كتب ـ علي الشرقاوي:
السفر مغامرة، هي خطوة خارج منطقة الراحة، ذهاب إلى المجهول، وللمجهول ذهبنا، صديقي الإماراتي محمد عبدالله التميمي وأنا، بعد انقطاع أكثر من 40 سنة، لم نلتقِ خلالها إلا قبل فترة قصيرة، قررنا أن نستعيد ما انقطع بيننا منذ نهاية ستينات القرن الماضي، عبر الذهاب معاً في مغامرة مجهولة النتائج، ولبلاد ليست مهيأة للسياحة، ولمكان لا يذهب إليه الخليجيون.
النيبال لمن لا يعرف عنها شيئاً، دولة صغيرة معزولة، لا بحار تحيطها، تقع بين الهند والصين، جبالها عالية، طرقاتها وعرة، سمعنا عنها الكثير حينما وقعت مذبحة القصر الملكي، وقتل فيها ولي العهد أباه وأمه وآخرين يصلون إلى 12 شخصاً، قبل أن يقتل نفسه.
كاتمندو قصر الخشب
في تقرير لرحال نشر عبر الإنترنت قرأت أن معنى «كاتمندو» يعني قصر الخشب، فالكلمة مكونة من جزأين «كات» وتعني الخشب و«مندو» القصر أو البيت، وهذا القصر أصل مدينة كاتمندو، فهو بني قبل 500 عام ومن شجرة واحدة فقط.
سقف العالم
أرض النيبال جبلية وعرة، تتألف من سلاسل عالية من الجبال تمتد من الغرب إلى الشرق، وأحياناً من الجنوب والشمال، ويتراوح ارتفاعها بين 3 آلاف و8 آلاف متر، وتضم أعلى قمة جبليه في العالم وهي قمة أفرست 8848 متراً.
وتضم السلاسل الجبلية ودياناً داخلية تسيل خلالها الروافد النهرية العديدة، وأحياناً تضم الوديان المستنقعات مثل مستنقع «تراى»، وتنصرف مجاريها المائية إلى نهر «برهما» و«الجانج».
ضياع الجواز
انتقلنا صباحاً من مطار البحرين إلى مطار أبو ظبي، وانتظرنا لبعض الوقت لنصل إلى مطار كاتمندو، ربما 4 ساعات ونصف، لم يكن يهمني، فما كان السفر إلا من أجل التخلص من مراقبة عقارب الساعة، طبعاً كنت منهكاً، رغم وجودي في خانة رجال الأعمال.
دخلنا إلى قاعة المطار، وأعطونا 3 أوراق أو أكثر لملء طلب الفيزا، بجهد كتبت المطلوب وحينما وصلنا إلى الجوازات، طلبوا صورة، قلت لهم ليس معي واحدة، وعندها أشار موظف الجوازات إلى مصور في كابينة، ذهبت إليه للتصوير، طلب مني مبلغاً، فنقدته 6 دولارات، رفض أخذها، رجعت لموظف الجوازات، أشار إلى مكان تبديل العملات، ذهبت إليه، رفض استبدال العملة، رجعت إلى موظف الجوازات، موظف الجوازات نظر إليه بغضب وطلب مني أن أذهب إليه، استبدلت الدولارات الستة وعدت إلى المصور، صورني صورتين أي كلام، عدت إلى موظف الجوازات، وقع على الفيزا وكان صديقي بانتظاري.
خرجنا من الجوازات إلى قاعة العفش، قبل دخول قاعة العفش طلب مني الشرطي الجواز، بحثت عن الجواز لم أجده، أين ذهب الجواز فتشت جيوبي كلها، الحقيبة، ليس هناك، تذكرت فيلم «تيرمنال» وشعرت بحالة من لا يملك جوازاً.
ما كان أمامي إلا العودة إلى الجوازات، الطريق أصبح طويلاً فهناك مساحات للصعود مرة أخرى، الطرق تتشابه وأنا قلق كأن الريح تحتي، وصلت هناك وكان الجواز واقفاً يناديني على سور مكتب ضابط الجوازات، ويقول بصوت مسموع «يا أحمق»، ابتسمت بقوة، وشعرت أن الدم عاد إلى عروقي.
الذهاب في الليل
التميمي كان حجز في أحد الفنادق، استأجرنــــا تاكســــــي مــــن المطــــار، فنـــــط أحــد النيبالييــن معنــا، التاكسيـات صغيـــــرة لا تحمل أكثر من 3 أشخــاص، وبالكـــــــاد تستطيــــع أن تحمــــل أكثر من 3 حقائب، في الطريق إلى الفندق شاهــدت شوارع كاتمندو الضيقــــة، الدكاكيـــــن المبنية على هيئة المدن العشوائيــــة، الظلمـــــة تخيــم علـى المكان، عدا مجموعة صغيرة من الإضاءات لا تكفي للنظر إلى ما تحت قدميك.
وضعنا حقائبنا في غرف الفندق وخرجنا بعد أن قرر صديقي التميمي أن نستبدل العملة، الدولار بالروبية النيبالية، حيث إن استبدال العملة في السوق من الممكن أن يكون أفضل من الفندق، والشخص الذي جاء معنا من المطار وقدم نفسه على أنه دليل سياحي، كان بانتظارنا في بهو الفندق.
كنا تواقين لمشاهدة بعض الأماكن القريبة من الفندق، خرجنا يقودنا الدليل النيبالي المتطوع، وقفنا في عدة دكاكين تغيير العملة، ثم وجدناه يقودنا إلى أماكن مظلمة، شعر صديقي الذي زار كاتمندو من قبل بالريبة من هذه الحركات، قال له إلى أين تريد أن تأخذنا؟ رد النيبالي إلى دكاكين تغيير العملة. ضحك صديقي وقال له شكراً، لا نريد تغيير العملة، النيبالي ركض وراءنا ولكننا ابتعدنا عنه، لأنه ربما أراد أن يدخلنا في منطقة لا نريد الدخول فيها، عدنا للفندق واستبدلنا العملة، وذهبنا إلى أقرب مطعم قريب من الفندق، لنستعد للذهاب لمنطقة سنمكث فيها الأيام التالية، فكاتمندو مدينة مظلمة، مكتظة بالبشر، لا توجد فيها مناظر بكر جئنا لمشاهدتها.
إلى بخارى عبر الجو
وصلنا بخارى ومن المطار إلى الفندق الذي كان أكثر تنظيماً من سابقه، تركنا حقائبنا ونزلنا لمشاهدة المدينة وبالذات البحيرة التي سمعنا عنها الكثير، قيل لنا لا تحتاجون إلى سيارة تاكسي، الوصول لا يتجاوز الخمس دقائق، سرنا لاكتشاف محيط الفندق أولاً، ثم التعرف على معالم الطريق الذي نعود منه من الجولة.
الطريق من الفندق إلى البحيرة كان غير مستوٍ، عشرات الدكانين الصغيرة لا تتجاوز سعتها مترين إلى 3 أمتار، أغلب بضائعها أكياس الجبس الصغيرة والمينو والبسكويت المصنوع من زيت الناريل والمشروبات الغازية، وصلنا إلى البحيرة وهناك تمتعنا بمشاهدة بحيرة «فيوا» الهادئة والتي تحتضن جزيرة صغيرة «سيتي ريفر كورج»، كان أول الأماكن السياحية التي أخذنا إليها السائق هي منظر نهر المدينة، حيث إن الواقف على قمة هذا الجبل يستطيع أن يشاهد أغلب مناطق بخارى من خلالها.
بدأنا أول مراحل الصعود، كانت العتبات الجبلية بدائية جداً، اعتمدنا على أرجلنا أولاً، إلا أنها خذلتنا، فبدأنا استخدام أيدينا، ثم الاستراحة بعد مرحلة قصيرة وأخرى، إلى أن وصلنا القمة ونحن في أشد حالات التعب والإعياء، بالكاد نتنفس، وفيما بعض السواح يراقبون المنظر بفرح، كنا نحاول أن نهدئ أجسامنا من الإعياء، المنظر كان جميلاً جداً، الجبال والوديان والسهول الخضراء والأنهار كانت كلها تحتنا.
معبد بوذا
بعد أن نزلنا متعبين أيضاً من القمة، سرنا إلى مكان آخر من الطريق، متجهين إلى معبد بوذا، وصلنا إلى مكان الصعود، حيث مجموعة من الدكاكين والمقاهي، قال السائق إن المعبد في الأعلى ويحتاج إلى 10 دقائق صعود، رفضنا ذلك واكتفينا بالجلوس في أحد المقاهي وشرب الشاي والدردشة مع أحد رواد المقهى، الذين لا يعرفون عن الخليج العربي إلا دبي.
رغم أن الكثير من النيباليين يعملون في الخليج، ومنهم من ذكر أن بعض أقاربهم يعملون في البحرين والسعودية.
كهف بخارى
أخذنا السائق إلى السوق ولم نكن نعرف بالضبط أين، من داخل السوق دخلنا إلى منطقة وهناك نزلنا إلى الكهف، كنت شخصياً أتصور أنه كهف صغير، ولم يكن كذلك، فهو رطب، لا توجد فيه أيادي السلالم، لذلك أنت تحتاج إلى استخدام يديك كي لا يصطدم رأسك بالجدار، وتحتاج أن تكون رجليك ثابتتين حتى لا تنزلق.
كنت أعرف أن الصعود متعب، ولكن هنا النزول متعب أيضاً، فما أن وصلت إلى أرضية الكهف حتى انزلقت رجلي، ورأيت نفسي على الأرض الرطبة، وظهري للحجر الذي انزلقت، ولكن كان الله هو الحافظ، فلم أصب بأي خدش. ولكن الخوف من السقطة أشعرني بشيء من الخوف في الكهف وبسبب الظلمة، أنت لا تستطيع أن تشاهد أي شيء بوضوح، ولم نستطع تصوير أي شيء واضح.
وإن كان النزول متعباً، فإن الصعود إلى السطح أكثر تعباً، ومن خلال النفخ والزفير بالكاد استطعنا الخروج والتنفس هواء الدنيا الذي افتقدناه ونحن في الداخل.
هضبة قرية سارنكوت
أخذنا سائق التاكسي إلى قرية سارنكوت، وقررنا أن ندخل في مغامرة الطيران بالبارشوت، وفي انتظار قطع التذاكر، شعرنا أن الجو غير صاف وهناك حركة رياح، فاكتفينا بشرب الشاي ومشاهدة المظليين، ووضعنا في اعتبارنا إن هدأت الريح سنكون في السماء، ولكن الريح لم تهدأ، لذلك لم ندخل هذه التجربة رغم الرغبة الملحة.
إيقاظ الشمس من نومها
اتفقنا مع السائق أن يأخذنا لمشاهدة مطلع الشمس، فقال عليكم أن تصحوا الساعة الرابعة صباحاً، واتفقنا مع الموظف المناوب في الفندق على إيقاظنا في الوقت المحدد، عملياً صحوت الساعة الواحدة، وتصفحت الرسائل وقرأت بعض المشاركات في صفحة الفيسبوك، قبل الرابعة كنت جاهزاً، وكذا صديقي محمد التميمي، خرجنا وكان صاحب التاكسي بانتظارنا.
بين المرتفعات الجبلية الوعرة صعدنا، كان الظلام يخيم على الطرقات، وكان الطريق خالياً إلا من ضوء وصوت سيارتنا، وصلنا ربما قبل الخامسة، المكان الذي كان بالأمس مكتظاً بالزوار والباعة مغلق، لا صوت حتى للحشرات، محمد قال للسائق عن الساعة التي ستشرق فيها الشمس فأجاب «السادسة والربع»، قال التميمي «لماذا أتيت بنا قبل الوقت بمدة طويلة؟»، رد عليه السائق «خوفاً من الزحمة».
السؤال ماذا نعمل حتى وقت شروق الشمس؟ مررنا على بيت جبلي، طرق السائق الباب، فخرجت عجوز وطلبنا منها الشاي، فتولت إعداده في الحال، التميمي كان مستعجلاً فشرب الشاي وبقيت أحاول أن أخفف من حرارة الكأس، ساروا نحو الجبل، تركت الشاي وأنا لم أشرب منه إلا رشفة أو اثنتين، ولحقت بهم، وبدأنا صعود التلة.
وهنا بدأت أقدامنا في الشكوى، كلما صعدنا بضع خطوات، توقفنا للاستراحة وأخذ النفس، السائق لأنه أصغر سناً، وتعود مثل هذا الصعود، وصل إلى الأعلى وأشار علينا بأصابعه أن تعالوا.
كلمة تعالوا سهلة ولكن الصعود جعلنا نتوقف أكثر من 20 مرة، حتى نستطيع مواصلة صعود العتبات الجبلية البدائية، قبل أن أصل إلى نهاية المرحلة الأولى والأصعب، جلست محاولاً استرداد نفسي، هنا وصل طفلان يحملان دلال الشاي وطلبا مني أن أشتري منهما، رجوتهم ليس الآن، دعوني أتنفس، لكنهما واصلا الطلب وأنا أنتظر صديقي الذي مازال يدفع نفسه دفعاً للصعود، بعد أن وصل إلى مكاني كنت في حالة لا أستطيع أن أرفع فيها قدمي إلا بمشقة.
الطفلان شدا يدي لإيقافي، وبعد أن استعدت بعض الحيوية طلبت منهما شاياً بالحليب، وأعطيتهما أكثر من سعر الشاي، وصلنا إلى التلة التي من الممكن أن نرى فيها شروق الشمس مباشرة، طبعاً قبل أن أنهي الشاي بالحليب، جاءني الطفل الآخر وقال «أنا لم أبع شيئاً اليوم»، فاشتريت منه الشاي الأحمر.
في الواقع كنت أرى في هؤلاء الأطفال نفسي أيام الطفولة، حينما كنت أشتغل مع عمي في قهوته القريبة من شركة كريمكنزي في أواخر الخمسينات، فهؤلاء في القرية الجبلية يصحون قبل صياح الديك، لبيع الشاي، من أجل الحصول على وجبة لهم ولأهلهم، وشعرت أنهما يشبهان الأطفال الجوالين في الحسين في القاهرة والذين يتقنون عدة لغات للحصول على ما يشبعهم ويوفر الوجبة لأسرهم، وقررت أن أصورهم ليبقوا في الذاكرة.
شروق الشمس
بعد فترة انتظار طالت، وصل مجموعة من السياح إلى التلة، وصار الكل ينظر إلى جهة شروق الشمس، بدا شيئاً من الضوء يرتفع، قمم الجبال المحاطة بالجليد بدأت تتحول إلى ما يشبه المرآة، ثم بعد فترة تشكلت نقطة حمراء في السماء، وكبرت شيئاً فشيئاً، حتى أصبحت كما نراها في الصورة، نحن أبناء الشمس القوية والتي في الكثير من الأحيان، بسبب السهر حتى الفجر، نقوم بخلع بيجامتها، لا نهتم لصعودها، كما يفعل الذين يعيشون في البلدان المصابة بالضباب، لذلك ما بدأت في التوسع والانتشار والنمو، حتى طلبنا من سائق التاكسي الذهاب بنا إلى أماكن سياحية أخرى لم نشاهدها من قبل.
متحف الهملايا الوطني
السائق وهو يملك خارطة السياحة الخاصة بنا، أخذنا إلى متحف الهمالايا الوطني، الممتد على مساحة جيدة من الأرض، في البداية زرنا موقع صناعة السجاد النيبالي، وهو بالطبع لا يماثل السجاد الفارسي في الشكل والتطريز، بعدها دخلنا إلى المتحف الذي يضم أكثر من طابق، عشرات من صور الجبال النيبالية المتدرجة في الارتفاع، والأزياء الشعبية الغاية في التنوع، وأدوات الطبخ والصيد وغيرها.
بعدها ذهبنا إلى مصنع النسيج حيث تغزل النساء الأقمشة والسجاد، كل واحدة منهم تؤدي عملاً ما، هن لا يتقن الإنجليزية، فتولى السائق ترجمة الحوار، في هذا المكان شعرت بمعاناة المرأة النيبالية كغيرها من بقية النسوة في العالم، في البحث عن لقمة العيش، وإسكات الأفواه الجائعة.
بحيرة فيوى
كانت لدينا رغبة قوية للتجول في بحيرة «فيوى» الكبيرة الهادئة المغطاة بالأشجار، كأنها قطعة من أجمل أماكن العالم، كنا نتصور أننا سنكون مع مجموعة من السياح لتكون الرحلة أكثر متعة، ولكن لطبيعة الرزق، تم الاتفاق على أن نكون وحدنا، التميمي وأنا ومع المجدف في القارب.
كانت البحيرة هادئة جداً، تحتضنها أيادي الجبال العالية الخضراء، ومجموعة من القوارب تنتقل من مكان إلى آخر، في البداية جدف بنا العبار، إلى جزيرة صغيرة داخل البحيرة، نزلنا لنشاهد السواح يلتقطون الصور أمام أحد المعابد، وطلبنا من أحدهم أن يصورنا هناك.
انتقلنا بعدها إلى مكان آخر، كان يمكن للعبار أن يعيدنا إلى نفس مكان الانطلاق، ولكن كانت هناك خطة أخرى وهي النزول إلى مكان آخر، وذهبنا إلى أحد الفنادق الجميلة المطلة على البحيرة، هذا الفندق لا يمكن الوصول إليه إلا عن طريق عبارة.
في الفندق شربنا الشاي وجلسنا ندردش مع بعض الموظفين، وهناك شاهدت ولأول مرة مكتوباً على أبواب الحمامات، ليس كما هو شائع في أنحاء العالم، صورة لامرأة ورجل، أو «ميل» و»فيميل»، بل she وhe، فوقفت متعجباً من هذا الأمر.
المهم إننا خرجنا من الفندق من خلال العبارة التي أوصلتنا إلى الضفة الأخرى من البحيرة، ومن هناك بدأنا المشي إلى الفندق ونحن نشاهد الدكاكين والمطاعم المنتشرة على الجهة المطلة على البحيرة.
العودة إلى كاتمندو
قال لي صديقي التميمي، ماذا تفضل أن يكون طريق العودة إلى كاتمندو الجو أو البر؟ قلت له البر، ربما نعيش مغامرة لا يوفرها لنا الطيران، وهكذا كان الأمر.
في اليوم الثاني الجمعة كنا جاهزين، أخذنا التاكسي إلى محطة الباصات وفي الساعة الثامنة تحرك الباص الذي كان ممتلئاً بقوميات ولغات مختلفة من السياح والنيباليين.
بعد نصف ساعة تقريباً، توقف الباص، وأمامه مئات السيارات المتجهة إلى مناطق خارج بخارى، نزلنا وسألنا، قيل لنا إن حادثاً وقع في الطريق، مات فيه شابان، ما أدى إلى خروج مجموعة كبيرة من سكان المنطقة وأثارت الشغب، فتدخلت الشرطة، بقينا بين صعود الباص والنزول منه، بسبب الحر الشديد، وشرب الشاي عدة مرات إلى الساعة الثالثة عصراً، ثم تحرك الباص، لنصل عند الساعة العاشرة إلى فندق حياة ريجنسي.
ضياع القصائد في الطائرة
في طريق العودة إلى أبو ظبي ومنها إلى البحرين، كنت منشغلاً بترتيب ما كتبت من قصائد وملاحظات عن الرحلة، وأنا منشغل بالأكل من أجل تخفيف مسافة الطريق، بحثت عن القصائد، لم أجدها، قلت ربما ضاعت في صينية الأكل، طلبت من أحد الموظفين التفتيش عنها، قال إنه فتش ولم يجدها، قلت في نفسي اعتمد على ذاكرتك، فهذه الكتابات ربما تذهب في فضاء العالم، ابتسم سوف يعوضك الله أفضل منها.