بعد أن أمضت عقودا في استخراج واستخدام الوقود الأحفوري لبناء وإنماء مدنها في الصحراء، بدأت بعض دول الخليج الغنية بالنفط والغاز بالتطلع إلى الطاقة المتجددة، كاستثمار بديل يغطي حاجتها من الطاقة.
وأعلن عن عدة مشاريع ضخمة لاستخدام طاقة الشمس التي تشرق على مدار السنة، خصوصا في السعودية وقطر الإمارات العربية المتحدة.
كما تنظم في الخليج مؤتمرات وقمم دولية حول موضوع الطاقات المتجددة فيما بدأت مؤسسات أبحاث متخصصة في شؤون الطاقات المتجددة تبصر النور.
والأهم من هذا كله هو أن صناع القرار في الخليج بدأوا على ما يبدو يعون أهمية الطاقات المتجددة بالنسبة للمستقبل، ويساعدهم في هذا التوجه وجود عائد كبير من النفط والغاز ما يساعد على دخول هذا المجال المكلف.
ودول الخليج تبقى متأخرة عن الدول المتقدمة في مجال حماية البيئة واستخدام الطاقات النظيفة، إلا أن التوجه نحو الاستدامة يبدو متزايدا.
وأبرز مشروع في الإمارات في هذا المجال هو مشروع مدينة مصدر التي صممت لتكون مع أقل قدر ممكن من الانبعاثات الكربونية إذ ستستخدم فيها السيارات الكهربائية والإضاءة والتبريد بالطاقة الشمسية.
وفي السعودية التي تملك أكبر احتياطات نفطية في العالم، تطمح مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة بأن تبلغ قدرتها الإنتاجية في غضون عشرين سنة حوالي 41 غيغاواط.
وبدورها، أطلقت قطر، وهي صاحبة أعلى معدلات انبعاث كربوني في العالم نسبة لعدد السكان وتملك ثالث أكبر ثروة غازية في العالم، خططا لتأمين التكييف للملاعب التي ستستضيف مباريات كأس العالم لكرة القدم في 2022، بواسطة الطاقة الشمسية.