دعا رئيس مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية صاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل إلى ضرورة إيقاف نزيف الدم السوري، مؤكداً أ، البحرين جزيرة التسامح والتعايش والانفتاح الحضاري.
وتساءل صاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل، في كلمة له خلال افتتاح مؤتمر حوار الحضارات الذي انطلقت أعماله أمس في المنامة، «كيف نتحدث عن الحوار والشيعي يقتل السني والعكس صحيح ونزف الدم لا يزال في الأرض الطيبة بأمر حاكم مستبد»، مؤكداً أن المطلوب من العالم اليوم هو الانتقال من مرحلة الحوار الذي يجب أن يكون متواصلاً والتعامل مع القضايا العالمية، وأن الشرق الأوسط مهبط الرسل والرسالات السماوية وهو بؤرة الصراعات التي تتداخل فيها كل الأبعاد الدينية والسياسية والاقتصادية والثقافية.
وعبر عن شكره لمقام حكومة البحرين لاستضافتها المؤتمر الحضاري والإنساني بكل أبعاده، مؤكداً أن هذه المباردة لاتخفى على أرض البحرين التي تمتزج فيها كل الحضارات والثقافات السماوية والتعايش الحضاري.
وأشاد بالمبادرة وبشعارها «الحضارات في الخدمة الإنسانية»، غير مستغرب ذلك على جلالة الملك وهو أحد رواد الدعوة إلى الحوار على كل مستوياته، كما لا يستغرب صدورها من البحرين جزيرة التسامح والتعايش والانفتاح الحضاري، داعياً أن تتكلل أعمال المؤتمر بالنجاح لتكون رافداً نوعياً لكل مبادرات حوار الحضارات.
وأوضح سموه أنه منذ الفطرة الإنسانية إلى عالمنا الحاضر والعالم يشهد الكثير من الصراعات والحروب ولن تتوقف هذه الصراعات قط إلا من خلال معرفة أسباب الصراعات والتي دفعت فيها البشرية دماءً غالية.
وأكد أن كل الأديان السماوية والفلسفات العظمى تدعو إلى السلم العالمي للبشرية وذلك من خلال تجسيد مبادئ العدل والمساوة وعمران الكون.
وأضاف أن السلم العالمي لن يتحقق بصورته المنشودة، حيث يضع كل أصحاب أطراف الصراعات مبررات للصراعات وتصطبغ بمررات دينية أو في سياقات مقدسة، مؤضحاً في ذات الوقت أن العالم شهد صراعات كبيرة وقد بررت بأسباب دينية غير أن الواقع والتاريخ أثبت أن هذه الصراعات لم تكن إلا وسيلة لتحقيق أهداف ذاتية. وأشار إلى أنه لا يمكن لعاقل أن يتهم الإسلام بارتكاب أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 أو تفجيرات مدريد ولندن وغيرها من الأماكن بمجرد أن الجماعة تقول الله أكبر، مؤكداً سموه أن الأديان السماوية بريئة من كل ما ينسب لها من جرائم، وأن تخليص الأديان من هذه يكون بتضافر الجهود من كل السياسيين ورجال الدين والناشطين في كل أصقاع الأرض، بمراجعة هذه التراكمات ووضع الصراعات في سياقها الحقيقي وهو الصراع السياسي والمبادرة بكل عمل وقول وبناء الثقة. وأضاف سموه أننا نعيش في عالم واحد ومتنوع في مجالاته وثقافاته وتطلاعاته وأن النجاح والتطلع للمستقبل يكمن في التواصل الثقافي والإنساني. وأكد سموه أن المملكة العربية السعودية تؤمن إيماناً عميقاً بأهمية الحوار بين الثقافات وما تفتأ تبذل الجهود الرامية لإقامة الحوار ومساندة القضايا الإنسانية، موضحاً أن المملكة مند 50 عاماً قامت بجهود في مساندة الحوار الثقافي، حيث تخاطب الملك فيصل رحمه الله مع بابا الفتيكان بوليس السادس، وقد بعث وفد من العلماء للفاتيكان في عام 1965م وذلك للتحاور بين حقوق الإنسان. كما استقبل رحمه الله وفداً من الفاتيكان في نفس الموضوع. وقد استمرت الحوارات لعام 1898هـ وقد استأنفت خلال العقد الثاني من القرن الهجري الحالي، إذ توجت هذه اللقاءات بلقاء خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود مع البابا بنوديكس في 2007 وقد تناولت النقاشات حول القيم الدينية والأخلاقية وإنهاء النزاعات وأهمية الحوار بين الثقافات والأديان، مضيفاً أن الملك عبدالله أطلق مبادرة الحوار بين الاديان حيث دعا العلماء المسلمين أولاً إلى مكة المكرمة للتباحث حول هذه المبادرة، بعدها دعا الملك للمبادرة في إسبانيا ثم الأمم المتحدة ثم جنيف والتي تأسس فيها مركز الملك عبدالله للحوار بين الأديان في جنيف في العام 2012م.
وأضاف صاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل أن الملك عقد العزم إلى كسر الهوة بين الشيعة والسنة وذلك من خلال إقامة القمة الإسلامية في مكة المكرمة والتي صدر منها مبادرة لإنشاء مركز الحوار بين المذهبين في طيبة الطيبة، وذلك لإزالة العوائق العالقة بمن يشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله.