أنتهى مسرح أوال المسرحي مؤخرا من مهرجانه المسرحي الثامن الذي تضمن ثمانية عروض مسرحية بحرينية, بمشاركة جميع المسارح الأهلية باستثناء مسرح الصواري, بالإضافة إلى العروض المسرحية التي قدمت سابقا باسم المؤسسة العامة للشباب والرياضة ووزارة التنمية حيث تفاوتت مستويات العروض ما بين الجيد والضعيف, بالإضافة إلى وجود الجديد.

رئيس مسرح أوال الفنان القدير خليفة العريفي تحدث لوكالة انباء البحرين " بنا" حول هذا المهرجان قائلا: لا نخفي على أحد وجود أخطاء حول التنظيم وخطأ آخر حول زمن إقامة المهرجان, مضيفا إن خطوات بدء المهرجان كانت سريعة جدا على الرغم من عدم جاهزية العرض المرشح (جروح) لافتتاح المهرجان, ولهذا وقع الأختيار على العرض المسرحي (لحظات منسيه) لجاهزية العمل.
وأما بخصوص العروض المسرحية فيقول العريفي انه بشكل عام لم تكن بالمستوى المطلوب, فمن وجهة نظري بأن العرض المسرحي الوحيد الذي ظهر بالمستوى الجيد هو عرض (الحالمان) لعدة أسباب ومنها بأنه عرض قدم في السابق وأستطاع أن يتدارك أخطاءه في المهرجان ولاحتوائه على ممثلين متمكنين وكذلك بالنسبة إلى مستوى طرح الفكرة.
وفي معرض رده على سؤال حول تدني مستوى العروض المسرحية في المهرجان أجاب قائلا: كان من المفترض أن يتم التدقيق في اختيار العروض المشاركة و ان مسرح أوال وبعد مشوار مسرحي طويل لأكثر من 40 عاما, و أن يقدم عروضا مسرحية راقية تنتسب إلى تاريخ هذا المسرح, و كذلك أن يتم تكوين لجنة لتقييم العروض المشاركة, خاصة وأن مستوى العروض المسرحية في المهرجانات السابقة كانت أفضل بكثير.
ومن جهة أخرى اكد الفنان خليفة العريفي, على الرغم من ضعف الترويج الإعلاني للمهرجان إلا أن الورقة الرابحة والمؤكدة في هذا المهرجان هو الحضور الجماهيري الكبير الذي ملئ الصالة طوال فترة المهرجان, وهذا هو المكسب الحقيقي لمسرح أوال.
وفى رده على سؤال بان المهرجان لم يشهد اي تطور في دورته الجديدة قال العريفي: ليس هناك أي تطور على مستوى العروض المسرحية, وفي نفس الوقت نحن نشجع الوجوه الجديدة الشابة على خوض تجربة الإخراج, موضحا ان هناك تجربة إخراجية متميزة وجديدة تحسب لمسرح أوال للفنانة غادة الفيحاني, وقال نحن على استعداد لتبني أي عمل إخراجي جديد لها, وهذا هو توجه المسرح, بسبب عزوف المخرجين أصحاب الخبرة عن استمرارهم في العملية الإخراجية لعدة أسباب, فمنهم من أصيب بالإحباط ومنهم من يرفض فكرة أن يقوم بالتدريبات المسرحية لفترة لا تقل عن شهرين وفي النهاية ينتهي المجهود من خلال عرض مسرحي واحد فقط.
وتطرق الفنان العريفي في حديثه الى توقف المخرجين عن العملية الإخراجية قائلا: نحن مجرد فرقة مسرحية أهلية غير ربحية, وتأتي المساعدة على قدر الإمكان من ميزانية المسرح البسيطة, فالعروض المسرحية في البحرين لا تدعم ماديا من أي جهة, موضحا أنها تنتج أعمالها المسرحية من الدعم السنوي المقدم للفرق من وزارة الثقافة وهو 12 الف دينار سنويا فقط, بعكس المهرجانات في دول مجلس التعاون الخليجي حيث تدعم ماديا, ولهذا نرى بأن مستوى العروض المسرحية لديها راقية جدا, كذلك بالنسبة للمصرفات الخاصة بالإعلانات التجارية فهي باهظة الثمن, ولا يستطيع المسرح تحمل كل تلك التكاليف بهذه الميزانية الضعيفة مع أستمرار غلاء المعيشه وأرتفاع الأسعار, لهذا لجأنا إلى مواقع التواصل الإجتماعي.
مؤكدا بأن المشكلة الحقيقية التي تشكو منها المسارح هي المشكلة المادية, والمشكلة الأخرى هي عدم وجود مسارح خاصة للعروض المسرحية, فمملكة البحرين تمتلك مسرحين فقط, أحدهم مخصص للعروض المشاركة في فعاليات صيف البحرين وربيع الثقافة, والآخر مفتوح لكل فعاليات الدولة بشتى تخصصاتها, لهذا من الصعب جدا أن يحظى أي مسرح على امتلاك الصالة لفترة تتجاوز العشرة أيام.
واضاف العريفي قائلا كان من المفترض أن يقوم مسرح أوال ببناء صالة عرض مسرحية عن طريق معونه خاصة من الخارج ولكنها توقفت, فالمسرح يمتلك الأرض والمخطط الهندسي, ولكننا حاليا نحاول أن نحصل على الدعم الحكومي أو الاستثماري للبدء في البناء, إن وجود هذا المسرح سيحل الكثير من المشاكل التي تعاني منها المسارح البحرينية, كالزمن والموقع بالإضافة إلى أستمرار النشاط المسرحي طوال العام.
وحول سبب عدم وجود مهرجان مسرحي محلي في مملكة البحرين اشار الى ان رؤساء المسارح اجتمعوا مع وزارة الثقافة في العام الماضي حول الترتيبات اللازمة لتنظيم وإقامة المهرجان المسرحي المحلي, وتم وضع لائحة داخلية تنظيمية حول الترتيبات وتم الاتفاق على إقامة المهرجان في شهر إبريل الحالي 2014, ومن ثم حدث التأجيل إلى شهر سبتمبر القادم 2014, وعلمنا مؤخرا من وزارة الثقافة بأنه قد تم تأجيل إقامة المهرجان إلى العام القادم 2015.
وحول المشاريع والأنشطة القادمة لمسرح أوال اشار الى ان هناك مشروع جديد قادم وهو مهرجان المسرحيات القصيرة, والهدف منه هو استقطاب الشباب وخلق جيل جديد من المخرجين في مملكة البحرين سواء في الإخراج أو التمثيل أو السينوغرافيا.
وقال ان المشاركة ستكون مفتوحة للجميع سواء للمسارح الأهلية أو الجمعيات الثقافية أو المؤسسات الشبابية, متمنيا ان يحظى هذا المهرجان بالدعم المادي موضحا ان المسرح لن يتطور الا في ظل حصوله على دعم مادي كبير من قبل الجهات الحكومية والخاصة حتى ترتقي الى مستوى افضل.