إحدى الدراسات الأمريكية الحديثة أثبتت أن النساء يتكلمن عن الرجال ثلاث مرات أكثر من تكلم الرجال عن النساء،  لم تذكر الكثير من التفاصيل عن طبيعة هذه الأحاديث وكذلك عن نوع العلاقة التي من الممكن ان تجمع بينهما فهل هي علاقة إنسانية كالزواج أم علاقة عمل وزمالة، ففي رأيي أن باختلاف العلاقة ستختلف نوعية الحديث بالتأكيد وزمنه وانفعالاته .  وعلى الرغم أن كثيراً من الدراسات رجحت أن المرأة أكثر طلاقة لفظية من الرجل ( سأتحفظ على كلمة ثرثارة أو أكثر حديثاً) إلا أن ما أعتقدة أن النساء يتكلمن أكثر عن الرجال حين يحبونهم والرجال يتكلمون أكثر عن النساء اللاتي لا يشكلون لهم أهمية، وأعتقد أنها إحدى خاصيات مجتمعنا الشرقي ، فطبيعتنا الإنسانية الشرقية  لغز يصعب في كثير من الأحيان إيجاد الحل له لأنها هي التي تحدد نوع العلاقة التي تتكون  بين كلا من الطرفين (الرجل والمراة) مهما كان نوع هذه العلاقة: علاقة حب، زواج، علاقة عمل … إلخ، وبالتالي أعتقد أنها من تحدد لنا المعايير التي نعيش بها. ويمكن هنا القول من أن هذه العلاقة هى أسلوب حياة بشكل ما أو بآخر نتأثر به ونؤثر فيه وهذا ينعكس علينا من مختلف النواحي وعلى جودة حياتنا بشكل أكثر شمولية، فحين تعشق المرأة تتحدث لأنها تتكلم عن جميع التفاصيل فيما يخص علاقتهما وحين تتشاجر يزداد الحديث وشخصياً أعتقد أنه لا يصبح فقط ثلاث مرات أكثر بل عشرات المرات أكثر، وقد يكون سلاحاً ذا حدين في مجمل علاقتها بالرجل فقد يساعدها هذا الحديث على التفريغ الداخلي لتخفيف ما تشعر به من ضيق أو جنون الحب، وفي المقابل قد تتحدث للأشخاص الخطأ فيشحنون انفعالاتها الغاضبة بشحنات سلبية تزيد من حدة المشكلات وتخفف من حدة الحب . إذاً فالحديث ليس هو الإشكالية بل في من نتحدث معهم، ومن يستقبلون انفعالاتنا سواء أكانت في أفضل حالات الحب والراحة والعشق، أم في أسوأ حالات الغضب والشجار. وأعتقد أن أفضل حديث يجب أن يكون مع الطرف الآخر سواء أكانت هذه المشاعر حانية أو غاضبة فهذا سيساعد في كثير من الأحيان على خفض الطاقة السلبية في العلاقة وتنميتها في اخر الامر وعند قرارنا في الحديث مع الطرف الاخر يجب علينا ان نضع في الاعتبار ثلاثة امور هامة هي اختيار الوقت المناسب و نبرة الصوت المناسبة والكلمات غير الجارحة . لؤلؤة : حين نعشق أحدهم نريد الحديث معه في كثير من الأحيان بمشاعرنا الإيجابية والأصح هنا أن ندمجها مع مشاعرنا السلبية حتى لا يمسي هذا العشق جزأً من الماضي.