طالما تردد على مسامعنا مقولة (التكرار يعلم الشطار)، وربما سمع بعضكم عبارة (التكرار يعلم الح.... !!) المهم أن التكرار مهارة لا يختلف عليها أحد على أنها من أفضل المهارات المعرفية، سواء لتعليم الشخص الذكي أو العكس، أو لسريع الحفظ أو لضعيفه، لكن المقولة الأجمل لأهل التربية بأن التكرار هي أم المهارات !
كيف ذلك؟
كنت أقرأ قبل أيام كتاب ستيفن كوفي (إدارة الأولويات) للمرة الثالثة، ووجدت أنني اكتشف ضعف المفاهيم التي اكتسبتها سابقاً، ثم تأملت في كتب (كوفي) فوجدتها كلها تحوم حول كتابه الأول (العادات السبع للناس الأكثر فعالية) هذا الكتاب الفريد من نوعه، قيل أنه أكثر كتاب بيع في القرن العشرين، لذا فإن الرجل استثمر جهده بهذه الكتاب وراح يؤكد المعاني الواردة فيه بطرق إبداعية من خلال تكرار المعاني وتأكيدها، فراح ينسج على إثره كتاب العادات الأسرية للأسر، وكتاب العادات السبع لقصص النجاح، وكتاب القيادة المرتكزة على مبادئ، وهكذا كأن كوفي يقول لنا لا تشغلوا عقولكم بكثرة المعلومات، فنحن نحتاج إلى تثبيت القليل لكي نعمل الكثير، وهكذا كان منهج القرآن الكريم، فكم مرة قرأت قصة سيدنا موسى بنفس الأحداث ولكن من زوايا أخرى في معناها ؟
عندما نريد أن نركز معلومات مهمة في عقول أولادنا فلنستخدم هذه المهارة اليسيرة، فلا شك أنهم درسوا تاريخ البحرين بالتفصيل، لكن لو كررت هذه المعلومات عليهم وراجعتها معهم وأنت في طريقك بالسيارة – مثلاً - سوف تتوثق في ذاكرتهم، وأنا شخصياً استخدم هذه المهارة في تدريس النحو مع أولادي ، فأقتنص الفرص لأسألهم في إعراب بعض الجمل المكتوبة على لوحات الشارع، أو أكرر لهم بعض القصص والمواقف التي درسوها في التاريخ والاجتماعيات، وقبل مدة قرؤوا موسوعة علمية مكونة من 10 أجزاء، وبين فترة وأخرى أطلب منهم أن يتحفونا ببعض المعلومات بهدف أن يركزوا في ذاكرتهم ما قرؤوا.
هذه المهارة استخدمها مع نفسك، فليس المطلوب منك كم القراءة وتكثيف المعلومات، ولكن لتسأل نفسك هل حفظت أساسيات المعرفة سواء في مصطلحات العبادات وبعض أحكام الشريعة وشيئاً من تاريخ البلد والتاريخ بشكل عام، وبعض مصطلحات السياسة والاقتصاد وغيرها، حاول تثبيتها بتكرار قراءتها، فستشعر بسعادة غامرة وكأنك قرأت آلاف الموسوعات .