رحبت فعاليات اقتصادية بالزيارة الملكية المرتقبة الى كازاخستان، والتي اعتبروها خيارا استثنائيا تجاوز تطلعات القطاع الخاص البحرين في سبر أغوار أسواق ناشئة في قارة آسيا.
وأوضح رجال أعمال وتجار في تصريحات خاصة لوكالة أنباء البحرين (بنا) ان توطيد اواصر التعاون الاقتصادي بين المنامة وأستانا من شأنه أن يوفر على المملكة عناء الكثير من الأمور الأساسية، كتعزيز الأمن الغذائي من اللحوم الحمراء، والاستفادة من المعادن التي تزخر بها كازاخستان.
وتفاءل رجال الأعمال والتجار بنتائج زيارة الملك المرتقبة الى كازاخستان قبل أن تبدأ، خاصة وان سوق أستانا مليء بالفرص الاستثمارية المتاحة في كافة القطاعات، لتكون رحلة استكشاف مشوقة لجميع التجار والمستثمرين البحرينيين، وفرصة ممتازة لاستقطاب استثمارات كازاخستانية الى المملكة.
وقال رئيس غرفة تجارة وصناعة البحرين، خالد المؤيد ان كازاخستان هي احد الدول الشرقية في القارة الآسيوية، وان جلالة الملك المفدى يريد الانفتاح على آسيا قدر الإمكان، نظراً لإدراكه الحصيف بأن آسيا هي المستقبل.
وعبر المؤيد عن تأييده لهذه الزيارات الملكية المكثفة الى دول آسيا، لافتا الى ان تركيز جلالته في زياراته على الملفات الاقتصادي هو دليل وعي ملكي سام بأن الاقتصاد هو الرافد الاساسي للدولة واساس نهضتها.
ويرى المؤيد ان كازاخستان بلد ناشئ حديث العهد في آسيا ويملك الكثير من الفرص الاستثمارية والاقتصادية للبحرين، إضافة إلى تميزها في مجال انتاج اللحوم والمعادن التي تنقص المملكة وتحتاج اليها بشكل كبير، اضافة الى الغاز والمشتقات البترولية.
وثمن المؤيد مرة أخرى التوجه الملكي الحميد بفتح أبواب التعاون الاقتصادي مع أبرز بلدان القارة الصفراء، لتكون اشبه برحلات استكشافية للاطلاع على ثروات تلك الدول الطبيعية والصناعية والاستفادة من تجاربها الاقتصادية قدر الإمكان.
من جانبه، قال النائب الأول لرئيس غرفة تجارة وصناعة البحرين، عثمان شريف ان تكثيف الانفتاح على دول آسيا يكسب البحرين افضلية اقتصادية، خاصة وان الكثير من دول آسيا لها مواقف ايجابية في دعم كثير من المواضيع والأمور المشتركة مع المملكة.
ولفت شريف الى ان الزيارات الملكية كانت في محصورة في السابق بالدول الغربية، الا انها اليوم فتحت آفاقا أرحب من التركيز على دول شرق آسيا، بل بلدان قارة آسيا بأكملها نظرا لقربها الجغرافي وامكاناتها الاقتصادية الكبيرة.
وبين شريف ان جلالة الملك المفدى دائما يركز في زياراته على ان يكون برفقته وفد تجاري كبير من اجل تعزيز العلاقات التجارية والاقتصادية والاستثمارية مع دول العالم، وبخاصة بلدان القارة الآسيوية، وإبراز الفرص الاستثمارية واقامة شراكات مثمرة تصب في صالح تنمية الاقتصاد الوطني وتوفير فرص عمل للعمالة الوطنية.
واشار شريف الى ان البحرين تسير على درب عدد من دول الخليج ابرزها الامارات العربية المتحدة في سبر أغوار كازاخستان الاقتصادية، لما تملكه من فرص استثمارية كثيرة للبحرين ولمنطقة الخليج بشكل عام، وابرام العديد من مذكرات التفاهم للقطاعين الحكومي والخاص بغية تنمية التبادل التجاري بين المنامة وأستانا.
بدوره، قال النائب الثاني لرئيس غرفة تجارة وصناعة البحرين، جواد الحواج ان الزيارة الملكية المرتقبة الى كازاخستان سيكون لها ردود فعل ايجابية كثيرة جدا، لاسيما وان كازاخستان تزخر بالفرص الاستثمارية الواعدة لرجال الاعمال والمستثمرين البحرينيين.
ويرى الحواج ان توجه جلالة الملك الى كازاخستان ما هو الا استمرارية لانفتاح البحرين على القارة الآسيوية المتخمة بالثروات الطبيعية وغير الطبيعية، معتبرا هذه الزيارة خطوة مهمة جدا للقطاع الخاص البحريني.
وذكر الحواج ان اوجه الاستفادة من زيارة جلالة الملك الى استانا تتنوع لتشمل القطاعات الزراعية والغذائية، خاصة وان البحرين تتطلع الى تعزيز أمنها الغذائي في العديد من المنتجات أبرزها اللحوم والمحاصيل الزراعية من فواكه وخضراوات.
وأعرب الحواج عن تفاءله في ان يكون التاجر البحريني هو المستفيد الأبرز من هذه الزيارة في استكشاف استثمارات نوعية لا يمكن ايجادها في مناطق اخرى من العالم، لتكون الزيارة الملكية فرصة ذهبية للاطلاع على مدى تطور هذه الدولة الناشئة.
إلى ذلك، قال عضو مجلس ادارة غرفة تجارة وصناعة البحرين، خالد الامين ان كازاخستان بلد نامٍ جدا ومتوقع له مستقبل ممتاز، والكل يتهافت عليه للاستفادة مما يتيحه من فرص استثمارية، فهو أشبه بالدول الاوروبية من حيث البنية التحتية والاستثمارات النوعية.
ولفت الامين الى ان كازاخستان ستكون بمثابة استكشاف جديد بالنسبة للبحرين، حيث يطمح الوفد التجاري المرافق لجلالة الملك تكوين علاقات بناءة تفيد التجارة والاقتصاد ومجتمع الاعمال وبيئة الاستثمار في كلا البلدين.
وعن ابرز الفرص الاستثمارية المتاحة في استانا، اعتبرها الأمين كثيرة جدا، لتشمل الغاز الطبيعي واللحوم الحمراء والخضار والفواكه والفوسفور واليورانيوم التي يمكن الاستفادة منها في البحرين بأسعار تنافسية جدا.
واضاف الأمين بالقول: "ستكون زيارة جلالة الملك الى كازاخستان مشوّقة جدا، لاستكشاف كل ما هو جديد في بلد نام مستقل منذ تسعينات القرن الماضي، فهو بلد متحضر وشعبه مثقف، ويمكننا الاستفادة من امكاناتها الكبيرة على اكمل وجه في كافة المجالات".
ولفت الأمين الى ان الزيارة الملكية لكازاخستان تشكل فرصة ذهبية كذلك لعرض ابرز الفرص الاستثمارية المتاحة في البحرين على رجال الاعمال والمستثمرين في كازاخستان، بغية جذب التدفقات الرأسمالية الأجنبية الى المملكة.
وبين الأمين ان رجل الاعمال الكازاخستاني سيعجب بما تملكه البحرين من مناخ استثمار وبيئة اعمال جاذبة لكثرة التسهيلات المتاحة ونسبة تملك أجنبي 100%.
على صعيد متصل، قال رجل الأعمال والخبير الاقتصادي الدكتور يوسف المشعل انه يتضح من الزيارة الملكية المرتقبة الى كازاخستان بأن جلالة الملك شرع في فتح ابواب بلدان جديدة غير تقليدية للسوق البحريني وللقطاع الخاص على وجه الخصوص.
واعتبر المشعل كازاخستان خيارا ملكيا موفقا نظرا لنموها الاقتصادي المتسارع وتشبه الى حد كبير مقومات منطقة الخليج من حيث بيئة العمل والحياة اليومية، مثمنا في نفس الوقت النظرة الملكية المستقبلية في تنويع علاقات الشراكة الاقتصادية والتنموية مع الأسواق الناشئة في القارة الصفراء.
ويرى المشعل ان التوجه الملكي الى كازاخستان هو تغيير في العقلية الاقتصادية والمنطق التجاري للمملكة، وتطوير السياسة التجارية والمالية مع دول لم تكن في الحسبان في السابق، خاصة وان التركيز كان منصبا في السنوات الخمسين الأخيرة على الدول الغربية والاعتماد على بلدان أوروبا بصورة كبيرة.
وبين المشعل ان التوجه الملكي الحميد الى آسيا فرصة تاريخية للقطاع الخاص البحريني بأن يستكشف استثمارات ممتازة في استانا التي تطورت في اعقاب انهيار الاتحاد السوفييتي ونجحت في تنويع مصادر دخلها القومي من البترول والغاز والموارد الطبيعية الأخرى.