قالت وزيرة حقوق الإنسان والتنمية الاجتماعية د.فاطمة البلوشي إن الوزارة حريصة على تكثيف برامجها لإدماج المسن بشكل فاعل ومباشر في مجتمعه المحلي، من خلال خطة طموحة أطلقتها الوزارة لزيادة دور الوالدين النهارية، التي تدار بشراكة مجتمعية مع منظمات أهلية، ويبلغ في المملكة حالياً 9 دور نهارية لرعاية الوالدين تديرها جمعيات تمثل مختلف المناطق والمحافظات، والوزارة حالياً بصدد افتتاح دارين جديدين العام الحالي لحين بلوغ الهدف الاستراتيجي للوزارة، وهو إنشاء 20 داراً في مختلف المناطق والمحافظات بحلول عام 2015 بما يلبي الحاجة المجتمعية ويتناسب مع العدد المتزايد للمسنين مقارنة ببقية الشرائح العمرية. وأكدت د.فاطمة البلوشي، في تصريح لها أمس، أن مملكة البحرين تشارك الأسرة الدولية الاحتفال بالذكرى السنوية لليوم الدولي من أجل إحياء ذكرى تأسيس منظمة الصحة العالمية في عام 1948 تحت شعار الشيخوخة والصحة “الصحة الجيدة تضيف حياةً إلى السنين” والذي يوافق 7 أبريل من كل عام. ويتمثّل شعار هذا العام التركيز على إبراز الكيفية التي يمكن أن يسهم بها التمتع بصحة جيدة طوال العمر في مساعدة الرجال والنساء على العيش حياة زاخرة ومنتجة وعلى أن يكونوا مورداً بالنسبة لأسرهم ومجتمعاتهم المحلية. وأشارت د.فاطمة البلوشي إلى أن هذه المناسبة الدولية فرصة مؤاتية لإبراز أن التجربة البحرينية في رعاية والاهتمام بفئة كبار السن والمسنين كنموذج عربي تنموي في تعزيز قدرات المسن وتنشيط دوره الاجتماعي والاستفادة من خبراته التراكمية. وأضافت أن مملكة البحرين حرصت من خلال وزاراتها وهيئاتها ومنظمات المجتمع المدني والقطاع الخاص على توفير أفضل الخدمات ووسائل الرعاية لكبار السن والإلتزام بتوفير برامج الرعاية الاجتماعية والصحية والقانونية والتأهيلية لكبار السن بما يكفل لهم الحياة الكريمة، مؤكدة أن الوزارة أقرّت خطة طموحة لتطوير خدماتها الموجهة لفئة كبار السن بالتوازي مع زيادة عدد دور رعاية الوالدين المسندة إدارتها لمنظمات القطاع الأهلي بما يعكس الثقة التامة من الوزارة بالشراكة المجتمعية مع المؤسسات المدنية. وقالت إنه في مملكة البحرين لا يعتبر التقدم في العمر حاجزاً يعيق حركة المسن عدا مجموعة من الحالات التي تواجه ضغوطات نفسية مؤلمة كما إن صون حقوق المسن والحفاظ على كرامته من المسلمات التي نشأ عليها المجتمع البحريني، الذي تربى في عائلة يحترم فيها الصغير الكبير، ويوقر الحفيد جده، وترعى الدولة ممثلة في وزارة حقوق الانسان والتنمية الاجتماعية شؤون فئة المسنين، وتوفر لهم الخيارات المناسبة لأسلوب حياتهم في مرحلتهم العمرية الجديدة. وذكرت الوزيرة البلوشي أن التقديرات الإحصائية لعدد ونسبة فئة المسنين مقارنة ببقية الفئات العمرية الأخرى تكشف عن منحنى تصاعدي عاماً بعد عام، ففيما بلغت نسبة المسنين 3,7 في عام 2010 وان هذه النسبة مرشحة للزيادة لتصل إلى 14,2 لعام 2025 وأوضحت من المبهج أن فئة المسنين في مملكة البحرين لا تعاني من أيّ إنتهاك لحقوقها كسوء المعاملة أو العنف مقارنة بما يجري في بلدان أخرى إلا أن المؤلم هو في المتاهة التي تخوضها بعض الحالات بسبب مشاكل اجتماعية أو اقتصادية أو ثقافية تقود لاحتضان مجموعة من المسنين كنزلاء في أحد المراكز الحكومية لرعاية المسنين بعد تعذر إقامته في وسط محيطه الأسري.