أوضح عضو الاتحاد العربي لعلوم الفلك والفضاء السعودي محمد عودة أن تشهد هذه الفترة ظاهرة لافتة للنظر، حيث يمكن رؤية أربعة كواكب بالعين المجردة بسهولة خلال الليل في المنطقة، وكوكب خامس رؤيته تشوبها بعض الصعوبة. وعكس ما يعتقد الكثيرون، فإن معظم الكواكب عبارة عن أجرام سماوية لامعة يمكن رؤيتها بالعين المجردة بكل سهولة، بل إن معظم الناس قد رأوا الكواكب فعلا دون معرفتهم لذلك.

فبعد غروب الشمس وحلول الظلام، إذا نظرنا عالياً جهة الغرب سنرى جرما أبيض لامعاً جداً، هذا هو كوكب المشتري، وهو خامس الكواكب بعداً عن الشمس، وهو أكبر كواكب المجموعة الشمسية. أما إذا نظرنا عاليا جهة الجنوب الشرقي، فسنرى جرماً برتقالياً محمراً لامعاً جداً، وهذا هو كوكب المريخ، وهو الرابع بعدا عن الشمس وحجمه مقارب لحجم الأرض وهو ثاني أقرب الكواكب إلى الأرض بعد كوكب الزهرة.

وفي نفس الوقت إذا نظرنا جهة الشرق قريباً من الأفق سنرى جرماً لامعاً ذهبي اللون، هذا هو كوكب زحل. ومن الأفضل الانتظار لساعة أو ساعتين بعد حلول الظلام أي بحدود الساعة الحادية عشر ليلا ليكون حينها قد ابتعد عن الأفق وأصبحت رؤيته أفضل. وسيقع حينها عالياً في جهة الجنوب الشرقي، وهذه الفترة هي أفضل وقت لرصد زحل في العام، حيث سيصل زحل إلى التقابل يوم السبت 10 مايو في الساعة 18 بتوقيت غرينتش وسيكون وقتها في أقرب مسافة إلى الأرض خلال هذا العام، حيث ستبلغ المسافة بينه وبين الأرض 1331 مليون كم.

أما الكوكب الرابع فعلينا أن نتحراه وقت طلوع الفجر، وهو كوكب الزهرة، وهو ألمع جرم في السماء على الإطلاق بعد الشمس والقمر، بل إنه يمكن رؤية الزهرة نهارا بالعين المجردة إذا عرف الراصد موقعه في السماء. فمع طلوع الفجر انظر إلى جهة الشرق لترى جرما أبيض لامع جدا يفوق بلمعانه أي شيء آخر في السماء، هذا هو كوكب الزهرة، وهو أقرب الكواكب إلى الأرض، وهو مغطى بطبقة كثيفة من السحب هي سبب لمعانه الباهر هذا. وإذا استخدمنا تلسكوبا صغيرا لرصد الزهرة فإنه سيبدو لها أطوارا كالقمر، فتارة تبدو الزهرة كهلال وتارة كتربيع وتارة كبدر.

أما الكوكب الخامس فهو عطارد، ورؤيته بشكل عام صعبة ولكنها تكون سهلة لبضعة أيام خلال السنة، ولا يرى عطارد إلا في جهة الغرب لمدة 30-45 دقيقة بعد غروب الشمس، أو في جهة الشرق لمدة 30-45 دقيقة قبل غروب الشمس، وبعد منتصف الشهر ستبدأ رؤيته تصبح سهلة بعد غروب الشمس في جهة الغرب، فهو يزداد بعدا عن الشمس بمرور الأيام إلى أن يصبح أبعد ما يمكن عن الشمس يوم 25 مايو. وفي هذا اليوم إذا نظرت إلى جهة الغرب بعد 20-30 دقيقة من الغروب سترى جرما لامعا قريبا من المكان الذي غابت عنده الشمس، فهذا هو كوكب عطارد، وهو والزهرة الوحيدان من الكواكب اللذين لهما أطوار مثل القمر.

ومواقع الكواكب هذه تختلف باختلاف الوقت من الغد، كما أنها تختلف من يوم لآخر، إذ أنها تسير بين النجوم، ولذلك سميت بالكواكب السيارة تمييزا لها عن النجوم التي كانت تسميها العرب أيضا بالكواكب.