جعفر الديري:
حتّى اليوم ورغم بلوغه الأربعين من عمره؛ لايزال علي مجيد يشعر بأثر الفنان عادل إمام في شخصيته، لقد أحبّ هذا الفنان منذ أن شاهد أفلامه الكوميدية منها والجادة، ومنذ ساعتها وهو يقلّده في حركاته وطريقة ضحكة.
مجيد ورغم استيعابه أخيرا أن هذا التقليد لا يليق برجل راشد، يجد نفسه عاجزا عن الخروج من أسر عادل إمام، فهو في كل حركة تصدر عنه يلوح له وجه هذا الفنان!.
الحالات التي تشبه حالة مجيد كثيرة، وإن اختلفت حدّتها بين شخص وآخر، فهناك كثيرون يعشقون الفنانين ويتأثرون بهم أشدّ التأثر...
"برسلي" وبس
أمين محمد، مثلا لايزال يحتفظ في غرفته بصورة لمغنّي الروك الأميريكي الفونس برسلي، رغم أنه مات وشبع موتا، "في أداء برسلي تجد الانطلاق دون قيود، الشباب المتفجّر، تعجبني طريقته في الرقص، فهو يتحرّك بخفّة ويغنّي بانفعال".
تأثّر أمين، ببرسلي كبر معه منذ أن كان مراهقا، وإذا كان أيام مراهقته يتعب كثيرا من أجل الفوز باسطوانة له، فهو سعيد اليوم أن يجد جميع الاسطوانات متوافرة في موقع "يوتيوب"، "إنها حالات نادرة أن تجد فنانا مدهشا مثل برسلي، وإذا كان البعض اتهمه بأنّه سرق أغاني الزنوج، فإن التاريخ لا يرحم، فهو لايزال حاضرا في عقول الناس، وأعتقد أن شباب اليوم لو اطلعوا بشكل جيد على انتاج برسلي، لتأثروا به غاية التأثر".
"سعاد" المدهشة
بدورها لا تتوقّع أمل عبدالله أن تشاهد يوما ممثلة تقارب سعاد حسني في أدائها وخفة دمها، "لقد ذهبت سعاد بالفن المصري والعربي، ومن الصعب أن يجود الزمان بمثل سعاد"!.
تؤكد أمل أنّ جميع بنات جيلها تأثرن بسعاد حسني، "من تنكر ذلك تكذب!، لقد ملأت حياتنا بأدائها الرائع، فأنا شخصيا يسعدني كثيرا أنّ صديقاتي يصفن ضحكتي بأنها تشبه ضحكة سعاد، وأختي مثلا استفادت جدا من طريقة سعاد في النظر إلى الناس، لقد ملأتها هذه النظرة ثقة بنفسها، وكذلك إحدى صديقاتي أعجب بها شاب ممتاز، عندما وجدها تقلّد سعاد في طريقة لبسها وتسريحة شعرها".
وتضيف أمل: لقد ظهرت سعاد رائعة في مجمل أفلامها، وفيلم "إشاعة حب" بالتحديد، جعلني أتعلق بها، اذ كانت فتاة جميلة وناعمة ولطيفة للغاية، حتى صوتها وطريقة كلامها كانت تأسر الجميع! الحقيقة أني أحب سعاد لدرجة الهوس!.
الساحر "عادل أدهم"
أما حسن محمود، فله وجهة نظر عامّة بشأن الفنانين، اذ يعتبرهم جديرين بالاكبار، لأنهم يقدّمون ما يسعدنا وكأنهم شمعة تذوب من أجلنا.
يحبّ حسن الفنانين بشكل عام ولا يخصّ أحدا بالذات بالاكبار والتقليد، لكنه لا ينفي أن هناك فنانين بالتحديد كانوا ولايزالون ذوي تأثير سحري عليه، "عادل أدهم مثلا أحبّه كثيرا، فمنذ أن شاهدته في فيلم "المجهول"، من بطولة نجلاء فتحي وعزة العلايلي، وأنا معجب بأدائه وبشخصيته، إن له كريزما خاصّة، من الصعب أن تتناساها".
ويعرب حسن عن استيائه من أن هذا التراث العظيم، لا تقدره جميع الفضائيات، فهي تعيد عرض أفلام حديثة عشرات المرّات وكأنها تتبادل الفيلم فيما بينها، بينما لا تعرض تلك الأفلام العظيمة، "فيلم المجهول مثلا، لم أشاهده سوى مرّة واحدة منذ عام تقريبا في روتانا سينما، ولا أعلم لماذا تغفل بقية القنوات عن عرضه مقابل اهتمامها بأفلام حديثة يؤديها مهرّجون شباب"!.