تخلي فريدة كشوالا منزل عائلتها الصغير المشيّد قبل ثمانين عاماً، وهي من بين الآلاف الذين سيحصلون على شقق جديدة في إطار مشروع يرمي إلى تحويل سوق بهندي التاريخي في مدينة بومباي من بؤرة بؤس إلى منطقة حديثة شبيهة بسنغافورة.

وتنفق الحكومة 600 مليون دولار لهدم مئات الأبنية المتداعية في السوق الوسخة العائدة إلى الحقبة الاستعمارية لتحل مكانها أبراج جيدة.

ويقطن في تلك المنطقة 20 ألفاً من أفراد من البهرة الداودية وهي فرقة من الشيعة الإسماعيلية استقروا في المنطقة قبل عقود.



وتقول كشوالا "نواجه الكثير من المشاكل، فثمة روائح كريهة بسبب المجارير والنفايات المنتشرة أينما كان والسلالم الخشبية منحدرة جداً وخطرة، أنا سعيدة جداً لأننا سننتقل من هنا".

ويهدف المشروع إلى استبدال البنى المتداعية والأزقة الضيقة الأشبه بالمتاهات حيث يبيع الباعة الجوالون بضائع متفرقة من النظارات الشمسية إلى الحلويات فيما الماعز تتنزه فيه.

ويؤمل أيضاً من المشروع المساعدة على تغيير الصورة السيئة للمنطقة، فداود إبراهيم الذي نفذ اعتداءات بالي في العام 1993 كان يقيم في بهندي بازار في الثمانينات فيما تقدم أفلام بوليوود المنطقة على أنها معقل للعصابات.

وفي الهند غالبا ما يحاول السكان المماطلة لتأخير تنفيذ المشاريع العمرانية فيرفضون المغادرة للحصول على تعويضات إضافية إلا أن هذا المشروع يلقى دعماً من السكان بسبب إيمانهم ورغبتهم بالتمتع بما يمكن للقرن الحادي والعشرين أن يقدم لهم.

ونساء البهرة الداودية يضعن حجاباً ملوناً فيما يعتمر الرجال عمامة بيضاء وذهبية وقد وصلوا إلى غرب الهند من اليمن في القرن الحادي عشر.

وهم يسلمون أمرهم عادة إلى مرشدهم الروحي، ويدعمون المشروع في الأساس لأنه فكرة طرحها زعيمهم الراحل سيدنا برهان الدين الذي توفي العام 2014 عن 101 سنة.

ويجرف في إطار المشروع حوالي 250 بناء من ثلاث أو أربع طبقات تضم شققاً كانت مخصصة لفلاحين غير متزوجين في القرن التاسع عشر مع تشارك للمراحيض، وسيحل مكانها 17 برجاً.

وستتلقى 3200 عائلة مساكن جديدة من دون أي كلفة، حيث ستكون مساحة كل واحد منها 32 متراً مربعا مع مراحيض خاصة، وستكون أفضل بكثير من الشقة القاتمة المؤلفة من غرفة واحدة التي كانت كشوالا تقيم فيها مع زوجها وابنتها ووالد زوجها الذي انتقل اليها وهو في سن العاشرة في ثلاثينات القرن الماضي.