كتبت - شيخة العسم:
تمارس أم فواز الحجامة منذ 11 عاماً، بعد أن أخذت العلم على يد الشيخ عبدالوهاب الزياني، لكنها حتى وهي تمارس الحجامة لا تنقطع عن تلقي العلم على يد الشيخ عادل بوسراقة.
تقول أم فواز: إن الحجامة تنفع الناس، فقد أمر بها رسولنا الكريم وحث عليها لما فيها من عظيم الفائدة الصحية والعلاجية، كما أنه صلى الله عليه و سلم تداوى بها لعدة حالات مرضية و قال «خير ما تداويتم به الحجامة»، كما أمر الصحابة الكرام بالتداوي بها، لما لها من فوائد لا تحصى، لجسم الإنسان، فأردت أن أعمل بنصيحة الرسول عليه السلام وأن أساعد الناس بعلاجهم عن طريقها.
وتضيف: أمارس الحجامة بشكل شبه يومي، وتأتيني عدة حالات، ومن الحالات التي تتكرر لعلاجها الصداع، رعشة الأيدي، السكــري، السرطان، الاكزيميا، رعشة اليدين.
وتؤكد أم فواز أنه لا صعوبات في المهنة، «سوى أنه لا توجد هناك صعوبة في ممارسة الحجامة نفسها ، ولكن في الحالات المرضية، فهناك حالات بين 4% إلى 5% يحصل لها دوران بعد الانتهاء من الحجامة، ويأتي هذا الدوران بسبب الخوف، فأقوم على الفور بمساعدة المريضة على الاستلقاء على ظهرها ورفع رجليها، وإعطائها تمراً مع ماء وتناولهم، وبفضل الله تزول الدوخة بعد دقيقتين».
وتشير إلى أنه في بداية دخولها عالم الحجامة لم تكن تستلم أي مبلغ مِن تعالجهم، فأقوم بالحجامة بشكل مجاني بالإضافة إلى قراءة الكتب الكثيرة التي تتكلم عن الحجامة، ولكن بعد فترة لم يقبل شيخي الذي أتدرب عليه وزوجي أيضاً على متابعتي لممارسة الحجامة بدون أن أستلم مبلغاً، لكني كنت أقول لهم أجري على الله ولا أريد شيئاً حتى قرأوا لي حديث الرسول عليه السلام الذي يدل على إعطائه لأحد الحجامين مبلغاً بعد أن تحجم لديه «إن النبي صلى الله عليه وسلم احتجم وأعطى الحجام أجرة» البخاري ومسلم، كما أنني قمت بتخصيص قاعتين من منزلي لاستقبال المرضى أولها للانتظار والأخرى لأقوم بها بعملية الحجامة، كوني لا أريد أن تنكشف المريضة على الأخريات، خصوصاً أن هناك بعض المواضع التي تكون عورة، وأنا اليوم أتسلم أجرة بمبلغ « 10 دنانير لكل أربعة مواضع» ، في حين أنني أعفي عن بعض المحتاجات فلا آخذ منهن أجراً، طلباً للثواب من الله تعالى، في حين أن هناك حالات تكون صعبة جداً «كالحجامة في فوهة الرأس فهي متعبة جداً لي لذلك تكون الأجرة أعلى بحسب المرات.
وتبين أم فواز أن هناك ثلاثة مواضع لابد أن تكون في أي عملية وهي مواضع تكفـــي لأغلـب الحالات، وهــــــي «الأخدعيــــن» تحـــــت «حلمــة الأذن» و«الكاهل» ولكن هناك حالات تستوجب زيادة الموقع كالرحم للعقم والــــدورة الشهريــــــة، والظهـــر لآلام الظهــــر والــرأس لألـم الصــداع، إلا أن كثرة المواقع ربما تكون مضرة، وهناك ثلاثــة أيام هي الفضلــى للحجامة وففي حديث قال صلى الله عليه وسلم «من أراد الحجامة فليتحر سبعة عشر وتسعة عشر وإحدى وعشرين ولا يتبيغ الدم بأحدكم فيقتله».
وعن أدوات الحجامة تقول أم فواز: يجب أن تكون الأدوات نظيفة وجديدة في كل عملية ولكل شخص، فنحن هنا نتعامل مع الدم مباشرة، وأغلب الأمراض تنتقل عن طريقها ، لهذا يحضر كل مريض أدواته الخاصة ويجب أن تكون جديدة، في حين أن دور الحاجمة أن تكون ذات نية صافية، تدعو الله في سرها قبل وبعد الحجامة طلباً في شفاء المريضة، ومن الشروط الأساسية أن تكون خفيفة اليدين، لأنها تسهل عملة التشريط حيث إن التشريط يجب أن يكون سطحياً وليس عميقاً.
وتذكر أم فواز أنها تتجنب الحجامــــة لبــعض حــــالات، «هنـــاك حالات أتجنب أن أعالجهم كمن لديها فقر دم، المصابة بالحمى، وأيضاً من لديها «مس من الجــن» فالشيطان يسري في ابن أدم مســـرى الــدم، وبناتــي يعارضن أن أعالج من بها جــن خوفــاً عليّ، ولهذا يجب أن أرقي نفسي دائماً حتى لا أصاب بسـوء، فأنا أتعامل مع الدم، فمن الممكن أن ينتقل المس من المريض إلي شخصياً، وهذه حالات كثيرة سمعت بها من الحجامات، كذلك أعتذر عن حجامة أي رجل سوى محارمي.
وتضيف أم فواز: في أحد المواقف جاءتني إحداهن وكان ضغطها مرتفعاً جداً، مما جعلها لا تبصر من شدة الألم، وفور انتهاء الحجامة، قالت بصوت مرتفع «الله أكبر الله أكبر»، لقد أبصرت، وقرأت اللوحة التي أمامها بوضوح بعد أن كانت لا ترى شيئاً سوى الضباب، أيضاً كانت زوجة أخي في العدة، وأصابها ألم شديد، فزرتها فكنت أزورها كل خميس لمدة ثلاثة أسابيع وأعمل الحجامة لها على المواضع الأساسية، وبعدها لم تحتج إلى جلسة رابعة بسبب ذهاب الألم، كما أن هناك حالة سرطان تلازم المجيء إلي وتتعالج بلندن، وترتاح جداً بعد الحجامة ولله الحمد. وتعمل أم فواز على تدريب ابنها ليرث الحجامة.