شلّة رائعة، وسيجارة أروع، وتعليقات ونكت وضحكات يضجّ لها المكان!. ذلك أجدى من النوم باكرا بالنسبة لكثير من الشباب، يتجمّعون في المقاهي، وعلى حواف الشوارع، وعند مضامير المشي.
محمد علي أحد هؤلاء، "لن أبيع هذه الساعات بمال الدنيا!، أشعر فيها بحريتي وانطلاقي دون قيد!..، فماذا يضير الآباء لو قضينا الليل سهرا؟! لماذا لا يتركونا نهنأ بحياة العزوبية قبل الانشغال بالزوجة والأولاد؟!".
يضيف علي: الغريب أن أبي كثيرا ما يأسف على أيام الشباب والعزوبية، ويصفها بالرائعة، لكنه يعنّفني عندما يجدني أدخل البيت بعد شروق الشمس! وعندما أذكّره بأقواله، يحذّرني من آثار السهر على الجسم، رغم أني مازالت في عزّ شبابي"!.
عند عمود الاضاءة
كذلك يجد اسماعيل صالح، سعادته في السهر ليلا.. "سعادة وهناء وخلو بال، وليس أمرا سيئا كما يتصور الآباء"!. ويوضّح "عندما أسهر، أجد متسعا من الوقت، استثمره في مذاكرة دروسي.. كنت أيام الثانوية، أجلس مع الأصدقاء لنذاكر للامتحان، وحتى اليوم وبعد أن دخلت الجامعة، أراجع المحاضرات في السيارة مع الأصدقاء.. صدقني، أشعر بسعادة غامرة وأنا أركن السيارة عند عمود الإضاءة، ثم أفتح المذكّرة، أراجعها وأنا أدخن، وأرى الأصدقاء أمامي يضحكون ويعلقون سعداء في الليل الجميل"!.
فضيلة التواصل
محمود سيد علي، يحقق له السهر، فضيلة التواصل، "جميع الناس يعتبون على بعضهم أنهم لا يتبادلون السؤال، فحتى "الواتسب"، يتحمّسون له بداية، ثم يتركونه، زاعمين أن مطالب الحياة لا تترك لهم مجالا للسؤال. أمّا أنا شخصيا، فأتواصل مع أصدقائي ومعارفي يوميا، أعرف أحوالهم، ومتى غاب أحدهم، تلفنت له سائلا عنه، ومتى عرفت أنه في مأزق ساعدته مع الأصدقاء".
ليس ذلك وحسب، فسيد علي، متيقّن من أن السهر يؤثر ايجابا على الصحة، "إن إحساس الإنسان بالوحدة أكثر ما يؤثر في الإنسان، ودليل ذلك أن الإنسان متى تقدّم في السن؛ وأحسّ أن جميع من يعرفهم ماتوا، ينهار نفسيا ويعجّل برحيله. كذلك نحن كشباب، عندما نجتمع مع بعضنا نشعر بالسعادة والقوّة، والحقيقة أن الانسان لا يقابل أصدقائه سوى في هذا المكان، في سهرة جميلة من سهرات.