هي ألا يعلم بطاعة معينة تقوم بها أحد، قد تكون ركعات في جوف الليل لا يعلم بها أحد.. صيام أيام لا يعلم بها أحد.. تلاوة آيات من القرآن.. ختمات للقرآن لا يعلم بها أحد.. ذكر الله عز وجل بالآلاف لا يعلم به أحد.. دمعات على الوسادة ومناجاة، كل ما لا يعلم به أحد من طاعاتك ولا تخبر به أحدًا ولا يعلمه إلا الله فهو خبيئة. فمن أعظم ما تتقرب به إلى ربك أن يكون بينك وبين الله خبيئة لا يعلمها أحد من الخلق تدخرها لنفسك في يوم أحوج ما تكون فيه إلى ما يكسي عورتك، ويطفئ ظمأك ويجعلك تحت ظل عرش الرحمن يوم لا ظل إلا ظله. العبادات الخفية والأعمال الصالحة السرية كنوز الحسنات ما لا يعلمه إلا الله فلا تغفل عنها. قال الرسول صلى الله عليه وسلم (من استطاع منكم أن يكون له خبء من عمل صالح فليفعل). وهذا زين العابدين علي بن الحسين رضي الله تعالى عنه وأرضاه يحمل جراب الخبز على ظهره بالليل فيتصدق به قال عمرو بن ثابت: لما مات علي بن الحسين فغسّلوه جعلوا ينظرون إلى آثار سواد في ظهره. فقالوا: ما هذا؟! قالوا: كان يحمل جُرْب الدقيق يعني أكياس الدقيق ليلاً على ظهره يعطيه فقراء أهل المدينة. وكان أحد السلف يقوم الليل كله فيخفي ذلك فإذا كان عند الصبح رفع صوته كأنه قام تلك الساعة، ورحم الله أحد السلف وهو يقول: “السرائر السرائر اللاتي يخفين على الناس وهن على الله بوادر”. اسأل نفسك الآن: ما هي العبادة التي تعملها والتي لا يعلمها أحد من الناس؟ استغفار بالأسحار؟ دمعة في خلوة؟ صدقة سر؟ أو إصلاح بين الناس؟ أو صلاة بالليل والناس نيام؟ اعقد العزم من الآن على أن تكون لك خبيئة من عمل صالح اعزم عزيمة جادة على استثمار شبابك على استغلال أوقاتك على زرع غِراس يانعات لك في الجنة بعزيمة صادقة وهِمَّة عالية. كثير منا يرى الناس من حوله ويرى أقرباءه ويرى جيرانه ولا يظن أنهم يفعلون خيراً أو أن بينهم وبين الله أسرار ولكن سبحان الله بعد موتهم نكتشف العكس.