تفكر فرنسا في المضي قدما في خطة تكثف استخدام مستحضرات رخيصة شبيهة بالعقاقير الأصلية للتكنولوجيا الحيوية، مما أشاع قلق الشركات في ثاني أكبر سوق للمستحضرات الدوائية في أوروبا بعد ألمانيا.
واتخذت الحكومة الفرنسية هذا القرار في هدوء، مما يتيح للصيادلة بتداول عقاقير بديلة أرخص وشبيهة بالمستحضرات الدوائية الأصلية للتكنولوجيا الحيوية، وذلك في إطار مخصصات الرعاية الصحية لموازنة عام 2014.
ومن شأن هذه الخطوة -التي تستلزم استصدار مرسوم لتصبح نافذة المفعول- أن تخفض من تكلفة توفير العقاقير الحيوية المعقدة لمرضى يعانون من أمراض مثل السرطان وأمراض الكلى والتهاب المفاصل الريوماتويدي.
وتعد فرنسا أول دولة أوروبية تنتهج برنامج العقاقير البيولوجية البديلة، فيما تميل حكومات في القارة إلى أن تحذو حذوها إذا تكلل البرنامج بالنجاح، إلا أنه لاتزال هناك العديد من علامات الاستفهام الرئيسية بشأن ما إذا كانت التجربة الفرنسية ستشجع استخدام العقاقير الشبيهة بالأصلية التي لا يجري تداولها على نطاق واسع في الوقت الراهن.
وأثارت هذه الخطوة حفيظة شركات كبرى لإنتاج المستحضرات الدوائية، منها سانوفي وروش وآمجين وهوسبيرا، لعدم التشاور معها قبل المضي قدما في الموافقة على هذا القرار، فيما تجتمع هذه الشركات الآن مع مسؤولين حكوميين وأطباء وصيادلة لمناقشة تفاصيل القرار.
في المقابل، قال بول جرينلاند، نائب رئيس شركة هوسبيرا للأدوية للشؤون البيولوجية التي أنتجت في الآونة الأخيرة أول عقار في أوروبا شبيه بالمنتج الأصلي مستخلصا من الأجسام المضادة، إنه يرى أن هذه الأدوية ستلقى نجاحا في نهاية المطاف بمرور الوقت وبحكم الممارسة.
وقال "كلما أكثر الأطباء من وصف هذه المنتجات زادت الثقة فيها والتيقن من أنها لا تختلف في حقيقة الأمر عن المواد البيولوجية الأصلية".