كتبت - زينب العكري:اتفق تجار ورجال أعمال على أن سباق «الفورمولا1» أنعش كافة القطاعات الاقتصادية بالمملكة، حيث زاد الطلب على تأجير السيارات 90%، في حين ارتفعت الحركة على المطاعم والفنادق، فيما تنفست الأسواق القديمة والمجمعات التجارية الصعداء لتنتعش بنسبة 100%. وأكدوا أن «الفورمولا 1 يحقق العديد من المكاسب الاقتصادية الهامة ويسهم في إنعاش الاقتصاد الوطني إلى جانب تنشيط القطاع السياحي والفندقي والمواصلات والأسواق بشكل عام في البحرين، كما أنه عامل لزيادة الدخل القومي. وأوضحوا لـ«الوطن»، أن الفعاليات السياحية والرياضية التي تحتضنها المملكة باستمرار تساعد على تحريك العجلة الاقتصادية، مبينين أن قطاع المطاعم من أكبر المستفيدين نظراً لزيادة عدد رواده. وأكد مدير المشغلين في شركة «تاكسي العربية» أحمد يوسف أن الشركة جزأت السيارات التي تملكها إلى تاكسي تحت الطلب وتاكسي بنظام الأجرة لتلقي الزبائن خلال «الفورمولا 1». وأوضح أن الإقبال يعتبر ضعيفاًَ خلال الموسم الحالي، عازياً ذلك إلى توفير شركات الطيران سيارات أجرة ضمن عروض السباق، موضحاً أن عودة الفعاليات المتخصصة أسهمت في استقطاب العديد من السواح الأمر الذي ساهم في إنعاش قطاع النقل والمواصلات.انتعاش «تأجير السيارات»من جانبه أكد مدير مكتب سارة لتأجير السيارات عادل العباسي، انتعاش الطلب على مكاتب تأجير السيارات بنسبة 90% خلال موسم «الفورمولا 1»، لافتاً إلى أن هذا الانتعاش بدأ يظهر منذ قدوم فرق السباق.وأشار العباسي إلى أن غالبية الطلب على السيارات من قبل السعوديين والخليجيين عموماً، مبيناً أن أسعار التأجير لم يطلها أي تغيير غير أنها متراجعة منذ فترة إلى 10 دنانير للسيارة مقابل 12 ديناراً سابقاً.وأردف: «الفعاليات السياحية التي تستضيفها المملكة تنعش قطاع تأجير السيارات، وتجذب العديد من السواح الذين يمددون إقامتهم لما بعد السباق أو النظر في إعادة الزيارة في فترات لاحقة».وفي ما يتصل بقطاع السوبرماركت، أكد مدير المبيعات في مجموعة رامز القابضة طاهر عمر، أن حركة «السوبرماركت» ممتازة خلال أيام «الفورمولا1» والأيام التي تسبقها.وأوضح عمر أن «الفورمولا 1» أنعش المبيعات بصورة كبيرة، مبيناً في الوقت نفسه أن الفعاليات السياحية والرياضية تساعد على تحريك العجلة الاقتصادية للمملكة، وتسهم بشكل مباشر في انتعاش مختلف القطاعات السياحية والخدماتية والصناعية والتجارية.انتعاش الأسواق الشعبيةوأضاف أن «الفورمولا 1» أنعش الحركة التجارية والاقتصادية في الأسواق كسوق المنامة القديم والمجمعات التجارية بنسبة 100%، موضحاً أن معظم الزوار يلجؤون للتسوق من الهايبرماركت والمجمعات التجارية الكبيرة، كونها تحتوي على كافة الاحتياجات تحت سقف واحد، في حين أن البعض منهم يتجه نحو الأسواق القديمة لشراء المنتجات البحرينية التقليدية والتي يفضلها بعض الزوار.في المقابل، قال الرئيس التنفيذي لاستشارات «جفكون» لتحسين الإنتاجية، د. أكبر جعفري إن «الفورمولا 1» أثر على اقتصاد المملكة بشكل ملموس، وأحدث تطوراً عمرانياً حضارياً رياضياً واقتصادياً احول الحلبة، لتصل قيمة التأثير المالي إلى حوالي 550 مليون دولار، موضحاً أن التأثير المالي المباشر يصل إلى 295 مليون دولار خلال العام الجاري.وأشار جعفري إلى أن العائدات الاقتصادية المباشرة خلال السنوات (2004-2013) تقدر بنحو 1.8 مليار دولار، فضلاً عن إيجاد 3 آلاف فرصة عمل مؤقتة طيلة أيام السباق سنوياً، ونحو 400 وظيفة دائمة في حلبة البحرين الدولية، واستقطاب حوالي 100 ألف زائر سنوياً من مختلف دول العالم.وشدد على أن تنظيم السباق مجدداً تم بفضل تهيئة الأجواء المثالية لإنجاح هذا الحدث الرياضي العالمي، ما حقق للمملكة عوائد اقتصادية غير مباشرة متعددة تمثلت في مكاسب سياحية وثقافية وإعلامية فضلاً عن المكاسب الرياضية، حيث ينعكس تنظيم السباق بالإيجاب على النشاط السياحي والحركة في المجمعات والأسواق التجارية والمطاعم ووسائل النقل والطيران.?100معدَّل الإشغال الفندقيإلى ذلك، أكد فندقيون وصول نسب الإشغال الفندقي في المملكة إلى 100% في العديد من الفنادق فئتي الـ4 والـ5 نجوم، فيما تتراوح ما بين 80% إلى 90% في باقي الفنادق ومرافق الضيافة المختلفة، خلال فترة استضافة «الفورمولا 1».وأكدوا أن السباق الليلي أضاف المزيد من التشويق على حلبة البحرين الدولية، ما جعلها محط أنظار العالم وتستقطب الآلاف من الزوار من داخل وخارج المملكة.بدوره، قال المدير الإداري لشركة «أتا» للاستشارات السياحية العضو المنتدب لشركة فنادق البحرين نائب رئيس لجنة السياحة الخليجية، محمد بوزيزي إن منافع سباق «الفورمولا 1» للقطاع الفندقي لا يمكن حصرها من تعددها، لافتاً إلى أن الاستفادة من هذا الحدث الرياضي العالمي لا تقتصر على الفنادق فقط، بل تشمل جميع القطاعات الاقتصادية.وأكد بوزيزي أن منافع «الفورمولا 1» عمت الفنادق والمطاعم ومركبات النقل ومراكز التسوق، لاسيما وأن معظم زوار حلبة البحرين الدولية ممن يبحثون عن الاستجمام والمرح والتسوق ما بعد السباق.ويرى بوزيزي أن الحركة الاقتصادية النشطة التي ترافق سباق «الفورمولا 1» تحمل دائماً نتائج جيدة للاقتصاد الوطني، وتهيء الفرصة لإنعاش الحركة التجارية في مختلف القطاعات. من جانبه، أكد مدير عام فندق «جولدن توليب» عبدالرحيم السيد، أن معدلات الإشغال الفندقي في موسم الفورمولا 1 هذه السنة تعتبر ممتازة، لاسيما وأن المملكة أصبحت على الخارطة العالمية في رياضة السيارات لحوالي 10 سنوات الآن.«المطاعم» أكبر المستفيدينوأوضح السيد أن المطاعم على رأس قائمة المستفيدين من سباق «الفورمولا1» نظراً لزيادة معدلات الإقبال عليها على اختلاف مطابخها وأطباقها العربية والآسيوية والعالمية. ويرى السيد أن نجاح استضافة «الفورمولا 1» هو نجاح كبير للاقتصاد البحريني ككل، ويخلق بوادر طيبة جداً لآفاق أرحب من النمو الاقتصادي. من جهة أخرى، أكد عدد من أصحاب المجمعات التجارية سابقاً، ارتفاع المبيعات بنسبة 12% مقارنة بالموسم السابق، متوقعين في الوقت نفسه ارتفاع معدل المبيعات بنسبة أكبر حتى نهاية الحدث اليوم.وكانت نتائج الدراسات المتخصصة بينت حجم النمو القوي للعوائد المالية المتحققة سنوياً من وراء السباق، حيث قدرت العوائد غير المباشرة في العام 2005 بقيمة 321.3 مليون دولار، في حين بلغت عوائدها المباشرة 119 مليون دولار. أما في 2006 فزادت النسبة لتبلغ 390.5 مليون دولار للعوائد غير المباشرة و155 مليون دولار للعوائد المباشرة، وفي العام 2007 زادت إلى 548 مليون دولار للعوائد غير المباشرة و208 ملايين دولار للعوائد المباشرة. وفي عام 2008 بلغت ما يقارب 595.5 مليون دولار للعوائد غير المباشرة و 232 مليون دولار للعوائد المباشرة، وفي 2010 حققت 295 مليون دولار للعوائد غير المباشرة و134 مليون دولار للعوائد المباشرة، بينما ضخت «الفورمولا1» العام الماضي في الاقتصاد المحلي ما يقارب 220 مليون دولار، كما ارتفع نمو القطاع السياحي بنسبة 52.9% منذ عام 2004 حتى 2010.
970x90
{{ article.article_title }}
970x90