أكد الشيخ خليفة بن حمد آل خليفة رئيس اللجنة العليا المنظمة لمؤتمر حوار الحضارات والثقافات الذي تستضيفه مملكة البحرين خلال الفترة من 5 الى 7 مايو الجاري ان دعوة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى لعقد المؤتمر تحت رعايته السامية تأتي من رؤية جلالته الثاقبة لدعم قيم التسامح والحوار بين الحضارات والثقافات والأديان والمذاهب المختلفة , وتتناغم مع الارث الحضاري للمملكة الممتد منذ نحو 5000 عام , وإسهاماتها الإنسانية المشهودة في دعم الحوار والتفاعل بين الحضارات، واحترام المبادئ الأساسية للعدالة وحقوق الإنسان وكرامته.وقال الشيخ خليفة بن حمد آل خليفة خلال مؤتمر صحافي عقد اليوم بفندق الخليج " بمشاركة القائم بأعمال مدير عام الاتصال الخارجي بهيئة شؤون الإعلام الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة , ومدير مركز الأمم المتحدة للإعلام في الخليج العربي نجيب فريجي ونائب بابا الفاتيكان لشمال شبه الجزيرة العربية المطران كاميلو بالين , وراعي الكنيسة الإنجيلية الوطنية في البحرين القس هاني عزيز , وعضو اللجنة العليا للمؤتمر الدكتورة فوزية صالح " , إن المؤتمر الذي يحظى بمشاركة نخبة من المفكرين والباحثين ورجال الدين على مختلف مشاربهم , وعدد من المنظمات والهيئات الدولية، والتي أبدت استجابة فورية لحضور المؤتمر , يؤكد ضرورة التسامح واحترام التنوع الديني والفكري وحماية حقوق الإنسان، وتعزيز الحوار والتفاهم والتعايش السلمي بين جميع الحضارات والأديان والثقافات.ونوه الى ان محاور المؤتمر تركز على التعارف الإنساني وأثره في إسعاد البشرية , وانه لا صدام بين الحضارات حيث اختلاف الحضارات سبيل إلى تحالفها , و دور المؤسسات الدينية والتعليمية والإعلامية في تعزيز الروابط الإنسانية , والتعايش بين حضارات متنوعة في الوطن الواحد , بالإضافة الى المحور الرابع وهو حقوق الإنسان والديمقراطية ثمار للحضارات الإنسانية.وأوضح ان المؤتمر يؤكد ضرورة التسامح واحترام التنوع الديني والثقافي والفكري وحماية حقوق الإنسان وحرياته ، وبناء الثقة وتعزيز الحوار والتفاهم والتعايش السلمي بين جميع الحضارات والأديان والثقافات ، وتعزيز الجهود المشتركة في حماية الأفراد والمجتمعات من مخاطر التعصب والكراهية الدينية أو العرقية.ونوه الى ان الدين الاسلامي يتوج الرسالات السماوية , مؤكدا ان الاختلاف لا يلغي احترام الاخر ولا يلغيه اعمالا بمقولة أمير المؤمنين سيدنا علي بن ابي طالب كرم الله وجهه بأن الاخر هو " اخ لك في الدين , أو نظير لك في الخلق " , وذلك في اطار الدعوة الى الله بالحكمة والموعظة الحسنة , مشيرا الى ان تعدد المذاهب في الاسلام وتنوعها يؤدي الى اثراء الاصول الواحدة.وفي رده على أسئلة الصحفيين قال رئيس اللجنة العليا المنظمة لمؤتمر حوار الحضارات سعادة الشيخ خليفة بن حمد آل خليفة أن من أبرز الحضور الذين سيشاركون في المؤتمر فضيلة الأمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الذى يشكل مرجعية لأكثر من مليار و300 الف يمثلون تعداد العالم الاسلامي، ومن الحضور رفيع المستوي كذلك صاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل الذى يرأس مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية وصاحب السمو الملكي الأمير الحسن بن طلال الذى له باع طويل في دعم جهود الحوار الحضاري وأسس "مؤسسة آل البيت لحوار الحضارات" في المملكة الاردنية والأمير د.تركي بن محمد بن سعود الكبير وكيل وزارة الخارجية السعودية للعلاقات المتعددة الأطراف والمشرف على مركز الملك عبد الله العالمي للحوار بين أتباع الأديان بفيينا.وقال ان قائمة الحضور تضم كذلك كل من سعادة الدكتور اياد مدني امين عام منظمة التعاون الاسلامي والأمين العام لمجلس التعاون ود.فائقة سعيد الصالح الأمين العام المساعد للشئون الاجتماعية بجامعة الدول العربية والممثل السامي للأمم المتحدة والبطريرك يوحنا أعلي رتبة كنسية في الكنيسة السريانية والبطريرك آرام الاول والبطريرك يوحنا العاشر وممثل بابا الفاتيكان البطريرك كاميليو بالين اضافة الى عدد رفيع من ممثلي الديانة اليهودية والبوذية مشيرا الى أن هذا الحضور الرفيع من مختلف الديانات والمعتقدات يشكل اثراء كبير للمؤتمر.وقال اننا نهدف من هذا المؤتمر الى الانتقال من مرحلة الشعارات الى مرحلة التفعيل، ونحرص أن تكون التوصيات التي سيخرج من هذا المؤتمر مدعومة من خبراء من الأمم المتحدة، وفي صياغة التوصيات حرصنا أن تكون جامعة ويستر في جنيف مشاركة في الصياغة.وحول ما اذا كان هناك تنسيق بين اللجنة العليا للمؤتمر والجهات المهتمة ذات الصلة حول العالم قال أن هناك تنسيق بين اللجنة العليا لمؤتمر حوار الحضارات والثقافات وبين منظمة الامم المتحدة ومركز الملك عبدالله العالمي لحوار الحضارات بفيينا، كما سيكون الأزهر مشاركاً في المؤتمر.وقال رئيس اللجنة العليا المنظمة لمؤتمر حوار الحضارات أن التوصيات سترفع الى المقام السامي لجلالة الملك المفدى وبعدها ستعتمد بمسمي وثيقة البحرين وسنخاطب الامم المتحدة باعتمادها كوثيقة رسمية من وثائق الامم المتحدة ومن ضمن التوصيات التي نطمح بالوصول اليها ان تكون البحرين محطة رئيسية من محطات التواصل في حوار الحضارات.وحول محاور المؤتمر قال الشيخ خليفة بن حمد ال خليفة أن محاور مؤتمر حوار الحضارات والثقافات متعددة وسوف تشمل الانسانية والتعددية والمرأة لافتا الى ان الاستجابة لحضور المؤتمر كانت سريعة ممن وجهت لهم الدعوات في مختلف البلدان والذين يمثلون الأديان السماوية الثلاثة والمعتقدات الأخرى.وردا على سؤال حول المشاركين من الديانة اليهودية قال ان هناك مشاركة من الولايات المتحدة ومن اوروبا ومن مختلف دول العالم مشيرا الى ان البحرين عرفت على الدوام بالتعايش بين جميع الطوائف.وأكد أن البحرين تفاخر بجهودها الدائمة في دعم الحوار بمبادرات كريمة عديدة من جلالة الملك المفدى منذ توليه الحكم مشيرا في هذا السياق الى أن البحرين استضافت اول مؤتمر في المنطقة للحوار الاسلامي والمسيحي في عام 2002 واستضافت اول مؤتمر للتقريب بين المذاهب في 2003 ومنتدي الحوار بين الحضارات عام 2005 مؤكدا أن دعوة جلالة الملك لانعقاد مؤتمر الحوار بين الحضارات والثقافات المقبل جاءت للتأكيد على حضارية البحرين ونهجها المتواصل الداعم للحوار مؤكدا وأن المجتمعات العربية ستظل متماسكة في ظل وجود القيادات السياسية الحكيمة بالمنطقة.من جهته توجه نجيب فريجي مدير مركز الأمم المتحدة للإعلام لبلدان الخليج العربي بالشكر والتقدير الى حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسي ال خليفة عاهل البلاد المفدى على المبادرة بالدعوة الى هذا المؤتمر واحتضانه على أرض مملكة البحرين حيث يعد المؤتمر مساهمة فريدة من ونوعها لتعزيز رسالة الامم المتحدة من اجل بناء السلام والامن العالمي.واكد على أهمية هذا المؤتمر الهام الذى تستضيفه مملكة البحرين فيما يتعلق بين الحضارات والثقافات حول العالم، مؤكدا ان الجميع يصبو الى تحقيق الرسالة التي وردت في شعار هذا المؤتمر وهى "الحضارات في خدمة الانسانية" مؤكداً ان هذه هي القيمة المضافة من هذا المؤتمر من تجسيد وتطبيق للقيم التي يهدف اليها المؤتمر والتي سيخرج بها من مرئيات وتوصيات تعزز الحوار الحضاري حول العالم.من ناحيته أكد ممثل بابا الفاتيكان البطريرك كاميليو على أهمية المؤتمر كونه يمثل بداية وخطوة مهمة لدعم جهود التواصل الحضاري مثمنا استضافة مملكة البحرين للمؤتمر ومؤكدا على ان نجاح هذا المؤتمر سيكون في العمل على تنفيذ التوصيات التي سيخرج بها.بدوره قال الشيخ عبدالله بن أحمد ال خليفة القائم بأعمال مدير الاتصال الخارجي بهيئة شئون الاعلام ان الاعلام طرف اساسي في نجاح مؤتمر الحوار بين الحضارات والثقافات مشيرا الى أن هناك تغطية كبيرة للمؤتمر وجلساته من جانب تلفزيون البحرين والصحافة المحلية والخارجية ووسائل الاعلام الاجنبي حيث ستقوم مختلف وسائل الاعلام بعمل تغطية شاملة ووافية لفعاليات المؤتمر وجلساته وسيوفر المركز الاعلامي للمؤتمر كافة الخدمات للإعلاميين والصحفيين للقيام بدورهم.