صدر البيان المشترك اليوم في ختام زيارة الدولة الرسمية لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه الى جمهورية كازاخستان الصديقة هذا نصه :


قام صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك مملكة البحرين، بزيارة رسمية تاريخية إلى جمهورية كازاخستان، بدعوة كريمة من فخامة الرئيس نور سلطان نظرباييف، رئيس جمهورية كازاخستان، خلال الفترة من 13 و15 أبريل 2014.
و تأتي الزيارة الرسمية لصاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك مملكة البحرين المفدى إلى جمهورية كازاخستان، كدليل واضح على تطلع البلدين و الحكومتين إلى تطوير علاقات الصداقة والتعاون المتبادل بهدف ضمان التقدم المستمر للبلدين، وتعزيز الأمن الإقليمي والدولي وترسيخ مبادئ المساواة والشراكة و الحوار في العلاقات الدولية.
وناقش صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة وفخامة الرئيس نور سلطان نظرباييف، خلال المفاوضات الثنائية، عددا كبيرا من القضايا المتعلقة بالتعاون الثنائي في المجالات السياسية والاقتصادية والإنسانية. كما تبادل الجانبان وجهات النظر حول بعض القضايا الإقليمية والعالمية ذات الاهتمام المشترك.
واتفق الجانبان على أن المفاوضات رفيعة المستوى في أستانا فضلا عن الاتفاقات التي تم توقيعها خلال هذه الزيارة قد فتحت صفحة جديدة في تاريخ العلاقات بين مملكة البحرين وجمهورية كازاخستان، وأعطت دفعة قوية لتطوير العلاقات التجارية والاقتصادية والاستثمارية البينية وتعزيز التعاون في المجال الإنساني.
وأبرز الجانبان أهمية الحوار وتنسيق الجهود في حل القضايا ذات الأهمية الإقليمية عبر آليات المشاورات الثنائية وكذلك من خلال المنظمات الإقليمية والدولية، بما فيها الأمم المتحدة، ومنظمة التعاون الإسلامي، و منتدى حوار التعاون الآسيوي وغيرها من المحافل ذات الصلة. كما شددا على ضرورة الالتزام الصارم بالمبادئ التي تحكم العلاقات بين الدول مثل المساواة واحترام السيادة وسلامة الأراضي و عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى.
كما أدان الجانبان الإرهاب والتطرف بجميع أشكاله ومظاهره ودعا إلى تعزيز الجهود في مكافحة الجريمة المنظمة والعابرة للحدود والاتجار غير المشروع بالمخدرات والأسلحة وغيرها من الجرائم التي تهدد السلم والاستقرار والأمن للدول.
وثمنت مملكة البحرين عاليا الموقف النشط لجمهورية كازاخستان في حل القضايا الإقليمية والعالمية والتزامها المستمر بمبادئ السلم و الشراكة العالمية. وأكد الجانبان على أهمية تعزيز وتطوير آليات المشاورات السياسية والثقة والتنسيق وأعلنا أيضا دعمهما لفكرة تحويل مؤتمر التفاعل وإجراءات بناء الثقة في آسيا إلى منظمة دولية تتعامل مع القضايا الأمنية في آسيا.
وأعرب البلدان عن تأييدها لتعزيز الحوار بين الأديان والحضارات والثقافات في العالم، وأشادا بمبادرة فخامة رئيس جمهورية كازاخستان نور سلطان نظرباييف الداعية إلى عقد مؤتمر الأديان العالمية والتقليدية، ومبادرة جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين في رعاية مؤتمر حوار الحضارات والثقافات الذي يعقد بداية الشهر القادم في مملكة البحرين، وعبر البلدان عن التزامها بالمشاركة في هذه العملية.
وفي إطار سعيهما إلى توسيع آفاق التعاون التجاري والاقتصادي والثقافي والإنساني، اتفق الجانبان على إنشاء لجنة مشتركة بين حكومة جمهورية كازاخستان وحكومة مملكة البحرين، للدفع قدما بالتعاون التجاري والاقتصادي والثقافي والإنساني، تتمحور مهمتها الرئيسية حول تحديد القطاعات ذات الأولوية في الشراكة الاقتصادية بين البلدين وخلق الظروف المواتية لتحسين الاتصالات الثنائية بين أجهزة الدولة ومؤسساتها وكذلك بين القطاع الخاص في البلدين، من خلال وضع الأساس القانوني لذلك إذا لزم الأمر.
واتفق كلا الجانبين على ايلاء اهتمام خاص للتعاون الثنائي في مجالات الاستثمار والتجارة والزراعة والبنوك، والنظر في جميع الاحتمالات والمزايا المتاحة في كلا البلدين، بما في ذلك المزايا والشروط المعروضة للاستثمار، إلى جانب جملة من القضايا المتعلقة بالنقل والمسائل اللوجستية والأنظمة التجارية المحفزة والجاذبة للاستثمار والهادفة إلى توسيع أفق التجارة وتبادل الخبرات والمتخصصين في مختلف المجالات.وفي هذا الأطار اتفق الطرفان على البدء في مفاوضات للتوقيع على اتفاقية النقل الجوي بين البلدين، كما أعلن الجانب البحريني باتخاذ الاجراءات الكفيلة بإعفاء رعايا جمهورية كازاخستان الصديقة من تأشيرة الزيارة المسبقة لدخول مملكة البحرين والحصول عليها بالمنافذ.
ورحب الجانبان بتنظيم منتدى رجال الأعمال من كلا البلدين في إطار الزيارة، فضلا عن مبادرة إنشاء مجلس أعمال لأصحاب المشاريع في كل من كازاخستان والبحرين.
و يقدر الجانب البحريني عاليا مبادرة الرئيس الكازاخستاني نور سلطان نظرباييف المتمثلة في إنشاء المنظمة الإسلامية للأمن الغذائي، في إطار منظمة التعاون الإسلامي، يكون مقرها في العاصمة أستانا، ويؤكد التزامه بالانضمام إلى عضويتها. وقد تم تحديد التعاون في المجال الزراعي باعتباره واحدا من الاتجاهات ذات الأولوية للشراكة بين البلدين.
ونظرا لخبرة البحرين الواسعة في النظام المصرفي الإسلامي ووضع المنامة المتميز كواحدة من أكبر مراكز التمويل الإسلامي، اتفق الجانبان على تكثيف التعاون لتطوير النظام المصرفي الإسلامي في جمهورية كازاخستان.
كما عبر الجانب البحريني عن تقديره العالي لمبادرة الرئيس الكازاخستاني حول إقامة منتدى أستانا الاقتصادي السنوي وأكد رغبته في المشاركة في أعمال المؤتمر العالمي لمكافحة الأزمات ومنصة المعلومات والاتصالات "جي جلوبل" .
ويعتزم الجانب البحريني لعب دور نشط في معرض اكسبو 2017 الذي يعقد في أستانا تحت شعار «طاقة المستقبل » لتسليط الضوء على موضوع المصادر البديلة للطاقة كمحل اهتمام مملكة البحرين ويتزامن مع إستراتيجية الحكومة الرامية إلى تنويع مصادر الطاقة في المستقبل.
واتفق الجانبان على تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين في مجالات التعليم والعلوم والثقافة وعلى تشجيع التعاون بين الجامعات والمؤسسات العلمية والثقافية في كلا البلدين وتسهيل تبادل البرامج للطلاب والمتخصصين، وكذلك تشجيع إقامة بعض الأنشطة الثقافية الأخرى. كما اتفقا على إقامة أيام ثقافية بحرينية في جمهورية كازاخستان وأيام ثقافية كازاخستانية في مملكة البحرين.
وأعرب جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك مملكة البحرين المفدى عن خالص امتنانه لفخامة رئيس جمهورية كازاخستان نور سلطان نظرباييف والشعب الكازاخستاني على كرم الضيافة و الحفاوة التي حظى بها الوفد البحريني. هذا وقد دعا جلالة الملك المفدى فخامة رئيس جمهورية كازاخستان ومعالي رئيس وزراء كازاخستان لزيارة البحرين في وقت مناسب للجانبين، وقد رحبا بهذه الدعوة الكريمة ووعدا بتلبيتها.