كتبت - شيخة العسم:
تشكو قرية الجسرة قلة الخدمات، التي تعد بأصابع اليد، خباز واحد، يفتح في أوقات محددة، صالونا حلاقة للرجال، 3 برادات وكفتيريا واحدة ومغسلتان للملابس. وتحتاج القرية إلى مخزون من الأراضي للاحتياجات المستقبلية مثل مشاريع الإسكان، بالإضافة للحاجة لمدرسة ابتدائية للبنات، وعيادة صحية، وحدائق عامة، عدا عن بيوت تحتاج إلى إعادة بناء. ذلك ما أكده أبناء الجسرة لـ «الوطن» أثناء تفقدها هذه القرية، التي اشتهر أهلها بالفنون الشعبية كالعرضة وفنون البحر.
يقول أحد أهالي الجسرة صلاح العميري لـ «الوطن»: نحن نطالب دائماً بعيادة صغيرة، ففي القرية كبار يحتاجون الذهاب للعيادة، وأقرب عيادة لنا هي في البديع وهي بعيدة وصغيرة جداً، ويؤمها الكثيرون، ولا تكفي حاجات أهالي المنطقة أنفسهم، هذا عدا عن الحاجة لصيدلية، ومدرسة ابتدائية للبنات، فلا توجد سوى واحدة للبنين، في حين أن مدرسة البنات الابتدائية الأقرب، وهي في منطقة البديع وتحتاج 25 دقيقة للوصول في حال لم يكن هناك ازدحام مروري، ونحتاج أيضاً صرافاً آلياً «ATM» ، وشارعاً أو مجمعاً تجارياً، عدا عن وجود 6 بيوت آيلة للسقوط تحتاج لترميم.
العميري يذكر أن القرية تشكو قلة الخدمات، التي تعد بأصابع اليد، خباز واحد، يفتح في أوقات محددة، صالونا حلاقة للرجال، 3 برادات وكفتيريا واحدة ومغسلتان للملابس، مشيراً إلى أن تاريخ الجسرة قديم جداً وعاداتها كعادات أهل البحرين، إلا أن ما يميزنا هو أننا مازلنا متمسكين بها، فمن بين العادات الجميله تبادل الأطباق وقت الغداء والمناسبات، كما أننا لا نسمح لفتياتنا الخروج بعد المغرب إلا للضرورة القصوى، ويتجمع رجالنا في خيمة لتبادل الحديث كل مساء بعد صلاة العشاء بخيمة راشد فرحان.
ويبين العميري أن من أجمل العادات التي اندثرت في القرية والتي تتعلق بالعيدين الأضحى والفطر، أن يتوجه الرجال وكبار أهل القرية بعد صلاة العيد كفريق واحد للذهاب لمقبرة «مقبرة أهل الجسرة» لنقرأ الفاتحة على أهلنا المتوفين، ثم نزور كبار السن من نساء القرية مشياً على الأقدام بمجموعة كبيرة للمعايدة وهي عادة بحرينية لم تعد موجودة للأسف، لكننا نسمح لأطفالنا باللعب بنات وأولاد مع بعضهم البعض حتى سن معين كما كنا صغاراً، وأهل القرية ينامون باكراً كما فعل أجدادنا في الماضي.
العميري يعود ليشير إلى أن الجسرة عبارة عن قرية صغيرة، وعائلة كبيرة واحدة يسكنها أربع عوائل هي العميري وهي تشكل الأكثرية، وعائلة الدوخي والشحي وسويد، لا يتعدى سكانها 2000 نسمة، ولدينا المزارع والبحر ولدينا جمعية خيرية «جمعية الجسرة الخيرية»، وفريق خاص للفن الشعبي «العرضة» وهي من أعرق الفرق في البحرين، ولدينا إسكان خاص، والحمدلله لا يتعطل الشباب المتزوجون مؤخراً في الحصول على منزل خلال سنتين أو ثلاث على أكثر تقدير، وتوجد لدينا مقبرة خاصة لأهالي الجسرة، وفي القرية أيضاً مسجد وصالة أمر ببنائها صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء.
ويواصل العميري: في السابق كانت الجسرة تفتقر إلى المكان المخصص لإقامة مجالس العزاء أو حفلات الأعراس، بالإضافة إلى نادي الجسرة الرياضي للشباب ونادٍ حديث، رغم توافر طاقات رياضية للشباب والبنات، تنال جوائز على مستوى البحرين في كمال الأجسام وألعاب القوة، وكرة القدم للفتيات.
وحول مرفأ الجسرة يذكر العميري أن المرفأ جديد ونحن سعداء به جداً، إلا أن عيبه يكمن في التخطيط الهندسي، حيث إن الأرض مرتفعة مما يسبب ضرراً كبير للقسم الأسفل من الطراريد، ونحن أهل القرية من يقوم بتنظيفة بأنفسنا وبشكل دوري.
بدورها تقول الشابة نعيمة العميري إن «الجسرة» قرية هادئة وجميلة فتحت عيني عليها، لكنها تفتقر لعدة خدمات وإن كانت بسيطة إلا أنها مهمة لنا كون المرافق الخدمية بعيدة عنا جداً، ونحن كفتيات نحتاج لصالون نسائي، ونحتاج لكفتيريا أو مطعم، فنحن نعتمد على الطبخ في المنزل، لكن لو انشغلنا ولم نجد وقتاً للطبخ لا نجد بديلاً، إلا أن نخرج من القرية!