كتبت - نورهان طلال:
أعلن القائم بأعمال مدير عام الاتصال الخارجي في هيئة شؤون الإعلام الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة عن اكتمال وصول أكبر الشخصيات المستضافة في مؤتمر حوار الحضارات والثقافات.
وأكد الشيخ عبدالله بن أحمد لـ«الوطن» وصول صاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل الذي يرأس مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية والأمير الحسن بن طلال «مؤسسة آل البيت لحوار الحضارات» في المملكة الهاشمية الأردنية والأمير د.تركي بن محمد بن سعود الكبير وكيل وزارة الخارجية السعودية للعلاقات المتعددة الأطراف والمشرف على مركز الملك عبدالله العالمي للحوار بين أتباع الأديان بفيينا ظهر أمس.
وكان أول الواصلين لمطار البحرين الدولي البطريرك يوحنا العاشر بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس أول أمس، قادماً من بيروت على رأس وفد كنسي رسمي، واستقبله سفير البحرين لدى الكويت رئيس اللجنة التنظيمية للمؤتمر الشيخ خليفة بن حمد آل خليفة.
وقال الشيخ عبدالله بن أحمد «نريد للمؤتمر أن يكون عالمياً نوعياً وليس كأي مؤتمر عابر وينتهي بل نطمح إلى رفع وثيقة توصيات على المستوى الدولي وليس المحلي فقط».
وأضاف الشيخ عبدالله بن أحمد «الجو العام للمؤتمر وفعالياته ممتازة جداً وكل شيء يسير على ما يرام فوق المتوقع». مشيراً إلى مدى الجهود المبذولة لإبراز ونجاح هذا الحدث على أكمل وجه الذي تستضيفه البحرين تحت رعاية جلالة الملك.
وأكد الحضور الإعلامي الكبير العربي والدولي لتغطية المؤتمر على مدار اليوم قائلاً «إنه تم الحرص من بداية التحضير للمؤتمر على فتح قنوات التواصل مع وسائل الإعلام المحلية والإقليمية لتجسيد الرسالة السامية التي يحملها المؤتمر باعتبار أن الإعلام والصحافة هي رافد أساسي» حيث أن الإعلام طرف أساسي في نجاح مؤتمر الحوار بين الحضارات والثقافات.
وأشار إلى أن هناك تغطية كبيرة للمؤتمر وجلساته من أجل إنجاحه والخروج بالصورة اللائقة لمثل تلك المؤتمرات الكبرى، مشدداً على الحرص الشديد على إلقاء الضوء على توصيات ومخرجات المؤتمر والتي تأتي من أهمية أوراق العمل كمنظومة واحدة نعمل على تسليط الضوء عليها كاملة من خلال العديد من الشركاء الإعلاميين ومنهم «سكاي نيوز عربية من خلال برنامج «هذا المساء» كشريك أساسي ستقوم ببث جلسات المؤتمر و«بي بي سي العربية» وقناة «العربية» و«الحياة» المصرية بالإضافة إلى دعوة عدد من الصحفيين العرب والأجانب.
وأكــد الشيخ عبدالله أن اللجنة المنظمـــة حرصت على تواجد مركز إعلامي متميز ومتكامل لتذليل جميع الصعاب والعقبات أمام الصحفيين، سعياً لتسهيل مهامهم في نقل الصورة المشرفة لهذا المؤتمر وأهدافه وتوصياته، مشيراً إلى أنه وخلال أيام المؤتمر سيكون يومياً مؤتمر صحفي بعد نهاية الجلسات للحديث عن مخرجات الجلسات.
وقال إنه تم تخصيص لجنة للإشراف على مواقع التواصل الاجتماعي وتزويدها بأحدث مستجدات وأخبار المؤتمر وجلساته، مشيرا إلى أنه يتوقع أن يتوسع الإقبال على هذه المواقع مع بداية المؤتمر وقد يصل إلى مئات الملايين من التغريدات.
وعلى إثره سيتم رفع توصيات المؤتمر إلى جلالة الملك تمهيداً لاعتمادها كوثيقة للبحرين لدى الأمم المتحدة، لتأكيد أن البحرين محطة مهمة من محطات الحوار بين الحضارات، مع العلم أن الأمم المتحدة شريك أساسي للمؤتمر وجاء ذلك خلال تصريح للشيخ خليفة بن حمد آل خليفة رئيس اللجنة التنظيمية العليا للمؤتمر خلال مؤتمر صحفي السبت الماضي.
ومن المقرر خلال الزيارة توقيع اتفاقية تعاون بين الأزهر الشريف وبين وزارة العدل والأوقاف والشؤون الإسلامية تنص على تبادل الطرفين الخبرات والكوادر في مجال حوار الحضارات والثقافات والدعوات الخاصة بالمؤتمرات والندوات التي يعقدها أحدهما في مجال حوار الحضارات والثقافات.
إن مبادرة صاحب جلالة ملك البحرين بإقامة هذا المؤتمر جاءت في بنيتها الفكرية الأساسية باعتبارها مبادرة ليست محلية أو إقليمية بل عالمية تهدف إلى سعادة كل شعوب العالم، وذلك لضمان أن يكون جهد البحرين هو استكمال للجهود الدولية على صعيد حوار الحضارات الرامي الى تكريس السلم العالمي وسعادة البشرية.
حيث تستضيف المنامة تحت رعاية جلالة الملك فعاليات مؤتمر حوار الحضارات والثقافات تحت شعار «الحضارات في خدمة الإنسانية»، بمشارك 150 شخصية من 24 دولة حول العالم، أبرزهم الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، وصاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل الذي يرأس مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية والأمير الحسن بن طلال «مؤسسة آل البيت لحوار الحضارات» في المملكة الهاشمية الأردنية والأمير الدكتور تركي بن محمد بن سعود الكبير وكيل وزارة الخارجية السعودية للعلاقات المتعددة الأطراف والمشرف على مركز الملك عبدالله العالمي للحوار بين أتباع الأديان بفيينا.
فضلاً عن حضور الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي د. إياد مدني، وفائقة الصالح الأمين العام المساعد للجامعة العربية، والممثل السامي للأمم المتحدة، وممثل الأمين العام للأمم المتحدة ناصر النصر، والأمين العام لمجلس التعاون عبداللطيف الزياني، والبطريرك يوحنا العاشر للكنيسة السريالية في أنطاكيا، وممثل بابا الفاتيكان، والبطريرك ارام الأول، والبطريرك هيلاسيوس بطريرك الأرمن.
ويأتي حوار الحضارات والثقافات لدعوة جلالة الملك لعقد المؤتمر انبثاق من الإرث الحضاري للبحرين التي تمتلك تاريخا عريقا في دعم قيم التسامح وقبول الآخر والحوار بين الحضارات والثقافات والأديان والمذاهب المختلفة و للتأكيد على تلاقي الحضارات وليس صدامها، ويتجسد ذلك من خلال الرعاية السامية من جلالة الملك للمؤتمر، لافتا إلى أنه تم توجيه الدعوات لأصحاب الرسالات السماوية الثلاثة وأصحاب المعتقدات الأخرى.
فتصب الجهود الثمينة التي تبذلها مملكة البحرين في التنئام عقد هذا المؤتمر الدولي الهام الأول من نوعه في صيغته، حيث اختارت المملكة وبحكمة بالغة عنوان (الحضارات في خدمة الإنسانية) وبما يتجاوز حلف الحضارات إلى مرحلة جديدة وهي خدمة الانسانية القاطبة، وتصب هذه الجهود ضمن جهود منظمة الأمم المتحدة المستمرة دون انقطاع في تثبيت السلم الدولي على المستوى الكوني، ويتخلل المؤتمر الذي يستمر ثلاثة أيام تقديم أوراق عمل وبحوث حول مبادئ الحوار والتسامح والتنوع الديني والمذهبي والفكري.
وتكمــن أهميته في الدعــوة إلــى التسامـــح واحترام التنوع الديني والثقافي والفكري وحماية حقوق الإنسان وصون حرياته السياسية والثقافية والاجتماعية، إضافة إلى دوره في تعزيز الحوار والتقارب والتفاهم والتعايــش السلمــي بيــن أتبــاع الأديــان والحضارات والثقافات
وتتمثل محاور المؤتمر في الإنسانية وإسعاد البشرية والمرأة والتعددية، حيث الاستجابة كانت سريعة لحضور المؤتمر ممن وجهت لهم الدعوات من مختلف البلدان، حيث إن التعددية في مملكة البحرين موجودة من قديم الأزل وهو أمر مجسد على أرض الواقع، حيث إن هناك 19 كنيسة والعديد من المعابد والمآتم، معتبراً أن تعددية الرسالات السماوية والمذاهب الإسلامية إثراء للجميع.
وينتظر أن تبث المحاور على جميع وسائل التواصل الاجتماعي، ووصلت إلى أكثر من 8 ملايين متابع ومشاركة من خارج البحرين، مشدداً أن المؤتمر مطالب بالانتقال من مرحلة الشعارات الإعلامية الصورية إلى التفعيل والتطبيق والمعايشة.