كشف جيروم شامبين، المرشح لرئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، أن تدخلاته في منطقة الشرق الأوسط سابقا عندما كان يشغر منصب الأمين العام للفيفا بين أعوام 2002 و2005، لم تعجب محمد بن همام رئيس الاتحاد الآسيوي السابق، مما جعلته يدفع الثمن غالياً، وأوضح الفرنسي أن توقيت إعلان استضافة قطر لكأس العالم كان خاطئاً.
ونقلت "قناة العربية" عن جيروم في حديث خاص: "لم أترك منصبي في فيفا بمحض إرادتي بل كان عنوة بإرادة غيري، تم إبعادي لأنني كنت أمينا ومتمسكا بكل ما تمثله الفيفا من مبادئ ومثل كونية تنصهر فيها قيمة 209 اتحادات عالمية، ولكن موازين القوى داخل فيفا، خاصة في اللجنة التنفيذية، تسير على مفاصل الاتحاد والتي أراد لها بلاتر رئيس الاتحاد، تطوير نهج من التواصل وجعلني مسؤولا عن ذلك".
وأضاف: "كنت أقوم بمحاولة إرساء التواصل ولم يعجب ذلك بعض رؤساء اتحادات آسيا، وأعني محمد بن همام رئيس الاتحاد الآسيوي، لم يعجبه تواصلي في المنطقة حين كانت النزاعات موجودة في الكويت والأردن عام 2009، مما دفعه لمهاجمتي وفقداني لوظيفتي".
وعاد شامبين ليضيف تجربته في الاتحاد الدولي: "الكثيرون هاجموني في ذلك الوقت (في إشارة إلى ميشيل بلاتيني رئيس الاتحاد الأوروبي)، السبب بسيط علينا أن نقرر اليوم إذا كنا نريد لكرة القدم أن تكون لعبة للنخبة أو تحتكرها حفنة من الأندية العالمية من بينها لاعبون، أم نريدها أن تكون لعبة عالمية متاحة للجميع من أجل أن تكون كرة عالمية، يجب على فيفا أن يصبح أكثر قوة وقدرة على الحماية لمشاركة الجميع في الفوز".
ووصف مرشح الفيفا علاقته ببلاتر وبلاتيني قائلاً: "لا أهمية للعلاقة الشخصية ولكني عرفت السيد همام والسيد بلاتيني على المستوى المهني وقد انتهت العلاقة المهنية بالاستقالة من الفيفا، كانت لدي علاقة مهنية جيدة جدا مع السيد بلاتر وهو شخص يحب الكرة جدا، يمتاز بأنه يستيقظ باكرا ويكون أول من يصل مكاتب الفيفا وآخر من يغادرها، وهو مخلص متفانٍ للعبة. وكما قلت لزملائك في الـ"CNN"، هو ليس بالفاسد لقد تزوج اللعبة واهبا حياته لها، على العكس من ابن همام الذي صعد سريعا هرم اللعبة وقد كانت بيننا خلافات خاصة حينما يحاول التدخل، كتدخله في في المسار الديمقراطي للانتخابات في اتحادات الأردن والكويت. لقد طلب مني بلاتر أن أوقف تدخله ولقد دفعت الثمن حينما فعلت ما طلب مني لكني فخور بأني ساعدت في أن يتم انتخاب الأمير علي في الأردن والشيخ طلال الصباح في الاتحاد الكويتي في شهر نوفمبر 2009".
وتطرق شامبين لاستضافة روسيا وقطر كأسي العالم 2018 و2022، فقال: "بالنسبة لبلاتيني فقد كنا زملاء إذ كنا مستشارين لبلاتر في 2009، لقد كان بلاتيني لاعبا عظيما لكن لا يجدر بي أن أعلق على دوره كرئيس للاتحاد الأوربي لأنه قد يكون خصماً لي في الانتخابات الرئاسية فلا يليق التعليق الشخصي، وفي ما يتعلق بخصوص الجدل حول ملفي روسيا وقطر لتنظيم نهائيات كأس العالم، اعترف رئيس الفيفا علنا أنه كان خطأ كبيرا التصويت لكأسين في وقت واحد وكل ما رأيناه كما ذكرت منذ ديسمبر العام 2010 حين تقرر التصويت لكأسين لم يفعل سوى فتح الباب للاتهامات بتبادل الأصوات وكل ما من شأنه أن يحدث في الأثناء.
ورحب جيروم شابين باستضافة العالم العربي لكأس العالم: "تلك البقعة ذات ثقافة وهي الوحيدة، التي لم تتح لها فرصة استضافتها لكن التصويت جرى على أن تتم الاستضافة في يونيو ويوليو 2022، والآن صوتنا على شيء ونريد التغيير كنا نعلم أن الأمر سيكون صعبا لكن كان ينبغي أن نناقش ذلك أولا، والآن رأيي بالنسبة للمستقبل هو أنه ينبغي أن نناقش وضع الاستضافة التي ترتبط بأسباب مناخية قبل التصويت وليس بعده، ولكنا الآن نحاول البحث عن تاريخ آخر بينما كل الدراسات تفيد أننا إذا غيرنا من يونيو ويوليو إلى الشتاء فمن شأن ذلك أن يحدث زلزالا من التغيرات في المنافسات القومية والقارية قبل وأثناء وبعد الكأس، والسؤال هو: هل سنجد تاريخا معقولا؟".
وشغل الفرنسي جيروم شامبين، منصب نائب الأمين العام للفيفا في الفترة بين 2002 و2005 وعمل في المشروعات الخاصة بين 2005 و2007 كما تولى منصب مدير العلاقات الدولية منذ 2007 وحتى رحيله من الفيفا في 2010 بعد صراع مع رئيس الاتحاد الآسيوي السابق القطري محمد بن همام ومع ميشيل بلاتيني رئيس الاتحاد الأوروبي، مما كلفه منصبه.
ويعمل المرشح كمحلل مستقل في كرة القدم الدولية منذ 2010 وارتبط بأعمال متعلقة بالفيفا منها محاولة الإصلاح بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
ومنذ رحيل شامبين والاتحاد الدولي يعاني من فضائح الفساد بين أعضائه واتهامات إعلامية أوروبية لبعض أعضاء فيفا بتقاضي مقابل مادي للتصويت لصالح روسيا وقطر لاستضافة كأسي العالم2018 و2022 حيث اتهم خلال الأسابيع الماضية ميشيل دوغ عضو اللجنة التنفيذية في الاتحاد الدولي "فيفا"، بتعيين نجله بيتر في منصب كبير في قطر نظير الحصول على صوته في سباق التصويت على اختيار الدولة التي تنال شرف تنظيم مونديال 2022.
وذكرت الاتهامات أن بيتر ميشيل دوغ، رئيس لجنة الفيفا الطبية، تلقى مقترحاً من أحد الجراحين العاملين بمستشفى "سبيتار" لجراحة العظام في "الدوحة"، بإنشاء عيادة خاصة بالمستشفى، بعدما تم الحصول على دعم والده في سباق التصويت على استضافة المونديال، يأتي هذا في الوقت الذي نفى فيه ميشيل دوغ، حدوث عملية مقايضة بينه وبين مسؤولي الملف القطري، موضحاً أنه يشعر بخيبة أمل لانتقال نجله للعمل إلى قطر.
كما تحوم الشكوك أيضا حول ميشيل بلاتيني رئيس الاتحاد الأوروبي يويفا بعدما تم تنصيب ابنه مديرا تنفيذيا لمؤسسة "بوردا الرياضية وهي قطرية الملكية"، وذلك عقب اختيار قطر لاحتضان المونديال. يذكر أن هناك تحقيقات جارية بقيادة المحامي الأميركي مايكل غارسيا بشأن نزاهة التصويت لمونديالي 2018 و2022 على أن تكشف نتائجها في سبتمبر المقبل.