وأخيراً اقترب الحلم الذي طال انتظاره بالنسبة لجماهير قلعة أنفيلد بأن يروا فريقهم يتوج بلقب الدوري الإنجليزي بعد غياب ما يقارب ربع قرن، نجوم رحلوا وأنهوا مسيرتهم ولم ينالوا شرف التتويج بلقب الدوري، عظماء مثل ستيفين جيرارد الذي بلغ الرابعة والثلاثين من عمره لم يتذوق طعم ميدالية البريميرليغ حتى الأن.

24 عاماً لم تترك فيها جماهير ليفربول فريقها يسير وحده أبداً، وظلت تسانده وها هي تنتظر المكافأة، حيث تفصلهم 3 مباريات فقط على تحقيق الحلم والتتويج باللقب بقيادة مدرب طموح قادم من أيرلندا الشمالية براندان رودجرز.

ولكن هناك عدة أسباب أدت لهذه الطفرة الغير متوقعة عند الكثيرون لليفربول نستعرضها معاً.

1- الإبقاء على سواريز والتجديد له

حامت العديد من الشكوك حول مستقبل لويس سواريز في قلعة أنفيلد في ميركاتو الصيف الماضي، ما بين اهتمام أندية آرسنال وريال مدريد بالحصول على خدماته، وما بين رغبته في الانتقال لفريق يشارك في دوري أبطال أوروبا، وما بين تلقيه لمعاملة سيئة من الإعلام الإنجليزي وغيابه عن أول مباريات الموسم بسبب الإيقاف، توقع الجميع أن سواريز سيرحل عن صفوف الريدز أو سيكون شبح هذا الموسم ولن يقدم أي إضافة للفريق، ولكن يبدو أن اللاعب تحدى نفسه وأراد إثبات شئ للجميع وتغيير السمعة التي اشتهر بها في إنجلترا بإنه لاعب مشاغب رغم موهبته، وساعدته إدارة ليفربول بتجديد عقده حتى عام 2018، سواريز حالياً هو هداف البريميرليغ برصيد 30 هدفاً ومرشح بقوة للحصول على لقب أفضل لاعب في المسابقة.

2 – تألق دانييل ستوريدج

المهاجم الدولي الإنجليزي شكل ثنائي هجوم خطير مع سواريز، وربما يتذكرهم التاريخ فيما بعد بإنهم أحد أبرز الثنائيات في تاريخ كرة القدم الإنجليزية، حيث أحرز ستوريدج 20 هدفاً ليحتل حتى الأن وصافة هدافين المسابقة، أي أن مجموع أهداف سواريز وستوريدج فقط 50 هدفاً، غير أن اللاعبين قاموا بصناعة العديد من الأهداف لزملائهم.

3 – ثقة براندان رودجرز في اللاعب الشاب رحيم سترلينغ

نال اللاعب البالغ من العمر 19 عاماً انتقادات عديدة حول تذبذب مستواه، وتزايدت شائعات برحيله عن قلعة أنفيلد في ميركاتو الشتاء الماضي لو كان نجح ليفربول في الظفر بتوقيع اللاعب المصري محمد صلاح الذي نجح تشيلسي في خطف خدماته، ولكن رودجرز ظل معتمداً على سترلينغ ولم يفقد ثقته في اللاعب الإنجليزي الشاب الذي شارك في 21 مباراة وأحرز 9 أهداف وصنع 4 ومرشح بقوة ليتوج بلقب أفضل لاعب شاب في البريميرليغ، كما أن رودجرز يراه أفضل لاعب شاب في أوروبا وليس إنجلترا فقط.

4 – تغيير مركز ستيفين جيرارد

قلب الأسد وروح ليفربول الذي اعتاد على اللعب في مركز صانع الألعاب تحت المهاجمين تغير مركزه هذا الموسم بفضل المدرب براندان رودجرز، الذي أعاده لمركز صانع ألعاب متأخر ليتقمص دور المايسترو الذي لعبه من قبل تشابي ألونسو، تاركاً المهام الهجومية للثلاثي سواريز وستوريدج وسترلينغ، جيرارد بمركزه الجديد أصبح أدائه أكثر روعة، حيث أن خبرته تساعده في التحكم في إيقاع المباراة، جيرارد في 30 مباراة أحرز 13 هدفاً وصنع 10 أهداف ومرشح أيضاً لجائزة أفضل لاعب هذا الموسم.

5 – سقوط المنافسين في الجولات الحاسمة

في الأسابيع الأخيرة نافس ليفربول كلاً من تشيلسي ومانشستر سيتي على اللقب، لم يفقد ليفربول تركيزه مع أي منافس وحصد الفوز في 11 مباراة متتالية، ولأن الحظ هو مكافأة للمجتهدين، فأن مانشستر سيتي وتشيلسي أهدروا نقاط أمام فرق مثل سندرلاند وكريستال بالاس، مما قرب ليفربول بشكل أكبر من تحقيق حلمه.

6 – عدم المشاركة الأوروبية وتوديع الكؤوس مبكراً

"رُب ضارة نافعة" عدم مشاركة ليفربول في دوري الأبطال أو الدوري الأوروبي جعلته يصب كل تركيزه على لقب البريميرليغ، خاصة بعد أيضاً خروجه من الكؤؤس المحلية، حيث ودع الريدز منافسات كأس الإتحاد الإنجليزي من دور ال 16، وكأس الرابطة الإنجليزية من دور ال 32، وتفرغ لمباريات البريميرليغ فقط، وهذا أيضاً ساعد على تجنب الإصابات والإرهاق التي ضربت لاعبي الفرق الأخرى.

7 – طموح خالي من الضغط النفسي

لم يكن أكثر المتفائلين من مشجعين ليفربول يتخيلون أن ينافس فريقهم على اللقب حتى اللحظات الأخيرة، حتى مع بداية الفريق الجيدة فتراجعه من المركز الثاني للخامس في العطلة الشتوية أحبطهم، كان حلم ضمان أحد المراكز الأربعة الأولى في ترتيب البريميرليغ وضمان مقعد مؤهل لدوري أبطال أوروبا هو هدف الفريق هذا الموسم، العودة لأقوى منافسة أوروبية بعد أخر مشاركة في موسم 2009-2010، لذلك لم يعاني ليفربول من نفس الضغوط النفسية التي عانى منها آرسنال وتشيلسي ومانشستر سيتي، التي كانت جماهيرهم تنتظر اللقب فقط لا شئ غيره.