كتبت - نورة البنخليل:
خلص نواب وشوريون إلى أن غياب الإعلام البرلماني المتخصص وعدم إفراد المساحات الكافية لأخبار البرلمانيين يسهم في عدم نقل الصورة الصحيحة عن عمل السلطة التشريعية إلى الجمهور، فيما دعت الإعلامية والكاتبة سوسن الشاعر البرلمانيين إلى «الالتفات لأنفسهم أولاً وإصلاح ما بهم من قصور»، مشيرة إلى أن « بعض النواب لايملكون الوعي الكافي بإجراءات وقوانين مجلسهم، وليسوا نداً قوياً للسلطة التنفيذية».
وقالت عضو مجلس الشورى دلال الزايد، خلال لقاء ضمن برنامج «التهيئة الانتخابية» الذي ينظمه المجلس الأعلى للمرأة بهدف التمكين السياسي للمرأة البحرينية، إن «الاعلام البرلماني هو العصب الرئيس لتنمية وتطوير وتحسين الأداء البرلماني»، مشيرة إلى أن «أعضاء السلطة التشريعية يعانون من غياب الاعلام البرلماني المتخصص، والأخبار البرلمانية لاتغطى بشكل كاف فهناك رصد لعدم تغطية فعاليات وأنشطة الاعضاء، والمساحات المخصصة لنقل وقائع الجلسة في بعض الصحف غير كافية».
وأضافت أنه «يقع على الإعلام في المرحلة المقبلة مسؤولية وطنية عظمى وأهمها تشجيع المشاركة السياسية بضرورة الاختيار في الانتخابات على أساس الكفاءة والخبرة والقدرة، وتوعية وتنوير الرأي العام من خلال رفع مستوى الثقافة البرلمانية والسياسية السائدة».
من جهته، أبدى النائب عدنان الساعاتي مخاوف من عدم وصول العدد المأمول به من النساء إلى المجلس النيابي في دورته المقبلة، مشيراً إلى أن «الجمعيات السياسية عادة لا ترشح امرأة للمجلس، ورغم قوة وجدارة النائبات الحاليات إلا أنهن ترشحن مستقلات وبعضهن فزن بالتزكية».
وقال: «لسنا مع نظام الكوتا لضمان وصول عدد مناسب من السيدات إلى المجلس النيابي لأن الكوتا مخالفة للدستور الذي يفرض المساواة بين الجميع، لكن لا ضير من إيجاد طريقة ما نتفق عليها جميعا وتضمن وصول المرأة إلى المجلس».
ودعا الساعاتي جميع منتسبات برنامج التمكين السياسي إلى «الاستفادة من البرنامج وخاصة اللقاءات الموسعة التي يعقدها مع نواب وشوريين والاستفادة من تجاربهم».
من جانبه قال النائب محمد العمادي إنه يرى في المشاركات في البرنامج «نماذج للمرأة الراغبة بالتقدم والوصول رغم أن بعضهم قد لا يحالفه الحظ»، مؤكدا «أهمية هذه البرامج في بناء قدرات المرأة البحرينية وتثقيفها ومنحها كل المقومات اللازمة لوصولها للمجالس البلدية والنيابية في الانتخابات المقبلة أو التي تليها».
وأضاف: «الجميل هو تفاؤل المشاركات وحرصهن الشديـد على إثبات ذواتهن ونيل شرف المحاولة(..) ونحن نحسدهن على الدعم الذي يحصلون عليه، وهو دعم غير متاح للرجل».
وذهـــــــب البرلمانيــــــون المشاركون في اللقاء إلى أن «الضغط المجتمعي السلبي على النائب يؤدي غالباً إلى إطلاق مبادرات صورية لا يمكن بأي حال من الأحوال تنفيذها، وصدور تشريعات غير سليمة، وضعف الأداء البرلمانــــي، وفتــــح بـــاب الاضطراب في الاستقرار السياســـي، وهــــدر وقـــت المجلس النيابي».
وفــــــي مداخلـــــة لهـــــا خـــــــلال الجلســــة دـــعت الإعلامية سوسن الشاعر النواب إلى «عدم إلقاء اللوم كاملاً على الإعلام، بل الالتفات إلى أنفسهم أيضاً والبحث عن نقاط ضعف ربما تعتريهم والعمل على تجاوزها».
وقالت الشاعر إن «بعض النواب ليس لديه وعي كاف بالإجراءات والقوانين الناظمة لعمل المجلس النيابي، ولا يكون ندّاً قوياً للسلطة التنفيذية التي تتمتع بعقود من الخبرة في إدارة أعمالها والرد على ما يطرح النواب».
ودعت الشاعر النواب إلى «تنمية مهاراتهم في اللغة والخطابة وأن تكون لديهم قابليــة التعلـــم الدائـــم»، وقالت «عند نهاية دورة الانعقاد نجد أن بعض النواب تطورت مهاراتهم ومدركاتهــــم، والبـعــــض الآخر بقي كما كان عند دخوله المجلس». وأضافت «يجب على النائب وضع ميزانية لبيوت الاستشارة، والاستفادة من المخصصات التي تخصص لهم من مجلس النواب في انفاقها على استشارات وأخذ آراء وكتابة تقارير».