أكد المدير التنفيذي لمركز عيسى الثقافي، الدكتور خلدون أبا حسين، أن الندوة العلمية التي سينظمها المركز والمعنونة بـ"تاريخ الشيخ عيسى بن علي آل خليفة بين التدوين والتوثيق"، تعد ترجمة للرؤية السامية والثاقبة لعاهل البلاد المفدى في الاهتمام بالتاريخ، موضحاً أن جلالة الملك المفدى ومنذ أن كان ولياً للعهد قد أسس مركز الوثائق التاريخية وضمه للديوان.
واشار إلى أن الندوة ستعقد في الفترة من 11 الى 12 من مايو الجاري، تحت رعاية كريمة من لدن سمو الشيخ عبد الله بن خالد آل خليفة رئيس مجلس أمناء مركز عيسى الثقافي والرئيس الفخري للأمانة العامة لمراكز الوثائق والدراسات لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، بمقر المركز بالجفير، بالتزامن مع الاجتماع الدوري الثامن والعشرين للأمانة العامة لمركز الوثائق والدراسات بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، بمشاركة أعضاء من 17 مركزاً علميا مهتماً بتاريخ المنطقة من مدراء ومتخصصين باحثين في التاريخ.

وقال ان الندوة تعد أيضا، تجسيداً لأهداف مركز عيسى الثقافي في تدوين التاريخ وتوثيق مآثر الشيخ عيسى بن علي طيب الله ثراه.

وأكد أبا حسين في تصريح لوكالة أنباء البحرين "بنا"، أن أهمية هذه الندوة تكمن في شخصية الحاكم التي تناولت الندوة دراستها، حيث تعد شخصية فريدة في تاريخنا الحديث، مشيراً إلى أن حكام المنطقة في ذلك الوقت أجمعوا أن هذه الشخصية تعد مرجعاً للحكام وخاصة أن الشيخ عيسى بن علي آل خليفة حكم البحرين لمدة 65 عاما، في فترة شهدت بلاد المنطقة فيها صراعات عالمية كبيرة ، منها الحروب العالمية الأولى والثانية وتأثيراتها على المنطقة، مشددا على الدور الهام الذي لعبه الشيخ عيسى بن علي آل خليفة، حيث استطاع بحنكته وخبرته السياسية ان يقود البلاد إلى بر الامان مهتماً بالدولة الحديثة، فأسس التعليم والعديد من الضوابط والهيئات التي جعلت البحرين تصل إلى الطريق الصحيح.

من جهة أخرى أكد الدكتور أبا حسين في المؤتمر الصحفي الذي ترأسه صباح اليوم بمركز عيسى الثقافي بالمنامة، والذي تم فيه الاعلان عن موعد وعقد جلسات الندوة العلمية التاريخية "تاريخ الشيخ عيسى بن علي آل خليفة بين التدوين والتوثيق"، أهمية دور المركز في الحفاظ على الموروث الثقافي والعناية بالتراث الحضاري العربي والإسلامية والتعريف بثقافة مملكة البحرين وتاريخها العريق من خلال تنظيم مختلف الفعاليات الهادفة إلى تحقيق رؤية جلالة الملك في أن يكون المركز كما كانت البحرين منذ فجر نهضتها مركز إشعاع حضاري، منفتِحاً على مراكز الفكر الرصين في العالم، ومستوعِبا لكل جديد ومفيد من العطاء الإنساني، وأن يبقى رمزا على مر الزمن لتقدم البحرين ورقيها.

وأشار إلى أن الندوة ستتضمن معرضا للوثائق والمخطوطات والصور التاريخية النادرة والتي ستعرض لأول مرة للجمهور والتي توضح للعلاقات التاريخية بين الحاكم وشعبه وبين مختلف الحكام في المنطقة، بالإضافة إلى أجنحة لبعض المراكز الأعضاء في الأمانة العامة لمراكز الوثائق والدراسات بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، فضلاً عن عرض فيلم وثائقي يؤرخ لحياة الشيخ عيسى بن علي آل خليفة، وطباعة كتاب يوثق البحوث المقدمة في الندوة.

من جانبه أوضح د. محمد الخزاعي عضو مجلس أمناء مركز عيسى الثقافي عضو اللجنة العلمية للندوة بأنها ستتضمن 4 جلسات على مدى يومين، يديرها مجموعة من الشخصيات المرموقة في دراسة التاريخ، وتتناول محاور مهمة تؤرخ لحياة الشيخ عيسى بن علي آل خليفة وعهده الزاهر بالانجازات على كافة المستويات.

وأشاد عضو اللجنة العلمية للندوة الانثروبولوجي والأكاديمي د. عبدالله يتيم بجودة البحوث المقدمة والمستوى المميز للطرح الأكاديمي للمشاركين من داخل البحرين وخارجها، فيما أكد عضو اللجنة العلمية د. علي منصور آل شهاب نائب رئيس جامعة البحرين للبحث العلمي بأن مخرجات الندوة تغطي فترة مهمة في بناء الدولة الحديثة، وعلى أهمية أن يتعرف المؤرخون بالانجازات التي تحققت في عهده خصوصا في مجالات التعليم والصحة والثقافة والاقتصاد.

من جانب آخر أكد عضو اللجنة العلمية للندوة د. بشير زين العابدين بأن الندوة تمثل بعداً مهماً في دراسة التوثيق والتدوين والذي يؤسس لأهمية الوثائق والمخطوطات التي يستعرضها المركز في المعرض المصاحب للندوة والتي تؤكد على بعد آخر ومهم يدرس نموذجاً بارزا متمثلاً في الشيخ عيسى بن علي آل خليفة والذي يغطي جانب علاقة الحكم بالشعب والمتمثل في الإجماع الشعبي على توليه حكم البحرين في تلك الحقبة أبان فترة الاستعمار، فضلاً عن أنه نموذج مهم في فهم أسس بناء الدولة الحديثة من خلال استعراض ابرز الانجازات في عهده.