المريخ اللاعب كـ"توم وجيري" مع علماء الفضاء على الأرض، سبّب لهم الحيرة من جديد بصورة التقطها المسبار الأميركي "كوريوزيتي" الباحث هناك عن آثار للحياة، وفيها ظهر نور شعّ من بعيد أمام إحدى كاميرات المسبار المتجول منذ منتصف 2012 على أديم الكوكب الأحمر.

الصورة التي وصلت الى مختبرات "ناسا" الفضائية الأميركية وبثتها الاثنين الماضي في موقعها الإلكتروني، كانت كورقة يانصيب رابحة لأصحاب نظرية وجود حياة ذكية لكائنات تعيش أسفل سطح المريخ، وأشهرهم الأميركي سكوت وارينغ، صاحب مدونة Ufo sightings daily المعروفة على مستوى دولي، والذي وجدها فرصة للشماتة بالفلكيين، بقوله عن الصورة إنها دليل جديد على ما يقوله منذ زمن بعيد.

لكن أحد علماء "ناسا" المختصين بالمريخ وبمهمة المسبار الذي تنتهي مهمته بعد 5 أشهر، وهو دووغ إلليسون، شرح أن ما ظهر "ليس دليلا على وجود حياة ذكية في المريخ على أي حال، بل يمكن تفسيره علميا" طبقا لما قال وسمعته منه "العربية.نت" حين سألته محطة NBC التلفزيونية الأميركية الثلاثاء عن رأيه.

ذكر أن النور ربما نتج من تفاعل أشعة فلكية ذات كثافة عالية الطاقة وصلت إلى سطح المريخ في اللحظة التي كانت فيها كاميرا "كوريوزيتي" تلتقط صورا لمنطقة "كيمبرلي" الموضوعة برسم البحث على سطح الكوكب، لأن كثافة المجال الجوي للمريخ خفيفة ولا تمنع الجزيئات المشبعة بالطاقة الإشعاعية العالية من الوصول الى الأديم كما يمنعها المجال الجوي الأشد كثافة في الأرض.

نور "من أسفل إلى أعلى" وليس العكس

أما "ناسا" التي لم يصدر عنها للآن أي شرح أو تعليق، فذكرت في حاشية مرفقة بالصورة، أن الكاميرا التي التقطتها "هي إلى يمين المسبار، في حين لم يظهر النور في صور التقطتها للموقع نفسه الكاميرا المثبتة الى اليسار".

مع ذلك ذكرت أن القيّمين على مهمة المسبار ناشطون حاليا في دراسة اللقطة "وبعدها سيتم صدور بيان متى تم التأكد من سببه (النور) وطبيعته العلمية" على حد ما وعدت، علما أن آخر مختص بالصور من علماء "ناسا"، وهو جوستين مكي (ليس عربيا) شرح أيضا أن النور قد يكون انعكاسا لأشعة على أحد الصخور.

والمحيّر في الصورة أن النور الذي ظهر فيها غامضا ومنتصبا كقامة إنسان، يبدو صادرا من "مركز" جعله يشع من أسفل الى أعلى، وليس العكس "لأن أسفله أشد كثافة من أعلاه بوضوح" على حد ما كتب صاحب المدونة الشامت بالفلكيين، في معرض تأكيده بأن ما ظهر بالصورة التي التقطها المسبار في 3 أبريل الجاري هو ضوء "اصطناعي" وليس نورا طبيعيا.