كتبت - زينب أحمد:
قالت رئيسة قسم التغذية بإدارة الصحة العامة د.نادية الغريب إن نسبة الإصابة بالسمنة بين البالغين من النساء والرجال ارتفعت إلى 36%، بعد أن كانت العام 2002، 29%، مشيرة إلى أن نسبة السمنة بين النساء أكثر من الرجال، ونسبة السمنة في البحرين بين الأطفال والمراهقين هي 24%.
وذكرت غريب أنه أجريت دراسة على الأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة وكانت نسبة النحافة لا تتعدى 10%، ما يشكل خطراً على الأطفال الذين يعانون من زيادة الوزن في المستقبل، وفي العام 2012 بلغت 33% لفئة الأطفال ما بين 6-18 سنة، محذرة من أن الإكثار من تناول الأملاح والسكريات واللحوم الحمراء، يؤدي إلى محصلة تراكم الدهون في الجسم، ما يؤدي إلى زيادة الشحوم في أجزاء من الجسم خصوصاً في منطقة البطن، وبالتالي إلى زيادة الوزن التي قد تتحول إلى سمنة والتي تتحول في نهاية الأمر إلى سمنة مفرطة لا يمكن السيطرة عليها.
وأضافت أن هذه المحصلة من الأغذية قد تؤدي إلى ترسب الأملاح وزيادة نسبة احتمالية الإصابة بأمراض ضغط الدم، وأمراض القلب والأوعية الدموية (النوبة القلبية)، حيث يرتبط زيادة الوزن بارتفاع ضغط الدم، بمتلازمة انقطاع التنفس أثناء النوم، إضافة لتعرض الشخص البدين للإصابة بالنقرس، وارتفاع مستويات الكوليسترول، وارتجاع المريء المعدي، وهشاشة العظام، والسرطان.
من جانبه حذر جراح التجميل في مستشفـــى البحريـــن التخصصـــي د.راجيش جواوي من أن عملية شفط الدهون قد تتسبب ببعض المضاعفات الخطيرة للغاية، رغم أنها وسيلة جيدة لإعادة تشكيل الجسم بسرعة، ولهذا السبب يجب أن نفهم تماماً مخاطر شفط الدهون.
وأضاف أن العملية تستغرق من ساعة لساعتين، وبعدها يستطيع المريض الذهاب إلى المنزل في اليوم نفسه أو اليوم التالي، لافتاً إلى أنه عادة ما تنشأ صعوبات إذا كان الجراح يزيل كثيراً من الدهون في جلسة واحدة أو كان المريض يعاني من بعض الأمراض مثل ارتفاع ضغط الدم أو أمراض أخرى.
وتابع جواوي: يستطيع أغلب المرضى أن يتحركوا بعد العملية مباشرة، إلا أنه ينصح بالراحة في السرير لمدة يوم أو يومين حين تكون كمية الدهون المزالة كبيرة، ويجب أن نضع في الاعتبار أن عملية الشفاء هي عملية تدريجية، وينصح الطبيب المعالج بمباشرة الأنشطة اليومية بأسرع ما يمكن حتى يقلل من مضاعفات ما بعد العملية، لكن في بعض الحالات ينصح الطبيب بتجنب القيام بالأنشطة العنيفة لعدة أسابيع، وبالمتمارين الرياضية الخفيفة خلال أيام قليلة، وينصح الطبيب بارتداء اللباس الضاغط على المنطقة التي أجريت فيها العملية لتخفيف التورم والذي يجب ارتداؤه لمدة ستة أسابيع، وبالنسبة للغرز فإنها ستفك في غضون أسبوع ونصف إذا لم تكن من ذلك النوع الذي يذوب تلقائياً.
وبين جواوي أن المريض قد يشعر بأنه متوعك بعد العملية بسبب السوائل الزائدة التي ضخت في جسمه أثناء العملية، وربما تظهر كدمات وبعض التورم، لكن كل هذه الأشياء وقتية وتزول تدريجياً، وربما يشعر كذلك بالألم الذي يشعر به بعد القيام بالتمارين الرياضية المكثفة في هذا الجزء من الجسم ولكن يستطيع مباشرة العمل بعد أيام قليلة.
بدوره قال استشاري جراحة التجميل بوزارة الصحة -رفض الكشف عن اسمه- بحسب الدراسات فإن نسبة انتشار مرض السمنة تزيد على الـ40% حيث تعتبر هذه النسبة مرتفعة بشكل كبير، والأسباب العديد من العوامل المهمة كالرياضة والخمول أو عوامل وراثية والوجبات السريعة، مضيفاً بأن قلة الوعي لدى الناس هي مشكلة أيضاً فليس هناك عصا سحرية لإنقاص الوزن إلا باتباع البرامج الصحية المخصصة من قبل الأطباء وإرشاداتهم عن طريق المتابعة الحثيثة والمستمرة، والقليل من المرضى ممن يلتزمون بها.
وبين أن البعض من الناس يظن بأن عمليات شفط الدهون هي الحل الناجع لمرض السمنة، وهذا مفهوم خاطئ متناسين ما يترتب عليها من مضاعفات في حال فشلت العملية أو تم شفط أكثر من النسبة الطبيعية المقررة لذلك.
وأوضح أن عمليات التجميل تكون على عدة مراحل متباعدة لمرضى السمنة، حيث إن هذه العمليات تفقد الجسم الكثير من الدماء، لكن النتائج الإيجابية المترتبة على إجراء تلك العمليات التجميلية ستكون كبيرة من جانب تدني مستوى الاكتئاب لمريض السمنة، إضافة إلى تدني ارتفاع ضغط الدم والأمراض الأخرى وتبدل نفسية المريض إلى الأفضل، لكن عامل الوقت مهم بالنسبة للمريض فلا يصح الاستعجال على النتائج.
ومن جهته ذكر يعقوب البطي إن وزنه في السابق كان 97.6 غرام وحاول بشتى الطرق إنقاصه، دون فائدة، لذلك لجأ إلى عملية شفط الدهون والتي أنزلت وزنه إلى 79 غراماً، مشيراً إلى أنه كان خائفاً قليلاً من حدوث المضاعفات الخطيرة للغاية تتمثل في عدم تحمل الجسم الضغط، لكن العملية تمت بنجاح خصوصاً وأنه في بداية الأمر كانت صعبة جداً، لكن مع الوقت تعافى تماماً. ونصح البطي، المرضى بعدم اللجوء إلى عملية شفط الدهون إلا بعد استشارة الطبيب وتخفيف الوزن قليلاً ومن ثم اتباع نظام غذائي.