قال عبدالله بشارة رئيس المركز الدبلوماسي للدراسات الاستراتيجية الامين العام الاسبق لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، إن الاستخبارات الغربية تشير الى ان اكثر المقاتلين الجهاديين في سوريا والعراق هم من ايران ودول عربية اخرى، مدفوعين بالتطرف الديني والطائفي، مدعومين بتمويلات خارجية وترافق اعمالهم ممارسة همجية.
وأكد بشارة في كلمته بمؤتمر "الأمن الوطني والأمن الإقليمي لدول مجلس التعاون" اليوم الاربعاء، على انه لا غنى عن وحدة المنظور الجماعي لدول الخليج للتوافق على وسائل التعاون مع أحداث المنطقة وأبرزها تدفق الجهاديين من جميع أصقاع الارض لبؤر التوتر.
واوضح بشارة انه كانت حروب المنطقة في الماضي تتم بين جيوش نظامية تسعى لفرض سيطرتها، ضاربا مثل الحرب العراقية الايرانية التي هدفت الى كسر حدة الراديكالية الايرانية المفزعة وتحقيق توازن في نظام القوى وجني مكاسب وارباح جغرافية، حيث كان مجلس التعاون وقتها مخلصا بوفاءه للنظام الجغرافي الاستراتيجي منذ الحرب العالمية الأولى.
وبين بشارة ان الوضع تغير كثيرا في الوقت الحالي، حيث برزت حقائق المنظمات المستترة مثل "القاعدة" و"داعش" التي طفت على سطح الحياة بلا مقدمات لتمارس وحشية عابرة للحدود لم تعتد عليها المنطقة، بمحاربين من هويات غامضة وصلت لأراضي الشام واليمن والعراق وتكاثرت.
واكد ان العمل لمكافحة تلك هذه الظاهرة المقيتة هو انضباط خليجي وعربي اكبر لضمان تدفق المعلومات والوصول اليها عبر مراكز المخابرات الدولية، وتبني الوسائل المؤثرة لحفظ الاستقرار بالمنطقة ودعم الاليات الامنية في اليمن والاردن لمواجهة المخاطر غير المألوفة المتسعة بتواجدها وتؤثر على سياسات الخليج.
كما اكد بشارة انه لا مفر من تطبيق الدبلوماسية الاستباقية بالانفتاح التكاملي مع دول الاقليم المتعرضة لآفة الارهاب والتعاون مع صنعاء وعمان وتركيا للحد من انسياب المقاتلين نحو البؤر المشتعلة، وتعزيز الذراع السياسي والدبلوماسي والمخابراتي.
وبين بشارة ان هناك ضرورة ملحة لتصعيد المراقبة الداخلية، ليس فقط لوقف الإمدادات البشرية المتطوعة، وانما لإغلاق المنابع المالية والمادية وتجفيف الارصدة التي تعتبر عامل النجدة للقتلة، حيث لا يوجد احد بمنأى عن مصائبهم ولا مكان للاستقرار السياسي في مواجهة هذه الظاهرة المهددة لاستمرار الحياة في المجتمعات الخليجية والعربية.
ورأرى بشارة ان هناك بند واسع لمكافحة الارهاب، ليس فقط بالآليات المالية والفكرية، وانما بالتواصل مع المتغيرات الكونية بالانفتاح وتعزيز مفاهيم المواطنة والإحساس بالانتماء والشعور بالمساواة واحترام سيادة القانون.
ولفت بشارة إلى من يستخدمون وسائل فوضوية لزعزعة الثقة المواطن وبلده ونظام حكمه بهدف تحقيق أجندات خاصة.
وشدد بشارة على ضرورة التلاحم الخليجي وتعزيز مقاربتها لدبلوماسية الطاقة ، لافتا الى ان امن الخليج يعني ازدهار عام ومساهم مؤثر في أمن واستقرار الكون بأسره، وإدراك احتياجات العالم من النفط بترسيخ التواجد بين المنتج بسعر معقول والمستهلك في انسياب ثابت لا يتأثر لتحقيق صحة الاقتصاد العالمي والحفاظ على نموه.