انتشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي «اسكتشان» للفنان القطري غانم السليطي فحواهما باختصار أننا كشعب قطري نريد اللمة الخليجية وأن القطيعة بيننا مؤلمة ومحزنة، ونطالب أن تعود الأمور لما كانت عليه قبل الأزمة، وهي دعوة نشاركه فيها ونتمنى من قلوبنا أن تتحقق اليوم قبل الغد.

إنما وقف الفنان غانم السليطي عن تكملة الحديث وهو كيف ستعود الأمور لسابق عهدها، وكيف سننهي المقاطعة؟ على اعتبار أن ذلك أمر ليس من شأن الشعوب، وعلى اعتبار أن الخلاف هو بين القيادات ولا شأن لنا كشعوب بهذا الخلاف.

وهذا خطاب منتشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي أيضاً بأننا كشعوب علينا الصمت وعدم الخوض في هذا الخلاف السلطوي الذي لا يعنينا، فلنتجنب الفتنة ونصمت أفضل ونؤيد السليطي بدعوته، بوقف المقاطعة وحلوا يا قادة مشاكلكم بعيداً عنا.

فهل الخلاف هو بين عائلة حاكمة وعائلة حاكمة؟ بين قيادة وقيادة؟ أم أن الخلاف بين قيادة وشعوب دول المقاطعة؟ أتفق مع الأخ غانم السليطي بأننا كشعب خليجي واحد ولا نتمنى أبداً أن يفرقنا أحد، لكنني أختلف معه بأن الخلاف هو بين القيادات، فمن يعمل على إسقاط «الدولة» في وطني لا يعمل على إسقاط النظام فيه، أو تغير الحكم فيه، بل يعمل على أن يهدم المعبد على من فيه من مواطني هذا البلد، ما حدث في ليبيا على سبيل المثال كان مقدراً أن يحدث في البحرين ومصر والسعودية لو أن قيادة قطر نجحت في مسعاها، وما آل إليه الإنسان الليبي هو ما كانت ستؤول إليه كشعوب خليجية، فإذا تجاوزنا إنكار ما لا يمكن إنكاره بأن الشيخ حمد بن خليفة بريء من ذلك التآمر واحترمنا عقولنا، فإننا سنجد أنفسنا أمام قيادة لقطر حاولت أن تهدم البيت على رأسي ورأس أبنائي ومن حولي، ما كانت تفعله الجزيرة على سبيل المثال لا الحصر بأن تحرض على قتل رجال الأمن وذنب أيتام الشهداء منهم في رقبة من كان يدير الجزيرة، ذلك ليس خلافاً بين قيادات المنطقة، اسمح لي.. ذلك خلاف بين قيادات وشعوب المنطقة بأسرها، وكل من يسطح هذا الاستنتاج ويبسطه لا يخدم عودة العلاقات ولا يخدم إنهاء الخلاف بيننا كشعوب وبين القيادة القطرية، نحن بحاجة لجرأة السليطي التي تعودنا عليها ليضع الأمور في نصابها الطبيعي من أجل تحقيق دعوته التي نتمناها ونعمل عليها معاً.

إنما بدلاً من أن تستعين القيادة القطرية بالفن من أجل أن تمرر عبره رسالة تنبئ عن تراجعها عن سياستها السابقة، استعانت بالفن كوسيلة تحشد بها الشعوب كي تضغط على قياداتها لفك المقاطعة، دون أن تضطر للاستجابة لمطالبهم.

أما ناصر القصبي فقد أوصل بحلقة سلفي رسالة واضحة جداً وبلون فاقع لا يمكنك تجاهله، أن كشف الغطاء إلى هذه الدرجة مع الشعوب من المباشرة والوضوح يعني أمراً واحداً، أن محاولة استدرار عواطف الشعوب لتحويله من خلاف بين القيادة القطرية وبينها إلى خلاف بين أسر حاكمة فقط لم تجدِ ولم تنفع، فالشعوب الخليجية قادرة على التمييز.

الرسالة التي أوصلها القصبي أن الخلاف هو بين القيادة القطرية وشعوب الخليج، وأن الباب قد أغلق على أي محاولة للضغط على الدول المقاطعة، وأن المشروع الذي كان قاب قوسين أدنى من النجاح قد انتهى، وأن العودة للوراء غير واردة.

لذا فإننا كشعوب خليجية ننتظر «اسكتشاً» جديداً إن لم يجرؤ «فايز التوش» على مخاطبة القيادة القطرية ويطالبها بالاستجابة لمطالب الشعوب الخليجية المشروعة، فعلى الأقل فليخاطب الشعوب الخليجية المحبة له والتي توسمت فيه الجرأة والشجاعة، ويقول لهم اعذرونا الأمر ليس بيدنا.