لا تزال شبكات التواصل الاجتماعي على الرغم مما انتشر حولها من مشكلات تتعلق بخصوصية البيانات الشخصية، تعتبر شركة محل ثقة، في حين تتراجع الثقة بالمصارف عالمياً إلى أقل مستوياتها.فعلى الرغم من أن شبكة التواصل «فيسبوك» لا تنوي الحلول مكان المصارف، إلّا أنها ستوفر خدمة التحويلات المالية والأموال الإلكترونية، وببساطة ستقدم لمستخدميها القدرة على تحويل الأموال في ما بينهم.باي بالوتهيمن «باي بال» على هذا المجال، فالشركة المالية التي تعود ملكيتها لـ «إي باي» تعتبر رائدة في توفير طرق الدفع من خلال الإنترنت، غير أنها لا تبدي أي قلق من دخول «فيسبوك» في إطار المنافسة، وبحسب المتحدث باسم الشركة في بريطانيا روب سكينر «نرحب دوماً بأي منافسة جديدة في سوق».في الواقع، تشير الوقائع إلى أن «باي بال» التي تعتبر منصة دفع على الإنترنت، لديها طموحات ولو بسيطة في لعب دور الذي تقوم به مصارف، معتمدة على كونها مدرجة كمصرف في مدينة لوكسمبورغ في أوروبا.ولا يتضمن هذا التوجه تقديم الخدمات الأساسية للمصارف، ولكنه يطول طرق الدفع المختلفة، خصوصاً في ظل توقيع الشركة لعقود مع أكثر من ألفي متجر ومطعم في بريطانيا يتم بموجبها قبول تطبيقها على الهاتف الذكي كوسيلة فعالة للدفع.وتابع سكينر «نعمل كأداة عالمية للربط بين الدفعات حول العالم، لذلك ليس هنالك من داع للقلق حول الطرق المختلفة للدفع، كما أن نحو ربع الدفعات التي نديرها تتم عبر الحدود».وتشكل هذه الإمكانات العالمية الدافع الرئيسي لتوجه «فيسبوك» نحو الخدمات المالية. وتشير التقارير إلى أن الشركة على بعد أسابيع من حصولها على موافقة قانوينة في إيرلندا، حيث يقع مركزها الرئيسي، لتصبح مؤسسة مالية إلكترونية.كما تجري «فيسبوك» محادثات مع ثلاث شركات في بريطانيا تعمل في مجال تحويل الأموال «ترانسفير وايز» و«أزيمو» و«موني» للتكنولوجيا.استحواذاتوبرزت تخمينات حول احتمال عقد شراكة بين «فيسبوك» وواحدة أو أكثر من هذه الشركات، أو حتّى استحواذ «فيسبوك على أحدها، فقد عرضت شبكة التواصل الاجتماعي 10 ملايين دولار من أجل تعيين أحد المؤسسين المشاريكين في شركة «أزيمو». غير أن أحد المطلعين على المحادثات مع «فيسبوك» خفض من التخمينات معتبراً أن «فيسبوك» يحاول الاطلاع على إمكانات السوق قبل القيام بأي خطوة محتملة.وتابع «يمكن لفيسبوك» القيام بخطوة ما في هذا المجال، ولاسيّما في مجال التحويلات المالية التي تديرها «ويسترن يونيون»، واستهداف الأموال المنتقلة من الأسواق المتقدمة إلى الناشئة».وترك هروب المصارف الأساسية من سوق تحويل الأموال العالمي بسبب مخاوف زيادة نشاطات غسل الأموال فجوة كبيرة. فقد أغلق بنك «أتش أس بي سي» جميع أنشطة التحويل التي يمتلكها في 2012 بعد أن فرضت السلطات الأميركية عليه غرامة بنحو 1.9 مليار دولار لبروز نشاط غسل أموال في فرعه في المكسيك. في حين أعلن «بركليز» بنك وهو آخر المصارف التي تقدم خدمات تحويل أموال، عن إغلاق 250 مركزاً للخدمات المالية في العام الماضي.ولا تعتبر «فيسبوك» الشركة التكنولوجية الوحيدة التي تحاول الاستفادة من هذه المساحة، فقد جمعت شركة «وورلد ريميت» البريطانية 40 مليون دولار من شركة «أكسل بارتنرز» لتوسيع خدمات التحويل الخارجية عبر الإنترنت». وتم تأسيس الشركة في العام 2009 على يد إسماعيل أحمد، الذي قدم مساعدة في الماضي للأمم المتحدة للقضاء على عمليات غسل الأمول بين شركات تحويل الأموال في شرق أفريقيا».وسيوفر دخول «فيسبوك» في هذا القطاع دفعة قوية لهذه الشركات.استثمار مثمرإلى ذلك، أفاد المصدر نفسه انه «قد تكون هذه الخطوة جيدة للجميع، إذ ان استثمار شركة تساوي 100 مليار دولار سيضيف مصداقية على القطاع، كما أنه يسلط الضوء على الحاجة لخدمة حديثة وشفافة».في الإطار نفسه سيوفر إطلاق خدمات «فيسبوك» المصرفية دفعة لشبكة الإعلام الاجتماعي. فأي خطوة يقوم بها مارك زوكربرغ لاستهداف الأموال المحولة إلى الأسواق الناشئة يمكن تصنيفه كمناورة خبيثة لكسب مستخدمين جدد في الدول الأقل تطوراً، بدل من كونه شكلاً من التحرير المالي.فما هي مواصفات عروض «فيسبوك»؟ يبقى هذا الموضوع غامضاً إلى حد ما، ولكن لدى إطلاقه فإنه من المتوقع أن تسمح الخدمة لمستخدمي «فيسبوك» حفظ الأموال على الموقع واستخدامه في الدفع للآخرين حول أوروبا. وترفض «فيسبوك» مناقشة هذه الخطوة، ولكنه من المنطقي الاستنتاج أن خدمة مماثلة تشمل الولايات المتحدة على أن تشمل الصعيد العالمي في وقت لاحق.وفي حين لا يتوفر حالياً توقيت محدد للإطلاق، إلا أن «باي بال» تعتقد أن 2016 ستكون السنة التي لن يحتاج فيها المرء إلى محفظة، إذ انه سيتمكن من دفع فواتيره من خلال هاتفه الذكي. وتشير التوقعات إلى أن «فيسبوك» سيطلق خدماته قبل هذا التوقيت من أجل الاستفادة من الجيل الجديد من المستهلكين الأذكياء.