أربعة أشهر وبضعة أيام تفصلنا عن الاحتفال بالعيد الوطني الـ 46 لمملكة البحرين وعيد جلوس حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه، ويوم الشهيد، هذه المناسبات العزيزة على قلب كل مواطن ومقيم على أرض البحرين الطيبة. وقد دأبت الجهات الحكومية المختلفة، مشكورة كل عام على الاحتفال بهذه المناسبات كلٌ بطريقته وبرنامجه المختلف والمنفصل.

أتمنى أن نرى هذا العام لجنة عليا للاحتفال بهذه المناسبات الحبيبة إلى قلوبنا. لجنة عليا برئاسة شخصيات عليا وتضم في عضويتها ممثلين رفيعي المستوى عن وزارات الإعلام والشباب والخارجية والداخلية والتربية وهيئة الثقافة وإدارة السياحة والمجالس البلدية وجميع الجهات الحكومية الأخرى ذات الصلة.

لجنة عليا تضع شعاراً رسمياً وموحداً للاحتفال بالعيدالوطني الـ 46 للمملكة. شعارٌ ذو كلمات مختصرة ذات مضامين كبيرة ومتعددة ويعكس رسالة البحرين التي تود إرسالها واستحضارها طوال العام المقبل، للعالم ولمواطني ومقيمي البحرين.

لجنة عليا تضع الجدول الزمني للفعاليات المختلفة المحلية والخارجية وذلك توحيداً للرؤى وتضافراً للجهود، من أجل إنجاح كافة الفعاليات ولتجديد روح الولاء والانتماء للوطن والقيادة الرشيدة، وإعلاءً للقيم والموروثات البحرينية الأصيلة، وإظهاراً لمشاعر الفرح والسرور للمواطنين والمقيمين بهذه المناسبات العظيمة.

إن الاحتفال بالعيد الوطني المجيد هذا العام، يجب أن يستحضر معه تاريخ البحرين الزاخر بالعطاء وكل الجهود والتضحيات التي تم بذلها حتى تحقق الاستقلال، وأن يعكس كل الإنجازات التي قفزت بالمملكة إلى مصاف الدول المتقدمة والمتطورة في جميع النواحي والمجالات. كما أن الاحتفال بعيد جلوس حضرة صاحب الجلالة عاهل البلاد المفدى، يجب أن يكون رسالة البحرين للعالم أجمع بما تحقق من إصلاح في العهد الزاهر لصاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، حفظه الله، وبالتطوات والنهضة الشاملة التي شهدتها البحرين خلال سنوات حكمه الميمون، والخطوات التي اتخذتها الحكومة الموقرة للارتقاء بمستوى المعيشة للمواطن والمقيم، والتي جعلت من المملكة مقصداً وخياراً مفضلاً للعيش من بين جميع دول العالم، وفي طليعة الدول من حيث مقياس مؤشرات التنمية البشرية العالمية. كذلك فإن الاحتفال بعيد الشهيد هذا العام، يجب أن يجسد تقدير البحرين قيادة وشعباً للرجال الذين بذلوا نفوسهم من أجل البحرين، وسقوا بدماءهم الذكية أمن البحرين وأمانها وشاركوا إخوانهم في قوات التحالف العربي نصرةً لأشقائهم ودفاعاً عن الشرعية واستقراراً لبلدانهم.

الاحتفالات هذا العام نريدها كرنفالات متواصلة من الفرح والبهجة والبرامج الشيقة الجميلة تبرز تلاحم الشعب والقيادة، وتعززالولاء والانتماء، وعلى مستوى عالٍ من الإخراج يليق باسم البحرين ومكانتها العالمية وبعظمة المناسبة وتغطي كل مناطق البحرين. احتفالات يشارك فيها المواطن والمقيم، المسؤول والموظف، الكبير والصغير. رسالة حب وأمل من البحرين وللبحرين، تتجاوز حدود البحرين لتصل لبقاع الأرض قاطبة، تحكي حكمة قيادة وعظمة شعب لا تلين عزيمته ولا تخبو همته، وهذا لن يتسنى إلا بلجنة عليا تجمع مقترحات الفعاليات والنشاطات المختلفة من جميع الجهات، وتخطط وتنسق وتسهّل وتبدع من الآن في إدارة هذه الفعاليات والنشاطات وتوظف لها الطاقات والإمكانيات لترسم لوحة جميلة اسمها «البحرين تفرح». فهل نرى هذه اللجنة هذا العام؟ وهل تشحذ الهمم والطاقات كي نستعد لأفراحنا القادمة بعد شهور قليلة؟ هل ننطلق من محلية احتفالاتنا السنوية الروتينية إلى رؤية جديدة بحرينية الهوى والسمات، عالمية الرسالة وذكية الأبعاد؟ أتمنى ذلك، ولا زال في الوقت متسع بهمة الرجال وطاقات الشباب.