جعفر الديري:
هذه ليست مجرد قصص من وحي الخيال؛ انها حالات انسانية، لنساء بحرينيات هنّ قدوة في كل شيء، وأروع ما فيهن وفاءهن الزوجي رغم الحال الصعبة، والضغوط الشديدة. تسنى لنا أن نجلس معهن، فكشفن عما في قلوبهن، واحتفظن بأسمائهن الحقيقة!.
مرض خطير
لم يكن يدور بخلد فاطمة "..." أن زوجها قوي الجسم، يمكن أن يخترمه المرض الخطير؛ كان شابّا وسيما قسيما محبوبا من الناس ومن زملاء العمل، يكنّ لها من الحب الكثير، لكنه أيضا دون مستواها المعيشي. وإذا كان أبويها لم يجدا في انخفاض مستوى الشاب المادي؛ مبرّرا لرفض الشاب والتدخل في قراراتها، فإن إصابة الشاب بالمرض، وعلمهما بأن رحلة العلاج طويلة ربما تنتهي بالموت! شجعهما على الضغط عليها بالتخلي عنه، لكنّها رفضت ذلك، وأصرّت أن تكون إلى جانبه!.
علاقة قدسية
كان زوج خديجة "..." فلاحا، وكانت سعيدة معه، لا تجد من أسباب الألم سوى النزر اليسير، حتى شاء الله تعالى أن يختبره ويختبرها. كان في أعلى الشجرة عندما هوى إلى الأرض على ظهره، فتحوّل بقدرة قادر إلى رجل عاجز، وتحوّلت من امرأة سعيدة إلى امراة تحمل همّها وهم زوجها!. والرجل الذي يحب زوجته لم يكن بغافل عمّا تعانيه، كان يطالعها برأفة امتزجت بالحب الكبير الذي صنعته الألفة والمودّة بين الزوجين، حين قرّر أن يطلّقها. لم يكن راغبا بتعذيبها وهي لاتزال شابة، وعندها لم تجد مندوحة دون الذهاب إلى رجل دين يقدّره الناس، شكت زوجها إليه، وسألته التدخل لكي لا تنقطع تلك العلاقة القدسية بينها وبين زوجها. طالعها زوجها بعينين ملؤهما الدموع، ثم قال: إنما أردت أن أجنّبك الشقاء معي؟ ردت بانفعال: أنا لست امرأة عديمة الخلق، لكي أتخلّى عن زوجي في محنته!.
لأجل ولدي
ما الذي يجعل بتول "..." هذه السيدة المحترمة؛ تصبر كل هذا الصبر على هذا الزوج! يعود كلّ ليلة إلى بيته غير قادر على صلب عوده! فيجدها وقد افترشت سجّادة الصلاة وأخذت بتلاوة كتاب الله تعالى، وعينيها شاخصتان نحو وحيدها!. ينثال عليها ضربا، ثم يلقي بنفسه في أي مكان، ليستيقظ صباحا، فلا يعنى بها ولا بولدها، لكنها صابرة ولاتزال من أجل وحيدها!.
شاهد على الحب
النسوة اللاتي عرفنها، مازلن يذكرنها بالخير رغم انتقالها إلى الرفيق الأعلى منذ عام كامل. سوسن "..." التي أحبّت زوجها، أخلصت له حتى الرمق الأخير. رفضت الزواج بعد موته، رغم شبابها وجمالها. لم تسلو يوما عن زيارة قبره، والدعاء له بالمغفرة والرحمة. كانت من الحزن بحيث خشي عليها أهلها أن تموت! لكن الله تعالى قدّر لها أن تعيش لتكون شاهدا على مبلغ الحب الذي جمع بينها زوجها!.