ربطت دراسة حديثة بين سن اليأس وبين القدرات العقلية والإدراكية، ووجدت أنّ النساء اللواتي يصلن لسن اليأس باكراً، قبل سن الأربعين، يعانين بشكل أكبر من انخفاض القدرات العقلية والإدراكية في حياتهن اللاحقة.
وبحسب الدراسة التي نشرت في مجلة BJOG، الخميس، فإن النساء اللواتي يصلن لسن اليأس باكراً يعانين في السنوات السبعة التالية من انخفاض الطلاقة اللفظية في حديثهن وضعف الذاكرة البصرية وبطء الحركة بنسبة تزيد بـ40% مقارنة بالنساء اللواتي يصلن لسن اليأس بعد سن الخمسين.
وتدخل المرأة سن اليأس بشكل طبيعي في سن الخمسين من العمر تقريباً، وتعرّف سن اليأس المبكّر بأنها توقف الطمث قبل سن الأربعين، وهو ما قد يحدث بشكل طبيعي عند بعض النساء، كما قد يسببه استئصال المبايض أو التعرّض للإشعاعات أو العلاجات الكيميائية.
ويعلق بيير مارتن هيرش، أحد محرري المجلة العلمية التي نشرت البحث، في الإصدار الصحافي للدراسة والذي تلقت "العربية.نت" نسخة منه، بقوله: "يزداد عدد كبار السن في المجتمعات مع تقدم العلم، لذا فإنه ومع زيادة المسنين في المجتمعات يكون من المهم أن نفهم التأثيرات طويلة الأمد لسن اليأس المبكرة على القدرات الإدراكية".
ويضيف، "يتوجب علينا في الدراسات القادمة أن نحاول فهم أهمية العلاجات الهرمونية عند هؤلاء النسوة ودورها في الحد من أعراض سن اليأس المبكرة".
ووجدت الدراسة أنّ العلاجات الهرمونية لسن اليأس المبكرة قد ساعدت نوعاً ما في الحد من ضعف الذاكرة البصرية، لكنها بالمقابل زادت من خطر التلكؤ في الكلام وانخفاض الطلاقة اللفظية، وأكد الباحثون على ضرورة إجراء المزيد من الدراسات التي تساعد في فهم دور هذه العلاجات وأثرها.
وشملت الدراسة حوالي خمسة آلاف امرأة، كانت نسبة اللواتي بلغن سن اليأس مبكراً قبل سن الأربعين حوالي 8%، في حين توقف الطمث بين سن 41 و45 عند حوالي 12% من النساء، وهي معدلات تقارب ما خلصت إليه الإحصاءات العالمية عن سن اليأس.