قال مواطنون بحرينيون وخليجيون إن مجلس التعاون حقق كثيراً من طموحات شعوب دوله، بينما مازالت الآمال معقودة على تحقيق حلم الاتحاد بأسرع وقت ممكن، معبرين عن سعادتهم بالاحتفال بالذكرى الثالثة والثلاثين لإنشاء مجلس التعاون الخليجي، معتبرين أنفسهم من جيل عاصر نشأة المجلس وكبر معه، وشهد تعاظم دوره عاماً بعد آخر، ولمس إنجازاته.
وقال رئيس جمعية مجالس العائلات البحرينية جاسم بوطبنية إن الجمعية لها الشرف الكبير في استكمال دور مجلس التعاون الخليجي، حيث استطاعت جمعية مجالس العائلات البحرينية أن تخطو خطوات واسعة نحو التعاون على المستوى الشعبي وتحت مسمى «رابطة مجالس الخليج العربي»، والتي أقامت الكثير من الفعاليات والأنشطة، ويتم تبادل الزيارات بين مجالس دول التعاون في المناسبات، معرباً عن تمنياته لتوسع قاعدة المجالس الشعبية الخليجية والتي غطت أكثر من 60% من المجالس بجميع دول المنطقة.
وأضاف بوطبنية: استطعنا في الفترة الماضية تكوين علاقات جيدة في دول المجلس وقد لاقت استحسان الجميع ونتشرف بأن الفكرة أساساً منبتها مملكة البحرين الرائدة في الكثير من الأنشطة الخاصة بعلاقات دول المجلس، ويتشرف مجلس بوطبنية كل أسبوع باستضافة خليجيين من كل دول مجلس التعاون، ولعل أبرز الأنشطة التي قامت بها جمعية مجالس العائلات البحرينية مؤخراً هو تقديم العزاء لعائلة شهيد الواجب الضابط الإماراتي طارق الشحي الذي بذل حياته دفاعاً عن مملكة البحرين.
وأعرب الناشط الاجتماعي أسامة الشاعر عن سعادته بالذكرى الثالثة والثلاثين لإنشاء مجلس التعاون الخليجي، قائلاً إن المجلس ومنذ إنشائه عمل على تنسيق التعاون والتكامل بين دوله في كافة المجالات الاقتصادية والاجتماعية والأمنية والسياسية، وقد شعر كل خليجي يعيش بدول الخليج بتلك الإنجازات بشكل أو بآخر، فقد كانت هناك كثير من المعوقات في تنقل المواطنين بين دول المجلس تمت إزالتها، وقد أسهم التنسيق الأمني في الحفاظ على قوة دول التعاون في التصدي لأي تهديدات خارجية.
ومن الكويت رفع وزير الإسكان الأسبق يحي السميط أسمى آيات التهاني والتبريكات إلى قادة دول مجلس التعاون الخليجي بهذه المناسبة العزيزة على قلب كل مواطن خليجي، مردفاً أن مجلس التعاون الخليجي رسخ منذ إنشائه أسس تعميق الروابط والصلات بين شعوبه وجعلها شغله الشاغل، حيث يعمل مسؤولو دول التعاون على مدار العام بإخلاص في تذليل العقبات لصالح أبناء الخليج، وإيجاد سبل التعاون لما فيه مصلحة شعوب المنطقة، من خلال التكامل الاقتصادي بهدف إيجاد أفضل سبل الحياة الكريمة للمواطن الخليجي أياً كان موقعه.
من جانبه، أشاد المهندس بشركة بترول كويتية عبدالمحسن القحطاني بالذكرى الثالثة والثلاثين لتأسيس مجلس التعاون الخليجي، مؤكداً أن ما تحقق أثلج صدر كل خليجي بدول المجلس، بينما يأمل الجميع لإنجازات أكبر للوصول إلى مرحلة الاتحاد الخليجي وهو حلم يعيشه الخليجيون منذ فترة طويلة ويتمنون تحقيقه خلال وقت قريب، عاقدين في ذلك الآمال على قمة خليجية تخرج بقرار تاريخي يعلن عن الاتحاد. ومن المملكة العربية السعودية أوضح الفنان هشام الغامدي أن العلاقات بين الدول الأعضاء تحمل الكثير من السمات المشتركة والأنظمة المتشابهة، ومنبعها وحدة التراث بين المجتمع الخليجي، والانتماء لأرض واحدة وعقيدة واحدة، فلا شك أن تبقى مصالح شعوبها مشتركة ومتحدة في أهدافها، مؤكداً أن هذا التعاون المستمر منذ عقود لم يكن بدايته في ثمانينات القرن الماضي، بل إن مجلس التعاون الخليجي هو المؤسسة الرسمية لما كانت عليه علاقات المجتمعات الخليجية منذ مئات السنين. وقال المدير الإقليمي لجريدة البلاد ومجلة اقرأ بالمنطقة الشرقية حمود الزهراني إن الذكرى الثالثة والثلاثين على تأسيس مجلس التعاون لدول الخليج العربي تأتي متزامنة مع سعي أبناء المنطقة لتقوية أواصر الترابط والعلاقات الأخوية تحسباً لمواجهة التحديات التي تواجهها دول المجلس، وفي ظل حرص القادة على التطوير وتنفيذ القرارات التي من شأنها دفع مسيرة التعاون الخليجي إلى الأمام من أجل مصلحة ومستقبل أبناء دول المجلس.
وأضاف الزهراني أن أمن واستقرار الخليج يستدعي مزيداً من العمل في منظومة دول مجلس التعاون الخليجي، وذلك نظراً لتعاظم المخاطر الخارجية التي تواجه المنطقة. وأوضح أن التنسيق والتعاون والتكامل فيما بين دول الخليج يخدم الأهداف السامية للأمة العربية بأكملها، معرباً عن آماله في تحقق الاتحاد الخليجي بأسرع وقت ممكن لأنه بات ضرورة ملحة تفرضها الظروف السياسية والأحداث العالمية المتلاحقة، مشيراً إلى أن مصالح الدول تنبع من متطلبات شعوبها، ومن المؤكد أن المصالح الخليجية لشعوب المنطقة مشتركة في جميع المجالات، مما يعزز فكرة الاتحاد ويعطيها الزخم الشعبي.
ومن دولة الإمارات العربية المتحدة أكد الإعلامي والشاعر عبدالله الشحي أن الإرادة السامية لقادة دول مجلس التعاون الخليجي تصب في مصلحة مواطنيهم بشكل لا يقبل الجدل، لكن القرار السياسي الموحد يحتاج إلى المزيد من العمل برؤية مستقبلية منفتحة وتؤسس لتعظيم القوة الإقليمية لدول مجلس التعاون الخليجي، فقد بات الأمن هو الهاجس الأول لكل دول العالم، ولن يتحقق ذلك إلا بتضافر الجهود وتوحيد القوى والقرارات السياسية، ليلمس كل إنسان الشعور بالأمان.
وعلى الصعيد الاقتصادي شدد الشحي على ضرورة اتباع المنهج العلمي والتخطيط الاستراتيجي للمنظومة الخليجية بشكل موحد، فلا يمكن تحقيق إنجازات اقتصادية مؤثرة في العالم دون توحيد الجهود وإقامة اقتصادات عملاقة تعبر عن دول المجلس وتستطيع أن تغير خريطة المصالح الاقتصادية في عالم اليوم، لافتاً إلى أن التكتلات الإقليمية باتت سمة العصر.
وأكد أن الثقل الخليجي كبير لكن لم يتم الاستفادة منه بشكل مرضٍ ويحتاج لمزيد من المشاريع الاقتصادية المشتركة بين الدول الأعضاء، ولعل أبرز تلك المشروعات وأحدثها توحيد تسعير وشراء الأدوية الذي عاد بالنفع الكبير على مواطني دول التعاون، كما إن مشروعات أخرى مثل الاتحاد الجمركي، والسوق الخليجية المشتركة، والاتحاد النقدي والاقتصادي، لها مردود كبير يتعاظم يوماً بعد آخر.