لم يمضٍ سوى شهر واحد على تغني الإعلام الإسباني وتحديداً المدريدي بلاعب وسط ريال مدريد تشابي ألونسو منذ عودته للمشاركة بصفة أساسية وتحقيق الريال الانتصارات ، فصحيفة "الماركا" هللت في الأول من مارس الماضي وأكالت المديح لألونسو ومديره الفني كارلو أنشيلوتي بعد إصراره على تجديد تعاقد اللاعب رغم غيابه للإصابة بداية الموسم ، وتحديداً في شهر أغسطس من العام الماضي بكسر في الشظية الخامسة بمشط القدم خلال تعافيه من الجراحة التي أجراها في عظم العانة .
"الماركا" المعروفة بميولها المدريدية عنونت في تقريرها الخاص حول ألونسو آنذاك بقولها : "الريال لا يخسر في وجود ألونسو"، مشيرةً إلى أن النادي الملكي حصد 23 انتصاراً و4 تعادلات منذ عودته ، لتعتبره تميمة الحظ ، مما أجبر إدارة النادي بقيادة فلورنتينو بيريز على الرضوخ لضغوطات أنشيلوتي ووقعت مع ألونسو في ال8 من يناير الماضي عقداً يمتد لعامين مقابل 6 ملايين يورو كراتب سنوي .
لتنقلب الآية بعدها وتبدأ سهام الإعلام المدريدي بالتصويب نحو "ألونسو" نفسه ومدربه أنشيلوتي ، وأول السهام انطلق من "الماركا" نفسها بطريقة مبطنة مستعينةً بتصويت الجماهير، التي اختارته اللاعب الأسوأ بعد سقوط النادي الملكي في الكلاسيكو وأمام اشبيلية ، علاوةً على اختياره ضمن الأسباب العشرة التي أطاحت بالريال من صدارة الليجا .
شهر عسل لم يكتمل ، بل استمر ل 28 يوماً ، ألونسو تسبب بركلة جزاء نتيجة اندفاع غير مبرر على انييستا في الكلاسيكو ، وماكينته أمام بروسيا دورتموند إياباً توقفت عن ضخ الوقود وأصبحت ثقيلةً غير قادرةٍ على مجاراة الإيقاع السريع أو الفوز بالالتحامات .
ولا يمكن الحكم على ألونسو أمام رايو فاليكانو أو بروسيا دورتموند ذهاباً ، بل يلمع المعدن النفيس في الأوقات الحرجة ويتحول الماء النقي لمشروب غازي يضر ولا ينفع حتى إن كان مذاقه طيب كما في تلك المباريات السهلة ، على عكس كاسياس الذي أصبح كالنبيذ تزداد قيمته مع مرور الزمن .
انخفاض مستوى ألونسو ضرب على الوتر الحساس لعشاق الميرينجي واشتياقهم لسامي خضيرة -الغائب منذ نوفمبر الماضي بسبب قطع في الرباط الصليبي - علّهم يرون الطريق نحو النجمة العاشرة مفروشة بالورود، متسلحين بجندي يشكل خط الدفاع الأول أمام هجمات أتلتيكو أو تشيلسي أو بايرن ميونخ وخاصة الأخير إذا ما أوقعته القرعة في مواجهته باعتباره زميلاً ألمانياً لشفانشتايجر وكروس ومولر .