المباراة: المانيا الغربية - المجر 3-2 (2-2)
تاريخ اقامتها: 4 تموز/يوليو
الملعب: برن (سويسرا)
الجمهور: 60 الف متفرج
الحكم: الانكليزي وليام لينغ
الاهداف:
المانيا الغربية: مورلوك (10) وران (18 و84)
المجر: بوشكاش (5) وتشيبور (8)
=التشكيلتان=
------------
0 المانيا الغربية: توريك- بوسيبال وكوهلماير وايكل وليبريخ وماي وران ومورلوك واوتمار فالتر وفريتس فالتر وشايفر. المدرب سيب هربيرغر
0 المجر: غروسيتش- بوزانسكي ولانتوس وبوشيك ولورانت وزكرياس وتشيبور وكوتشيش وهيدجيكوتي وبوشكاش وتوث. المدرب غوستاف شيبش.
لم يكن يساور اشد المتشائمين بان المجر ستخرج فائزة على المانيا الغربية في المباراة النهائية وتحرز باكورة القابها العالمية خصوصا ان المنتخب لم يعرف طعم الهزيمة في 33 مباراة حيث فاز في 27 وتعادل في 6 في العاميين الماضيين اشهرها الانتصار التاريخي على انكلترا مهد الكرة 6-3 في عقر دارها ملعب ويمبلي وهي كانت الهزيمة الاولى لها في هذه القلعة.
اضف الى ذلك بان المنتخبين التقيا في الدور الاول واسفر لقاؤهما عن فوز كاسح للمجر 8-3.
وكان المنتخب المجري يعيش عصره الذهبي بقيادة فرانك بوشكاش وساندور كوتشيش وتسيور وزكريا وغروشيش.
وكان مدرب منتخب المجر الشهير غوستاف شيبيش حذر قبل المباراة من مغبة اعتبار ان الكأس اصبحت في خزائن المنتخب بقوله: "عدونا الاساسي ليس التعب الجسدي بل الضغوطات الكبيرة الملقاة على عاتق اللاعبين".
وبذل المنتخب المجري جهودا كبيرة في الدورين السابقين لتخطي البرازيل في ربع النهائي في مباراة اطلق عليها لقب "معركة برن" للخشونة الزائدة التي حفلت بها، ثم ضد الاوروغواي في نصف النهائي.
اقيمت المباراة في جو ماطر وحضرها نحو 60 الف متفرج بينهم 15 الف الماني. وحام الشك قبل بداية المباراة حول مشاركة بوشكاش المصاب لكن المدرب قرر المغامرة واشركه اساسيا.
وضغط المنتخب المجري منذ البداية وتصدى الحارس الالماني توريك لمحاولة كوتشيش هداف البطولة حتى الان برصيد 11 هدفا في الدقيقة الرابعة، ثم ما لبث بوشكاش ان افتتح التسجيل بعد دقيقتين مستغلا دربكة امام المرمى الالماني.
وما لبث المنتخب المجري ان سجل هدفا ثانيا بعد دقيقتين ايضا عندما مرر المدافع كوهلماير كرة الى الوراء باتجاه حارسه اذي فشل في تشتيتها ليعيدها تشيبور داخل المرمى.
وخيل للجميع ان المباراة التي لم يمض على بدايتها سوى 8 دقائق قد انتهت فعليا في مصلحة المنتخب المجري، لكن الالمان سرعان ما قلصوا الفارق عبر مورلوك مستغلا تمريرة عرضية من شايفر (10).
وكم كانت مفاجأة الجميع وخصوصا المجريين كبيرة عندما ادرك الالماني التعادل بواسطة هلموت ران اثر ركلة ركنية رفعها القائد فريتس فالتر لتبدأ المباراة من جديد.
وضغط المجريون مجددا وتصدى توريك ببراعة لكرة قوية سددها هيدجيكوتي (24)، ثم اصابت كرة الاخير العارضة ايضا (26)، وتغاضى الحكم الانكليزي لينغ عن احتساب ركلة جزاء لمصلحة المجر اثر مخاشنة كوتشيش داخل المنطقة (37).
ولم تتمكن المجر من التقدم مجددا وبدا بوشكاش ليس على ما يرام لانه لم يشف تماما من الاصابة.
وانفرد بوشكاش بالحارس الالماني واضاع فرصة ذهبية في مطلع الشوط الثاني، وانقذ كوهلماير مرماه من هدف اكيد عندما ابعد الكرة التي سددها توث قبل ان تجتاز خط المرمى، كما سدد كوتشيش الذي يطلق عليه لقب "الرأس الذهبية" كرة رأسية ابعدتها العارضة (57).
وسنحت فرصة ذهبية امام المجر عندما سدد تشيبور كرة قوية فشل توريك في السيطرة عليها ليطلقها هيدجيكوتي عاليا والمرمى مشرع امامه من مسافة قريبة (79).
وفي الدقيقة 84 جاء الفرج لالمانيا عندما استخلص شايفر الكرة من بوتشيك ومررها باتجاه فريتز فالتر الذي مرر كرة امامية باتجاه الجناح ران فقام الاخير بفاصل مراوغة وهيأ الكرة لنفسه قبل ان يطلقها بيسراه قوية من 20 مترا لتعانق شباك الحارس المجري وسط صدمة في المدرجات.
وحاول المجريون في الدقائق الست الاخيرة انقاذ الموقف لكن الدفاع الالماني وقف بالمرصاد لجميع محاولاتهم ليحققوا انجازا مدويا.
لقد خسر المجريون اول مباراة لهم في ست سنوات، المباراة التي كانت ستمنحهم اغلى لقب عالمي.
وتسلم قائد المنتخب الالماني فريتز فالتر الكأس من رئيس الاتحاد الدولي الفرنسي جول ريميه غير مصدق حجم الانجاز الذي حققه منتخب بلاده، في حين كان اللاعبون المجريون جاثمين كالتماثيل ولم يقووا على الحراك.
وبعد المباراة اعتبر المدرب الالماني سيب هيربرغر الذي استلم تدريب المنتخب قبل 18 عاما: "ان السبب الاساسي في الفوز هو الروح الجماعية التي تميز بها افراد المنتخب".
ولخص بوشكاش ما حصل له ولزملائه بالقول بعد نحو 15 عاما عندما تولى تدريب باناثينايكوس اليوناني: "منذ نهائي عام 1954 لا يمكن ان يحصل لي ما هو اسوأ مما حصل ذلك اليوم، لقد كان شعور رهيبا".