استقبل حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى الرئيس الفخري للمؤسسة الخيرية الملكية حفظه الله ورعاه في قصر الصافرية هذا اليوم، بحضور فضيلة الإمام الأكبر الشيخ الدكتور احمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، الشيخ سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة رئيس مجلس أمناء المؤسسة الخيرية الملكية، وعددا من المسئولين في المؤسسة ومجموعة من الأيتام البحرينيين ، الذين رفعوا إلى المقام السامي أصدق آيات الشكر والامتنان والعرفان على دعم جلالة الملك المفدى الدائم لهم وحرصه على الاهتمام المتواصل بهم وبتطوير عمل المؤسسة الخيرية الملكية لتقديم أفضل الخدمات لجميع الفئات المحتاجة، وتقديم الرعاية المتميزة والشاملة لهذه الفئة العزيزة من أبناء الوطن وبناته.
وفي مستهل اللقاء قدمت مجموعة من الأيتام باقات زهور إلى جلالة الملك المفدى وإلى فضيلة شيخ الأزهر الشريف.
وقد رحب جلالة الملك المفدى بفضيلة الإمام الأكبر الشيخ أحمد الطيب شاكراً جلالته لفضيلة شيخ الأزهر مشاركته في احتفال المؤسسة الخيرية الملكية مشيداً جلالته بجهود فضيلة شيخ الأزهر وبجهود الأزهر الشريف في الدفاع عن قضايا الأمة العربية والإسلامية ودورها في إعداد مختلف الدراسات والأبحاث المتعلقة بالشئون الدينية والإسلامية مؤكداً جلالته أن الأزهر الشريف سيظل منارةً للعلم والمعرفة.
بعد ذلك ألقى سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة كلمة هذا نصها:
سيدي الوالد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظكم الله ورعاكم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
أتشرف يا سيدي أن أقف بين يدي جلالتكم الكريمة وبحضور مبارك لفضيلة الإمام الأكبر فضيلة الشيخ أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف .
ويشرفني أن أرفع إلى مقام جلالتكم السامي باسمي وأعضاء مجلس الأمناء ونيابة عن جميع منتسبي المؤسسة الخيرية الملكية خالص آيات الشكر والولاء والعرفان والامتنان على ما تولونه جلالتكم من اهتمام ورعاية بالمؤسسة الخيرية الملكية وحرص جلالتكم على تطوير الخدمات المقدمة للأيتام والأرامل وتوفير الرعاية الشاملة لهم.
كما يسرني أن أبارك لجلالتكم نجاح مؤتمر حوار الحضارات والثقافات الذي يجسد رؤية جلالتكم لتدعيم عناصر التواصل الحضاري والإنساني والثقافي بأسس من الحوار القائم على التعاون والاحترام المتبادل للمساهمة في ترسيخ أسمى قيم العيش المشترك والتسامح على جميع المستويات ونشر السلام بين شعوب العالم.
سيدي الوالد حضرة صاحب الجلالة أن ما يحظى به الأيتام والأرامل في مملكتنا الغالية من رعاية أبوية كريمة وحرص كبير من جلالتكم على هذه اللقاءات الأبوية المستمرة للاطمئنان عليهم وعلى الخدمات التي تقدم لهم لهو أكبر دليل على ما ينعم به جميع المواطنين الكرام من رعاية واهتمام من قبل جلالتكم ، وأن هذا الاهتمام والرعاية الأبوية الكبيرة من جلالتكم وتشجيعكم المستمر يدفعنا جميعا الى مضاعفة الجهد وبذل المزيد من العمل المخلص والعطاء الصادق لتوفير كل أنواع الرعاية الشاملة للأيتام في مملكة البحرين .
سيدي الوالد حضرة صاحب الجلالة لقد استطاعت المؤسسة الخيرية الملكية بفضل من الله سبحانه وتعالى ومن ثم الرعاية الكريمة من جلالتكم أن تحقق العديد من الإنجازات المتميزة ليس على المستوى المحلي والدولي فعلى صعيد كفالة الأيتام والأرامل تقوم المؤسسة بكفالة حوالي عشرة آلاف يتيم وأرملة من جميع محافظات مملكة البحرين تقدم لهم مختلف أنواع الرعاية من كفالة مادية واجتماعية وصحية وتعليمية .
ووفقاً لرؤية جلالتكم فقد عملنا على تنمية موارد المؤسسة المالية لتقديم المزيد من الرعاية للأيتام والأرامل والمحتاجين فبالأمس وقعنا اتفاقية لبناء برجين استثماريين بدعم كريم من جلالتكم بالإضافة إلى مشروع فلل الجسرة ومبنى الحد الاستثماري الذي تم افتتاحه مؤخراً.
كما عملت المؤسسة على تقديم المساعدات الإنسانية للعديد من الأسر والأفراد المحتاجين في مملكتنا الغالية بالإضافة الى تقديم المساعدات الموسمية للأرامل والأيتام والأسر المستحقة وذوي الاحتياجات الخاصة بمناسبة شهر رمضان المبارك وعيدي الفطر والأضحى.
كما عملنا على ترسيخ مبدأ التكافل والشراكة المجتمعية بين جميع أفراد الشعب من خلال الحملة الوطنية (البحرين تتكافل) التي كان لجلالتكم اليد البيضاء فيها. كما قمنا مساء أمس بافتتاح أكاديمية ريال مدريد الخيرية لكرة القدم لتجسد روح العمل الخيري ودرس في الشراكة المجتمعية بين الجميع حيث تضم الأكاديمية أبناء المؤسسة الخيرية الملكية من الأيتام مع الأطفال من الأسر الميسورة ليكونوا أبطال العالم في المستقبل.
وأما على الصعيد الخارجي فقد حظيت المؤسسة بالإشادة والتقدير من مختلف الجهات والمنظمات الدولية والعالمية لدورها الرائد في تقديم المساعدات الإنسانية للشعوب المنكوبة من الدول الشقيقة والصديقة فبالإضافة إلى مشاريعنا في سوريا والقدس وغزة في فلسطين وفي باكستان والصومال وتركيا فقد عملنا على إغاثة المتضررين من الفيضانات في الفلبين بإنشاء مجمع سكني ومركزين للتدريب المهني، والعديد من المشاريع الأخرى التي نوضحها في بجلاء في الكتاب الذي نهديه لجلالتكم اليوم، فجلالتكم للخير نبع مستمر ونشكركم على إعطائنا شرف المشاركة في تحقيق أهدافكم الإنسانية النبيلة.
سيدي حضرة صاحب الجلالة إن جميع هذه الإنجازات لم تكن لتتحقق لولا توفيق المولى عز وجل ومن ثم الدعم والاهتمام والرعاية الكبيرة التي تولونها جلالتكم للمؤسسة الخيرية الملكية والتي هي إحدى مشاريع جلالتكم الإنسانية التي قدمتموها ليس للبحرين فحسب وإنما للعالم أجمع نسأل الله سبحانه وتعالى أن يبارك في جلالتكم وأن يجزيكم على ذلك خير الجزاء.
وختاماً يا صاحب الجلالة أكرر خالص الشكر والتقدير لجلالتكم على تشريفنا بهذا اللقاء مما يبين بجلاء ما يحظى به الجميع في مملكة البحرين من حرص أبوي كريم على الرعاية والاهتمام باعتبار جلالتكم أبا للجميع يحرص على توفير الحياة الكريمة لهم ولأسرهم، وسوف نعمل بكل فخر واعتزاز لتنفيذ توجيهات جلالتكم الكريمة وكلماتكم الحكيمة والتي ستكون نبراسا للجميع يضيء لنا الطريق واستراتيجية نعمل من خلالها في تقديم الرعاية المتميزة للبحرينيين وجميع الفئات المستحقة في مملكتنا الغالية، داعين المولى سبحانه وتعالى ان يجزي جلالتكم خير الجزاء وان يوفقكم لما يحبه ويرضاه ويجعل ذلك في ميزان حسناتكم يوم القيامة وان يرزقكم مرافقة النبي صلى الله عليه وسلم في الجنه مصداقا لقوله عليه الصلاة والسلام (أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين) وأشار بالسبابة والوسطى وفرج بينهما.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,,,
وألقت الطالبة أمينة فؤاد مصطفى قصيدة بعنوان (أبوي أنت يا بوسلمان) من كلمات الأستاذ عادل جمعة المحميد.
وفي ختام اللقاء قدم سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة رئيس مجلس أمناء المؤسسة الخيرية الملكية هدية تذكارية لجلالة الملك المفدى، وكتابا حول العمل الإغاثي والمساعدات الإنسانية والمشاريع التنموية التي قدمتها المؤسسة بتوجيهات جلالة الملك المفدى للشعوب والدول الصديقة والشقيقة.
ثم تشرف أعضاء مجلس أمناء المؤسسة الخيرية الملكية والهيئة الإدارية والأيتام بالسلام على جلالة الملك المفدى.
وبهذه المناسبة ثمن حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى ال خليفة عاهل البلاد المفدى الجهود التي تبذلها المؤسسة الخيرية الملكية بقيادة سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة رئيس مجلس الأمناء والدور الكبير الذي يقوم به جمع أعضاء مجلس أمناء المؤسسة الخيرية الملكية والعاملين فيها، في سبيل تقديم الارتقاء بالعمل الخيري والإنساني والتنموي في مملكة البحرين ومساعدة الدول والشعوب الشقيقة والصديقة في الدول المنكوبة، مشيداً جلالته بما تم تحقيقه من إنجازات على المستوى المحلي والخارجي، منوها جلالته بما تقوم به المؤسسة من خدمات وبرامج في سبيل تقديم الرعاية والاهتمام للأيتام وتهيئة أفضل السبل أمامهم لتوفر لهم الراحة والاطمئنان المادي والمعنوي وتؤهلهم لمستقبل واعد بإذن الله تعالى لخدمة مملكتنا الغالية ومن أجل مستقبل أبناء البحرين الكرام.
ووجه جلالته إلى المزيد من الاهتمام بتقديم الرعاية المتميزة للأيتام والأرامل وجميع المواطنين الكرام الأكثر حاجة والتركيز على جودة الخدمات التعليمية والاجتماعية والصحية والمساندة المادية لهم ، وأعرب جلالته عن تطلعه بأن يسهم أبناؤنا وبناتنا في نهضة البحرين وبناء مستقبل البحرين المشرق ودفع عجلة التنمية والارتقاء بها لخدمة لوطنهم.