التقى حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى ال خليفة عاهل البلاد المفدى اليوم الأثنين مع قداسة البابا فرنسيس بابا الفاتيكان في مقر قداسته وذلك في اطار الزيارة التي يقوم بها جلالته الى حاضرة الفاتيكان تلبيةَ لدعوة تلقاها جلالته من قداسة بابا الفاتيكان.
وأكد جلالة الملك المفدى خلال اللقاء حرص مملكة البحرين الدائم على تعزيز وتوثيق علاقات الصداقة والتعاون مع الفاتيكان بما يسهم في ترسيخ مفاهيم المحبة والوئام بين الامم والشعوب وتحقيق السلام والاستقرار.
وأكد جلالة الملك المفدى خلال اللقاء أن توافق الديانات السماوية وتعدد الثقافات بحاجة إلى أن تصبح جزءاً من الحل، وليس جزءا من المشكلة، وكلاهما يجب أن يكونا متكاملين مع التنمية. وأن التنوع في المعتقد والثقافة واللغة ينبغي أن يكون هو الاصل الذي ننطلق منه، ولا نتعامل معه بمجرد دعوات للتسامح. وأن السبيل الوحيد للتنمية الناجحة هي تلك التي تنطلق من هوية المجتمع نفسه.
وأضاف جلالته أن تاريخ الحوار المسيحي المسلم يبين لنا أن التقدم يتحقق عندما يضع ممثلو الديانتين الخلافات جانبا والتركيز على مجالات التوافق، ولا سيما في القيم والمبادئ الأخلاقية التي تشترك فيها الديانات السماوية.
كما أكد جلالته ان مملكة البحرين تعمل على الدوام على تعزيز قيم التسامح والتعايش بين جميع الديانات ونهج الاعتدال والتسامح ونبذ التعصب والتشدد وتعظيم قيم الدين الاسلامي الحنيف التي تدعو الى اشاعة المحبة والسلام والتعايش بين الجميع.
وفي هذا الإطار أشار جلالة الملك المفدى الى استضافة مملكة البحرين لمؤتمر حوار الحضارات والثقافات تحت شعار (الحضارات في خدمة الانسانية) والذي شارك فيه اكثر من مائة وخمسين شخصية من مختلف دول العالم , منوها جلالته بأهمية التوصيات التي خرج بها المؤتمر والتي ركزت على التوافق ونبذ العنف الطائفي والمذهبي وخطاب الكراهية .
كما ثمن جلالة العاهل المفدى بكل التقدير والاعتزاز الجهود الطيبة التي يبذلها قداسة البابا فرنسيس وحاضرة الفاتيكان في مد جسور التفاهم والتعايش وتأكيد القيم الانسانية المشتركة التي تلتقى حولها مختلف الاديان والحضارات ونشر قيم التسامح والاعتدال.
وقد اشاد قداسة الباب فرنسيس بمملكة البحرين التي هي نموذج للتعايش والتسامح بين الاديان كما اشاد قداسته بما يلقاه كل اصحاب الديانات السماوية المقيمين في البحرين من رعاية رسمية واهلية.
كما تم خلال لقاء جلالة الملك المفدى وقداسة البابا التباحث على العمل من اجل نبذ التطرف الديني بكل اشكاله بما يحقق من ارساء التسامح والسلم الاهليين.
وقد وجه جلالة الملك المفدى الدعوة لقداسة البابا فرنسيس بابا الفاتيكان لزيارة مملكة البحرين في الوقت الذي يراه مناسبا.
وفي ختام اللقاء تمنى جلالته لقداسة البابا موفور الصحة والسعادة ودوام التوفيق في مساعيه الخيرة والإنسانية.