أكد الشيخ د.محمد صباح السالم الصباح نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية السابق لدولة الكويت، انه آن الأوان لانتقال دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية الى تحالف كونفدرالي، وهو امر يستوجب الانتقال من مرحلة الدبلوماسية الى أشكال من السياسة الحقيقية التي تضع بالاعتبار المخاطر والمهددات الوجودية لكيان دول المنطقة وأمنها الداخلي.

واوضح الشيخ محمد الصباح في كلمة له خلال أفتتاح مؤتمر "الأمن الوطني والأمن الإقليمي لدول مجلس التعاون اليوم الاربعاء ان مجلس التعاون بدأ قبل 3 عقود بإجمالي سكاني يقدر بـ 13 مليون نسمة، والآن وصل الى 47 مليون نسمة، نصفهم غير مواطنين أو وافدين عرب وأجانب، لافتا الى ان هذا الخلل السكاني يشكل تحديا كبيرا في صياغة ونسج استراتيجية امنية.

وبين الشيخ محمد الصباح ان اية خلافات خليجية حالية في ظل وجود ملفات خطرة مثل الخلل الكبير بالتركيبة السكانية يمثل تهديدا وجوديا لدول مجلس التعاون مؤكداً بأن دول التعاون ليس لديها مجال لترف الخلافات في ظل وجود هذه المهددات.

وقال الشيخ محمد الصباح إن دول المنطقة تواجه رغبات قوى إقليمية في أن تكون راعية وحامية لعقيدة معينة وتعتبر كل أنباء الطائفة هم رعايا بغض النظر عن انتماءاتهم الوطنية قائلا إن هذه القوى تدفعها رغبات السيطرة مشيراً إلى إيران التي تنظر لأبناء الطائفة الشيعية في المنطقة بأنهم تابعين لها رغم التصاق أبناء الطائفة بأوطانهم وأراضيهم مؤكدا ان ذلك يشكل تحديا وخطرا قائما امام مخططي وصانعي السياسات في دول المنطقة.

إيران تدعي حماية الشيعة

وقال الشيخ محمد الصباح إن ثمة درس هام جدا نستخلصه من الحرب العالمية الأولى المدمرة وهي أن الاحتماء بالخارج والاستقواء بالاجنبي والبحث عن قوى خارجية لدعم موقف محلي أمر في غاية الخطورة ونتائجه كارثية ويشكل هذا الأمر ايضا تحديا لدول مجلس التعاون.

واوضح الشيخ محمد ان ايران تنظر بهذا المفهوم، فأينما حل المنتمون للمذهب الشيعي فهي راعية وحامية لهم بغض النظر عن درجة ايمان المواطنين والتصاقهم في ارضهم وانظمتهم الوطنية والسياسية. كما هو حاصل في الحرب العالمية الاولى عندما استقوى قاتل ولي العهد الامبراطورية النمساوية المجرية بالكنيسة الارثوذكسية في موسكو في العام 1914، لتكون الشرارة التي أشعلت فتيل الحرب العالمية الاولى "الشرسة والبشعة" .

وبين الشيخ محمد الصباح ان الاسقاط الثاني للحرب العالمية الاولى على امن الخليج يكمن في ضمان الامن الخارجي، حينما اعلن الرئيس الامريكي آنذلك ويلسون عن مبادئه الـ 14 لبناء عالم جديد متحضر، مثيرا جدلية "حق تقرير المصير" مع الاوروبيين، والاستعاضة عنها بمفهوم "الانتداب" او "الوصاية"، والتي نجم عنها لاحقا اتفاقية "سايكس بيكو" لتقسيم المنطقة العربية وفشل العرب في تدبير امورهم.

ولفت الشيخ محمد الى انه من سخرية القدر ان هذه الحرب التي دمرت النظام العالمي القديم وأعادت صياغة نظام جديد وهيكليته هي أكثر الحروب في التاريخ البشرية لا حاجة لها وغير ضرورية البتة كما وصفها المحللون.
ونوه الشيخ محمد بنجاح البحرين ومركز "دراسات" بتنظيم هذا المؤتمر الخليجي الخالص لبحث هموم دول مجلس التعاون وتطلعاتها للحفاظ على أمن دولنا.