بدأنا بالفعل نتوجه نحو الخطوات الصحيحة حفاظاً على أمننا الوطني ونسيجنا الاجتماعي وهيبة الدولة وسيادة قوانينها، وهي خطوات بدأنا فيها ونحتاج إليها أكثر فأكثر، وأسرع فأسرع.
فبعد معاناة طويلة مع الكثير من المرجعيات الدينية والسياسية للخارج، وتحريضها على العنف والإرهاب، ودعواتها الراديكالية المتطرفة، وأدوارها المشبوهة، جاء قرار ترحيل رجل الدين الإيراني حسين النجاتي في السياق الصحيح ليتأكد المواطن أنه لا يمكن المساومة أو التفريط في المصلحة والسيادة الوطنية. ولذلك ساد ارتياح شعبي واسع بالأمس بعد تعطش المواطنين لخطوة تؤكد صرامة الحكومة في الدفاع عن هيبة الدولة.
ظهرت وستظهر الكثير من الجعجعات هنا وهناك من أشخاص ومنظمات وحتى حكومات أجنبية على هذا القرار، ولكننا لسنا معنيين بمثل هذه الجعجعات لأنها لا تتعدى الظاهرة الصوتية، ومصلحتنا أهم بكثير من هذه الأصوات، ولن نفرّط في هذه المصلحة مهما كانت التكلفة.
نرفض مرجعية ولاية الفقيه كما نرفض مرجعية الإخوان أو السلف أو أي مرجعية دينية أو سياسية أخرى لها ارتباطات خارجية، لأن مرجعيتنا البحرين وهويتها العربية والإسلامية لا أكثر.
من يحاول فرض المرجعيات على مجتمع البحرين المتعدد فإنه قاصر النظرة وفاقد للفكرة. المملكة دولة مدنية يسودها القانون، وتقوم على مبادئ المواطنة، ويجب احترام قوانينها حفاظاً على سيادة الدولة وهيبتها. وقرار ترحيل النجاتي من المهم أن تتبعه قرارات على مرجعيات دينية ـ سياسية أخرى مثل عيسى قاسم أو عبد الله الغريفي، فالبحرين ليست بحاجة لمرجعيات دينية لها ارتباطاتها المشبوهة بالخارج باسم الدين، بقدر حاجتها لمن يقدرها، ويقدر انتماءه لها، ويقدر شعبها بمختلف مكوناته وألوانه، ويقدر مكتسباتها، ويحافظ عليها.
مرة أخرى، علينا مواجهة المنابر الدينية السنية والشيعية التي تعمل على تسميم أفكار الناس وتضليلهم باسم الدين، وعلى الجهات الحكومية العمل معاً والتنسيق المشترك من أجل مواجهة موجة التطرف المتنامية، خاصة أن غياب التنسيق خلال الفترة الماضية دفع كثيراً من المسؤولين للتخاذل وعدم القيام بواجباتهم تجاه هذه المسألة.
في النهاية، لا بد للأوضاع أن تهدأ، وينتعش الاقتصاد إن لم يكن الآن ففي القريب العاجل، والحياة ماضية، ومن لم تعجبه ديمقراطيتنا التي توافقنا عليها فليبحث له عن دكتاتورية تناسب احتياجاته وتلبي رغباته.
انتماؤنا للبحرين ويجب أن يظل للبحرين، ولن نساوم على وطننا مهما كانت الظروف.

يوسف البنخليل