^  لن تترككم منظمات غربية ولا دول استعمارية ولا فارسية مادمتم باقين على نهج الله، وذلك لما يعرفونه من قوة الإسلام الذي استطاع أن يكتسح دولهم قاصية ودانية متى توحد أهله. لذلك نرى اليوم التحالف القائم بين الغرب وإيران وبعض الأحزاب في دول الخليج، إذ من خلالهم يستطيع الغرب أن يهدم معنويات المسلمين التي طالما هددت وجوده وحطمت غروره. ننقل لكم هنا مثالاً كيف يستطيع الغرب ضرب الإسلام؛ ونبدأ أولاً من تركيا حين أوجد الغرب مصطفى كمال أتاتورك، الذي استطاع من خلاله هدم الخلافة الإسلامية، وذلك حين ضخمت الدعاية الغربية عامة والإنجليزية خاصة الانتصارات المزعومة لأتاتورك، فانخدع به ملايين المسلمين وتعلقت به آمالهم لإصلاح الخلافة وإعادتها حتى سموه “خالد الترك” وخلع عليه رتبة “غازي”، ثم انتخب رئيساً شرعياً للحكومة وفاوض إنجلترا على الاستقلال، فأرسل أتاتورك “عصمت باشا”، ولما طالبه بمنح الاستقلال لتركيا رد عليه السفير الإنجليزي “إننا لا نستطيع أن ندعكم مستقلين، لأنكم ستكونون نواة يتجمع حولها المسلمون مرة أخرى، فتعود المسألة الشرقية التي عانينا منها طويلاً”، فما كان من أتاتورك إلا أن تعهد للإنجليز أن يزيل مخاوفهم، وأبلغهم بالموافقة على أي شروط يضعونها، فوضع السفير الإنجليزي “كرزون” الشروط وهي: أن تقطع تركيا صلتها بالإسلام، وأن تقوم بإلغاء الخلافة، وأن تتعهد بالقضاء على كل حركة يمكن أن تقوم لإحياء الخلافة، وأن تحل القوانين الوضعية محل الشريعة الإسلامية، وتضع لها دستوراً علمانياً مدنياً بدلاً من الدستور العثماني المستمد من الإسلام. وبعد موافقة أتاتورك تركت إنجلترا كل الأراضي ليظهروه بمظهر البطل صاحب الإنجازات والاستقلال، فطرد أتاتورك الخليفة وأسرته، وألغى وزارتي الأوقاف والمحاكم الشرعية، وحول المدارس الدينية إلى مدنية، واعتقل علماء الدين وأعلن الجمهورية التركية دولة علمانية. الأمر ذاته نراه يحدث اليوم، فمن تسهيل الغرب للخميني والدعاية الغربية التي جعلته منه بطلاً استطاع أن يخلع الشاه، وتمت تسميته بمرشد الثورة الإيرانية التي لاقت قبولاً من الدول العربية والخليجية، حتى اقتنع الجميع أنها ثورة لصالح الأمة الإسلامية حين أعلن عداءه الظاهري للغرب. كما ساعدته الدول الغربية على صناعة ترسانته الحربية لتجعل منه قوة يحسب لها، ومن خلال هذه القوة العسكرية والدينية يمكن أن يستبدل الغرب الفكر الجهادي المرتبط بالدين بفكر أخر يرتبط بقوة تحلم بإعادة مجدها الكسروي الذي حطمه الإسلام الجهادي، وبهذا تضمن الدول الغربية استمرار كيانها حين تنتهي الدول الإسلامية الكبرى التي تهدد مصالحها، فاستطاعت أن تقضي على العراق أولاً، ثم مصر ثانياً، والآن جاء دور دول الخليج وبدأ بالبحرين، إذ إن الهدف هو إنهاء الحكم الوراثي، لأنه السبب الرئيسي في بقاء هذه الدول قوية. وحين يكون فيها الأمن مستتباً يغيب الصراع على السلطة، لذا نرى القوى الانقلابية المدعومة من إيران والغرب تحاول إنهاء هذه الخلافة، بدءاً بالمطالبة بحكومة منتخبة بمصطلح “الشعب مصدر السلطات”، وكما نرى توسع قُطر المطالب حيث تحاول القوى الانقلابية في البحرين تحريض الشعوب الخليجية بالخروج عن طاعة ولي أمرها، وذلك عندما صرحت هذه القوى، الممثلة بجمعية الوفاق، واشترطت أن الاتحاد الخليجي مشروط باستفتاء الشعوب الخليجية وأن تكون فيه الحكومات منتخبة، أنه أمر لم تأت به الوفاق إنما هي الاستراتيجية الغربية الإيرانية التي تريد أن تحطم النواة التي يمكن أن يتجمع حولها المسلمون. ونرى هذا حين صرح الأمين العام للوفاق بأنه يسعى لإقامة دولة علمانية. إن اختلاق البطولات استراتيجية غربية منذ أيام أتاتورك والخميني، ونذكر هنا أيضاً حينما خلق الغرب شخصية بطولية أخرى حيث جعلت حسن نصرالله صاحب النصر الإلهي في حربها المزعومة في 2006، وما سحب إسرائيل لقواتها من مزارع شبعا إلا تكتيكاً غربياً -إيرانياً، حين عرفت أن المسلمين يلتفون حول الشخصيات الجهادية التي تصنع البطولات باسم الإسلام، وهو أمر لا يحتاج إلى توضيح، إذ نعلم أن أمريكا لو أرادت أن تقضي على نصر الله فلن يقف في وجهها أحد، وإن أرادت أن تقضي على إيران فستقضي عليها بسرعة، وها نحن نرى أكبر دليل على أن الغرب يصنع من إيران قوة كل يوم، حين سمح لها ببناء مفاعلها النووي على بحر الخليج العربي كي يضمن سكوت الدول الخليجية، وذلك حين يكون المفاعل النووي أول منشأة إيرانية سيتم ضربها. لكن ما هو السبيل؟ وما هي الطريق كي نقاوم هذه المؤامرة الغربية الإيرانية الخطيرة التي ينفذها عملاؤهم، الطريق أن نكون عباد الله المخلصين ونحطم الحلم الصفوي الذي لن يتحقق إلا إذا ألغيت الخلافة الوراثية السنية واستبدلت بدستور أتاتورك