قال وزراء الخارجية والمواصلات والبلديات إن لدى حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى رؤية سامية حول اتحاد يجمع دول آسيا كما حدث في قارات أوروبا وأمريكا وإفريقيا.
وأضاف الوزراء في حوار شامل مع رؤساء التحرير المرافقين للملك ضمن زيارة الدولة الرسمية لجمهورية كازخستان، أن مملكة البحرين تضيف إلى رصيد علاقاتها مع كل دول العالم دون تعارض مع التحالفات الإقليمية التاريخية.
وأوضح الوزراء في لقاء نظمته وكالة انباء البحرين خلال الرحلة المؤدية إلى العاصمة الكازخية "استانا"، أن الزيارة الملكية بالتاريخية وستفتح أفاقا من التعاون والشراكات الجديدة لمملكة البحرين.
التحالفات هدفها أمن المنطقة
وقال الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة وزير الخارجية أن الشراكات بين الدول لا تتعارض مع التحالفات مشيرا إلى أن التحالفات هدفها أمن المنطقة وهي تحالفات تعود إلى أربعينات القرن الماضي، أما الشراكات الاقتصادية فتتنوع مع كل دول العالم، لافتا إلى وجود شراكات قديمة لمملكة البحرين مع مختلف الدول.
وأشار إلى أن تلك الشراكات تأخذ أهمية كبيرة عندما يتوازى معها اتصال سياسي على مستوى رفيع من قبل القيادة الرشيدة، حيث تعطي الزيارات الملكية لمختلف دول العالم دفعة في جميع مجالات التعاون بين الدول، والشواهد كثيرة على هذا الأمر ومن أبرزها زيارات الولايات المتحدة وروسيا والهند وباكستان والصين واليابان، ودائما بعد كل زيارة ملكية سامية تفتح الكثير من الأبواب لفوائد جمة تعود على البحرين في المقام الأول.
ونفى معالي وزير الخارجية وجود رسائل سياسية تحملها الزيارة الملكية السامية مشددا على أن البحرين ليس في نيتها تغيير تحالفاتها التي بنيت منذ عقود من التعاون وقال أن البحرين ستظل ملتزمة بعلاقاتها وتحالفاتها، وتلك الزيارة تأتي في سياق بناء شراكات جديدة مع دول أخرى، وهو ما تفعله كل دول العالم التي تبحث عن مجالات تعاون جديدة وهذا لا يعني استبدال ما كان قبله، لكن البحرين تضيف إلى رصيد علاقاتها مع كل دول العالم.
وأضاف انه ليس هناك مفاضلة بين تحالفات لضمان الأمن وبين التواصل مع دول أخرى وإقامة شراكات اقتصادية، وتلك الشراكات الاقتصادية في مجملها تعمل على استقرار الأمن في المنطقة، وهذا مرتبط بالاستقرار والأمن مع الحلفاء واستمرارية هذا الارتباط معهم.
وأكد معالي وزير الخارجية أن جلالة الملك المفدى كان دائما يدعو إلى الترابط الآسيوي لما فيه من مصلحة للقارة، واصفا الزيارات الملكية الحالية بالتوجه الحميد لما فيه من مصلحة كبرى وأعرب معاليه عن تمنياته بأن يسود التعاون كل دول قارة آسيا، لافتا إلى وجود حوار جار بين دول مجلس التعاون الخليجي ودول الأسيان بدأ في مملكة البحرين منذ 2009، وتلاه اجتماع في سنغافورة، وعاد مرة أخرى لتحتضنه البحرين منذ أشهر قليلة.
ونوه إلى الترابط التجاري والديني والثقافي القديم لمنطقة جنوب شرق آسيا مع دول مجلس التعاون الخليجي وتقطعت العلاقات خلال مراحل تالية ويجري حاليا إعادة تلك العلاقات بشكل أفضل.
وقال وزير الخارجية أن جلالة الملك المفدى حفظه الله ورعاه كان دائما يثير نقطة مهمة وهي أن آسيا القارة الوحيدة التي لا تملك منظمة أو اتحاد يجمع كل الدول مثل الاتحاد الأوروبي أو الاتحاد الأفريقي، بينما يتواجد فيها منظمات لمجموعات من دول مثل دول مجلس التعاون الخليجي والآسيان ومنظمات أخرى، وأشار معاليه إلى ما يعرف بتجمع بناء الثقة بين الدول الآسيوية والذي تأسس مؤخرا في كازاخستان، لكن لم يتم تأسيس منظمة آسيوية تربط مصالح الدول ببعضها، رغم أن تاريخ مملكة البحرين التجاري والسياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي المرتبط بآسيا في المقام الأول وكذلك ارتباط دول الخليج مع الهند.
وأشار معالي وزير الخارجية إلى أن الزيارة شملت توقيع العديد من مذكرات التفاهم، كما أن كازاخستان تتطلع للاستفادة من الخدمات البنكية التي توفرها مملكة البحرين بحكم موقعها والكوادر المصرفية فيها.
وأضاف بأن التعاون مع الدول الآسيوية لا يتوقف أثره على حدود البحرين فسوق المملكة ليس محدودا بجغرافيتها خاصة وأن البحرين تعتبر نقطة محورية لمنطقة الخليج وأكد وجود الكثير من مجالات التعاون والاستفادة الواعدة، في حال النظر إلى أبعد من السوق المحلية وأن تصبح البحرين مركزا تجاريا لمنتجات دول آسيا، لافتا إلى أهمية جسر الملك فهد الذي يربط مملكة البحرين بالمملكة العربية السعودية والمنطقة الشرقية التي تعتبر أهم مركز اقتصادي ولديها قوة شرائية لا يمكن إغفالها وكذلك الأمر مع الرياض.
وحول الجانب السياسي لفت معالي وزير الخارجية إلى أن دولة كازاخستان تتمتع بعلاقات طيبة مع كل دول العالم، وما يهم البحرين التواصل مع دولة تتمتع بثقة وتأثير في دول المنطقة، مؤكدا أن العلاقة بين كازاخستان والبحرين ليست بجديدة حيث زار فخامة الرئيس نور سلطان نزرباييف رئيس جمهورية كازاخستان مملكة البحرين في التسعينات والتقى بجلالة الملك عدة مرات في أماكن كثيرة، وهذه الزيارة مخطط لها منذ فترة.
وأكد معالي وزير الخارجية على أن رئيس كازخستان كانت لديه توجهات حول الحوار بين الأديان وحوار الحضارات، وأرجع السبب في ذلك إلى الموقع الجغرافي لدولة كازخستان التي تقع بين آسيا وأوروبا، وقال إن هذا التوجه أيضاً حملت البحرين مهمته بحكم موقعها في منطقة الخليج وبحكم التنوع الكبير الموجود على أرضها.
فتح أسواق جديدة
من جانبه قال وزير المواصلات كمال بن أحمد إن جلالة الملك حفظه الله ورعاه بتلك الزيارة الملكية السامية يفتح آفاقاً جديدة لمملكة البحرين سواء على مستوى العلاقات السياسية أو الاقتصادية، الهدف منها فتح أسواق جديدة مع تعزيز الأسواق الموجودة حالياً مثلما حدث في الزيارة الملكية للهند، وأشار إلى أن فتح الأسواق الجديدة ستعود بالفائدة على المواطن البحريني بشكل كبير وأيضاً التجار وبالتالي خلق فرص عمل جديدة.
ونوه وزير المواصلات إلى أهمية تضافر جهود غرفة تجارة وصناعة البحرين ووزارة التجارة والصناعة ومجلس التنمية الاقتصادية لتعظيم الاستفادة من الزيارات الملكية السامية وكذلك الأمر بالنسبة لرجال الأعمال المرافقين، وهو ما حدث في زيارتي الهند وباكستان وقال إن الاجتماعات الثنائية للتجار في الدولتين خلال الزيارة تثمر عن العديد من الاتفاقيات.
وحول نتائج الزيارات الملكية السامية وأخصها زيارة جمهورية الصين، كشف وزير المواصلات عن تواجد وفد صيني في المملكة حالياً فضلا عن المتابعات الخاصة بالدوائر الحكومية ومجلس التنمية الاقتصادية. لافتاً إلى وجود الكثير من أوجه التعاون بين تلك الدول مع مملكة البحرين تم الإعلان عنها ولم تأخذ حيزاً كبيراً من قبل الإعلام، داعياً وسائل الإعلام المحلية لإبراز نتائج الزيارات الملكية السامية بطريقة أوضح.
تعاون زراعي مع كازاخستان
من جانبه وصف الدكتور جمعة بن احمد الكعبي وزير شئون البلديات والتخطيط العمراني الزيارة الملكية لدولة كازخستان بالتاريخية، مؤكداً أنها ستفتح الكثير من مجالات التعاون بين البلدين. وقال إن كازخستان من أكبر الدول المصدرة للحبوب والقمح وسيتم وضع خطة عمل مع الجانب الزراعي في كازخستان، هذا فضلاً عن أنها تتمتع بثروة حيوانية كبيرة تعد من أهم الموارد الطبيعية لديها وتجعلها من أكبر الدول المصدرة للثروة الحيوانية، وهو ما سيتم التركيز عليه خلال الزيارة وخاصة بالنسبة لاستيراد اللحوم، لافتاً إلى أن الشحنات المستوردة من استراليا تستغرق أكثر من أسبوعين للوصول إلى موانئ مملكة البحرين بينما ستوفر كازخستان عامل الوقت في هذا الشأن، هذا بالإضافة إلى الخبرة الواسعة لدى كازخستان في الإنتاج الحيواني والمحاجر البيطرية.