وخليجية ولمعسكرات ألمانيا، فرنسا، وسويسرا.

كيف كان دخولك للنادي العربي؟
انا من مؤسسين نادي العربي وكان لديّ فريق اسمه " أبناء الشمال " نسبتاً لمنطقتنا، ففريق الوحدة بعيدين عنّا فكل واحدٌ منّا يريد اللعب في منطقته، فدشنت "بطح" وسميناه بأبناء الشمال، ثم دمجنا فريق الوحده مع أبناء الشمال واصبح النادي العربي.



كيف كان وصولك إلى العمل الإداري في نادي الوحدة؟
بعدما أعتزلت من العمل الإداري بنادي العربي، تأسس فريق الوحده بعد دمج أربعة أندية ومنها اليرموك والوطني وأيضاً أصبحت فيه مدير النادي بعدما تركت اللعب في الرياضة وذلك حتى سنة 2006 تقريباً.

ماذا عن إدارتك لفريق كرة اليد الذي كلفك النادي بها؟
ظهرت كرة اليد عام 1971م والتي يلعبونها في المدارس فقط ثم أصبح تعميمها على الأندية. فأختاروني كلاعب كرة اليد لإمكانية بدني المناسبة لهذه اللعبة، فكوّنا فريق بإسم النادي العربي ولعبنا في الدوري في الدرجة الثانية إلى أن حصدنا البطولة وتوجنا في الدرجة الاولى. فتمسكت بعد ذلك في كرة اليد واصبحت مدير المنتخبات في فترة طويلة ثم أتجهنا إلى دورات عربية وخليجية ولمعسكرات ألمانيا، فرنسا، وسويسرا.

بعد تركك للرياضة هل قطعت علاقتك تماماً بها؟
تقريباً، لأن أصابتني إصابة عمل في الركبة، وعلى الرغم من ذلك فكنت أذب إلى النادي وأجلس معهم في الإدارة فلم اقاطعهم وواصلت معهم.

ماهو شعورك حين نلت وسام الدولة من قِبل حضرة صاحب الجلالة؟
فرحت بها فرحة كبيرة على أساس أن الملك كرمني خصوصاً إن هذا التكريم أتى على نهاية عملنا.






برأيك هل رياضة الماضي تختلف عن رياضة الحاضر؟
قديماً من اللازم ان اللاعب يفعل كل شيء فيَعد له من ملابس وأيضاً يجهز حركاته للعب، فقديماً تتعب على نفسك وأنت الذي تنفخ الكرة وانت الذي تأتي بها إلى الملعب، كما نذهب وكل واحدٌ منّا حامل كرته إلى الملعب من الحورة إلى قصر القضيبية (قصر الضيافة) الذي كان موقع ملعبنا قديماً. أما حالياً اللاعب يتوفر لديه كل شيء من خلال شرائهم له الحذاء والجوارب، واللاعب الآن لا يتمشى بل يذهب بالسيارة، كما أن حركاتهم معروفة ولا يوجد شي يضيقهم.


ماهو إقتراحك للأندية حالياً حتى تراها شامخة على مستوى الدولة؟
لقد حضرت الإنتخابات لنادي الوحدة الذي أصبح حالياً النجمة، فكان إنتخابات مجلس الإدارة لايوجد لديهم الإرتباط الكامل فيما بينهم وكل واحد منهم ضد الآخر، فهذا لايرفع مستوى الرياضة إلا إذا تكاتفت الإدارة مع اللاعبين ويكونون جزء واحد، فمن اللازم ان نصفي قلوبنا مع بعض خصوصاً بان النادي أصبح جزء من المجتمع.

ماهي نصيحتك للأجيال الرياضية القادمة؟
حالياً انا أرى أشياء جيدة من ناحية أختيارهم مجموعة من الصغار المبتدئين ويعملون لهم مدرسة رياضية مثل ما عمله نادي الحالة وغيرها، فالصغير حينما يرى نفسه على شاشة التلفزيون يلعب سوف يتشجع ويواصل في ذلك، وهذا الذي سيطور اللعبة من خلاله ونتمنى لهم التوفيق.