قالت جمعية كرامة لحقوق الإنسان إن الحالة الصحية للمؤذن الباكستاني محمد عرفان بخش الذي طالته يد الإرهاب باعتداء وحشي خلال أحداث عام 2011 تراوح في مكانها، مشيرة إلى أن «صحة المؤذن عرفان لم تتحسن، إذ إنه ما زال في حالة شلل تام وغير قادر على النطق أو السمع أو الحركة(..) في وقت لم يصرف له أي تعويض رغم صدور قرار بذلك».
وأضافت الجمعية، في بيان أعقب زيارة إلى المؤذن القابع في المستشفى العسكري منذ الاعتداء عليه في مارس 2011، أن «وفد الجمعية وجد المؤذن كما كان قبل ثلاث سنوات حين دخل المستشفى على إثر الاعتداء الوحشي عليه، إذ لم تتحسن حالته الصحية بما يمكنه من النطق أو السمع أو الحركة، وقام الأطباء بعمل فتحة في عنقه حتى لا يصاب بالاختناق جراء تجمع البلغم بما يمنع من القدرة على التنفس ويتم تغذيته بالسوائل من خلال أنابيب معدة لذلك».
وأوضح رئيس الجمعية أحمد المالكي أن «الحالة الإنسانية لعرفان ينفطر لها القلب أن تراه في نفس حالته ونفس غرفته التي يرقد بها منذ 3 سنوات دون أن تقوم الدولة والجهات المعنية بواجبها في تقديم التعويض الكاف له أو تسفيره إلى دولة قادرة على علاجه بالشكل المناسب».
وتابع أن «هناك قراراً صدر بتعويض المؤذن الباكستاني إلا أنه لم ينفذ»، مشيراً إلى أن«شقيق المؤذن محمد عرفان بخش يرعاه في المستشفى ويقتات على مساعدات الخيرين وتبرعاتهم».
وكشف المالكي عن «مشروع خيري لإعالة محمد عرفان وعائلته، وهو عبارة عن وقف خيري مخصص لعلاجه والإنفاق عليه يكون تحت الرقابة المالية والإدارية من قبل أحد الجمعيات الخيرية، ولكن المشكلة في عدم وجود التمويل رغم وجود وعود رسمية، وعدم قيام وزارة العدل بتعويض عرفان عن الإصابة التي تعرض لها».
وطالب المالكي مكتب التعويضات التابع لوزارة العدل بـ«اعتبار حالة عرفان مثل حالات الوفاة الناجمة عن أحداث 2011 ، أو تنفيذ القرار الصادر بتعويضه والمعطل حتى الآن بلا سبب معروف». وكان تقرير اللجنة المستقلة لتقصي الحقائق أشار في الفقرة 1516 إلى أنه في يوم 13 مارس 2011م تعرض عامل بنّاء ومؤذن باكستاني) محمد عرفان بخش) إلى إصابات خطيرة بالمخ وجروح بالغة عميقة باللسان إثر تعرضه لهجوم وحشي على يد المتظاهرين. واستعرض محققو اللجنة الصور الفوتوغرافية والتقارير الطبية التي تؤكد جميعها جسامة الإصابات التي تعرض لها»، فيما زار محققو اللجنة هذا الشخص يوم 28 أكتوبر 2011، حيث كان على الحالة الصحية نفسها من حيث عدم القدرة على التحكم الجسماني في النفس.
ووفقاً لمحكمة الاستئناف فإنه بعد زيارة المجني عليه بالمستشفى العسكري لمعاينته، وبعد استجواب الطبيب المعالج له ثبت أن محمد عرفان يعاني من نزيف وجلطات في المخ إضافة إلى وجود قطع في اللسان لم يصل إلى مرحلة البتر، فتم خياطة الجرح باللسان وتطلب الأمر إجراء عملية بالمخ لسحب النزيف واستلزم ذلك رفع غطاء الجمجمة والاحتفاظ بالغطاء لمدة أكثر من شهر ليتبين ورم في المخ نتيجة الاعتداءات التي تعرض لها المجني عليه في الرأس لم تسمح بإعادة غطاء الجمجمة مرة أخرى بسبب زيادة حجم المخ لتورمه وبعدما عاد المخ لحجمه الطبيعي أعيد غطاء الجمجمة مرة أخرى فتم خياطة فروة الرأس.