انها مغامرة، وليس أمرا محسوب عواقبه؛ أن ينقلب انسانا على عرف اجتماعي، رغم ان كثيرين يجدون في الأعراف تعارضا واضحا مع الدين!.
أسباب ذلك متعددة كما ترى خديجة صالح، "لا يمكن بأيّ حال من الأحوال أن تتصادم مع أعراف شكّلت جزءا من نسيجك النفسي، وعلاقاتك الإنسانية! إنك عندها؛ تعرّض نفسك لحرب لا هوادة فيها، ولست على استعداد لها"!.
خديجة في الثلاثين من عمرها، أعجبها زميل في العمل، ورغبت في الاقتران به، لكن حياءها والتربية المحافظة التي عاشت وسطها؛ منعتها من أن تصارحه بمشاعرها، "حاولت.. لكني لم أستطع أن أكسر هذا التابو البغيض، وكان أمرا متوقعا أن أراه يوما بصحبة زوجة غيري"!.
شباب شيوخ
لكن محمد حسن، اقترن بالمرأة التي يهوى، متحديا الجميع، لذا يعجب من شباب، لا يستطيع أن يقهر عرفا اجتماعيا، "كيف لي أن اعتمد على شاب مثل هذا؟! انها مسألة تكشف أن شبابنا ليسوا على قدر المسؤولية!، في عز قوته وصحته، لا يصر على أمر يؤمن به؟! متى يستطيع ذلك اذن؟! عندما يشيخ"؟!.
ويذكر حسن، "وقف الجميع بوجهي، قالوا كيف لشاب أن يقترن بأرملة تكبره بعدة أعوام؟!! لكنّني اندفعت، ولم أتراجع، وقد لمست النتيجة الرائعة لقراري، فأنا اليوم في قمّة السعادة.. تعلمت من هذا الموقف أن لا أترك لشيء أن يعيقني ولا حتى الأعراف الاجتماعية!".
تبني يتيم
أمّا "ف.. ن" فحكايتها حكاية! لذلك اكتفت بحروف اسمها الأولى. لقد اقترنت بشابّ طيب القلب، وبعد فترة اكتشف أنّه لا ينجب، وبعد محاولات شتّى، دبّ اليأس إلى زوجها، فطلب منها أنّ يكفلا يتيما، لكنها ترفض ذلك، لعجزها عن مجارات كلام الناس، "هناك عادات وتقاليد وأعراف؛ لا يمكنني تجاوزها!، أنا لم أشاهد أحدا من أقاربي أو صديقاتي قمن بمثل هذه الخطوة!، فماذا سيكون موقفي عندما آتي بطفل لم أنجبه وأقوم بتربيته أمام أنظارهم"؟!.
سوء فهم
لكن عبدالحميد ابراهيم، لا يجد في الأعراف الاجتماعية، مشكلة، بل يرى أن الخلل في الفهم القاصر، "جمعتني علاقة صداقة بفتاة في الجامعة، كانت ناقمة أشدّ النقمة على الأعراف الاجتماعية، وبعد مناقشات عدة اتضح لها أن هناك سوء فهم كبير لدى الشباب والشابات بخصوص هذا الموضوع، فهم لا يفهمون العرف أنه "ما تعارف عليه النَّاسُ في عاداتهم ومعاملاتهم"، وأن الأعراف الاجتماعيَّة "هي العادات وما استقرّ عليه الناسُ في تصرُّفاتهم في المجتمع"، بل يفهمون العرف أنه سلوكيات عفا عليها الزمن لا تستقيم مع حاضر اليوم!.