استنكر سفير البحرين لدى المملكة العربية السعودية الشيخ حمود بن عبدالله آل خليفة دعوة حكومة قطر إلى تسييس الحج ومحاولاتها للسعي إلى تدويل الأماكن المقدسة خدمة للسياسة والمصالح الإيرانية، واصفاً إياها بـ"غير المسؤولة".

وقال لـ"الحياة" الجمعة إن البحرين تؤيد بقوة مواقف المملكة العربية السعودية كافة وخصوصاً تلك التي تعزز مكافحة الإرهاب الأممي العابر للحدود، مشدداً على أن بلاده تقف جنباً إلى جنب مع شقيقتها الكبرى المملكة العربية السعودية في مواجهة التحديات المصيرية التي تعترض دول مجلس التعاون والدول العربية والإسلامية، والتي تستهدف أمنها وسيادتها واستقرارها ورخاء ونماء شعوبها كافة.

وقال إن حكومة قطر تدعي أنها معنية بالدفاع عن الأمن والاستقرار في المنطقة، في الوقت الذي تدعم وتمول فيه المنظمات والجهات التي تنتهج سياسة التطرف والإرهاب والعنف والعدوان، ولهذا فهي تعمل على شق الصف الخليجي وزعزعة أسس مجلس التعاون.



وأكد أن الحديث عن تدويل الأماكن المقدسة الحرمين الشريفين في المملكة العربية السعودية اعتداء سافر على سيادة المملكة العربية السعودية وأمن واستقرار دول الخليج العربي، وتشويه للحقائق التاريخية السائدة منذ قيام الدولة السعودية الحديثة، وهو يصب في خدمة السياسات والأهداف الإيرانية المضادة لأماني دول المنطقة وشعوبها، إذ كانت حكومة الخميني أول من رفع مثل هذه المطالب التخريبية.

وأشاد بجهود المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، في خدمة الأماكن والمشاعر المقدسة وحماية حجاج بيت الله الحرام وتأمين أدائهم لمناسكهم في يسر وسهولة وبعيداً عن أي تمييز، وكفالة الأمن والاستقرار والسكينة لمواسم العمرة والحج والزيارة.

وأعرب عن اعتزاز بلاده ملكاً وحكومةً وشعباً بما تبذله المملكة العربية السعودية، وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، ونائب خادم الحرمين الشريفين الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، من جهود كبيرة بناءة ومخلصة لخدمة الإسلام والمسلمين، وتعزيز التضامن الإسلامي والعربي وحماية أمن الخليج العربي وحفظ استقراره، والحرص على تحقيق التنمية الشاملة لما يكفل للشعب السعودي حياته الكريمة العزيزة .

وأكد أن البحرين والسعودية والإمارات ومصر تقف موقفاً موحداً وثابتاً لمواجهة السياسة القطرية الرامية إلى زعزعة الأمن الخليجي والعربي والتدخل المباشر المرفوض في الشؤون الداخلية لهذه الدول كافة خدمة للمصالح الأجنبية، في الوقت الذي تزعم فيه حكومة قطر أنها معنية بتعزيز منظومة مجلس التعاون الخليجي.

ولفت إلى أن هذه الادعاءات القطرية التي تزعم أن السعودية تنتهج سياسة تمييزية ضد الحجاج القطريين غير صحيحة، وهي مخالفة للواقع القائم منذ أكثر من 80 عاماً، إذ يشهد العالم الإسلامي كله للمملكة العربية السعودية بجهودها العظيمة لخدمة الإسلام والمسلمين، وخصوصاً حجاج بيت الله الحرام ورعاية شؤونهم وتأمين مناسكهم، وتطوير خدمات الحج وتوسعة الحرمين الشريفين. ودعا سفير مملكة البحرين إلى تحييد شعيرة الحج والعمرة عن أي أهداف سياسية، مستنكراً المساعي والادعاءات القطرية في هذا الخصوص، التي تتماهى مع النهج الإيراني المتعمد بتحويل فريضة الحج إلي غايات سياسية لا تمت إليها بصلة.

وأشاد بالعلاقات الأخوية والتاريخية الوطيدة والمميزة التي تربط البحرين بالسعودية على المستويات كافة، مشيراً إلى أنها تستند إلى دعائم متينة وراسخة من المحبة والمودة والإخاء والتفاهم والعمل المشترك.

وجدد شكر البحرين وتقديرها العالي للدعم الذي تحظى به بلاده من خادم الحرمين الشريفين وحكومة المملكة العربية السعودية في جهودها لحفظ أمنها واستقرارها، إزاء التدخلات الإيرانية والقطرية المستمرة في شؤونها الداخلية.

وأكد أن تدخلات الحكومة القطرية تمس جميع الأشقاء في الدول العربية والإسلامية ولم تترك أمام الدول الأربع خياراً لحفظ الأمن والاستقرار في هذه الدول إلا باتخاذ الإجراءات الأخيرة، دفاعاً عن سيادتها وحماية لهويتها ووجودها، مشيراً إلى أن حل الأزمة التي تسببت بها حكومة قطر يكمن في الإطار الخليجي، وليس بالهرب إلى التدخلات الأجنبية والقفز عن الأسباب الحقيقية للمشكلة.