عواصم - (وكالات): حذرت روسيا، الخميس، الولايات المتحدة من أنها سترد على قوات سوريا الديمقراطية، بعد أن اتهمتها بقصف قوات النظام السوري.

وفي التفاصيل، اتهمت روسيا الخميس قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من واشنطن بإطلاق النار على قوات النظام السوري بالقرب من دير الزور شرق سوريا ، وحذرت الجيش الأمريكي بالرد على أي حادث جديد من هذا النوع.

وقال الناطق الرسمي باسم وزارة الدفاع الروسية الجنرال إيغور كوناشينكوف من الجيش الروسي في بيان إن "القوات السورية تعرضت مرتين لقصف كثيف من مدافع ومدافع هاون انطلاقاً من مواقع على الضفة الشرقية لنهر الفرات حيث ينتشر مقاتلو قوات سوريا الديمقراطية والقوات الخاصة الأمريكية"، مضيفاً أن أي محاولة جديدة من هذا النوع ستستتبع رداً "على الأماكن التي ينطلق منها إطلاق النار".



وأعلن أنه تم إبلاغ ممثلي قيادة القوات الأمريكية بشكل صارم، بأن محاولات القصف من مناطق تواجد قوات "سوريا الديمقراطية" ستواجه رداً فورياً.

وجاء في بيان الجيش الروسي "ستتعرض المواقع التي ينطلق منها اطلاق النار في هذه المناطق على الفور للضرب بكل التجهيزات العسكرية المتوافرة".

إلى ذلك، أعلن أن وسائل المراقبة الروسية ترصد عملية نقل مسلحي "سوريا الديمقراطية" من الرقة إلى المناطق الشمالية لدير الزور.

ولفت في اتهام "غريب"، ولعله يكون الأول من قبل مراجع روسية رسمية إلى أن مسلحي "سوريا الديمقراطية" الذين يأتون من الشمال إلى دير الزور، ينضمون دون عوائق إلى تشكيلات "داعش"، مضيفاً أن وسائل المراقبة الروسية لم ترصد خلال أسبوع أي اشتباكات بين "داعش" و"سوريا الديمقراطية".

على صعيد آخر، قال كوناشينكوف، إن قوات النظام السوري قامت بتطهير قرابة 16 كم مربع وبلدتين غرب الفرات من الإرهابيين. وأشار إلى أن التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، أوقف تنفيذ عملية تحرير الرقة في ضوء نجاحات قوات النظام السوري، مضيفاً أن أحياء مركز عاصمة "داعش" التي تشكل نحو 20 % من مساحة المدينة، لا تزال تحت سيطرة الإرهابيين.

يذكر أن محافظة دير الزور تشكل في الوقت الراهن مسرحاً لعمليتين عسكريتين، الأولى يقودها النظام السوري بدعم روسي في مدينة دير الزور وريفها الغربي، والثانية تشنها قوات سوريا الديمقراطية بدعم من التحالف الدولي ضد "داعش" في الريف الشرقي.

وتتألف قوات سوريا الديمقراطية من فصائل كردية خصوصاً وعربية تقاتل ضد "داعش"، ولم تحصل أي مواجهة من قبل بينها وبين قوات النظام.

تلاحق قوات سوريا الديمقراطية، تحالف الفصائل الكردية والعربية المدعوم من واشنطن، آخر فلول مقاتلي تنظيم الدولة "داعش"، في الرقة، معقله الابرز في سوريا، بعد معارك دامت نحو 4 اشهر، وفق ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان الخميس.

وقال المرصد السوري ان "قوات سوريا الديمقراطية والقوات الخاصة الأمريكية بدأت عمليات تمشيط لكامل المدينة"، مشيرا الى ان "كثافة الألغام" التي خلفها المتطرفون تقف عائقا امام انهاء التمشيط "بشكل سريع" وامام "وصول القوات الى كامل أزقة وشوارع المدينة".

ويتوارى آخر المتطرفين في الرقة، وفق المرصد، "في اقبية وملاجئ المنطقة الممتدة من الملعب البلدي والمخابرات الجوية" في وسط المدينة.

ودفعت المعارك في الرقة وريفها عشرات الآلاف المدنيين على الفرار. كما قتل المئات جراء غارات التحالف الدولي، وآخرون برصاص الجهاديين اثناء محاولتهم الهرب.

وتحدثت الامم المتحدة في اخر تقديراتها عن وجود نحو 15 الف شخص. ويعاني هؤلاء، وفق الامم المتحدة، من اوضاع معيشية صعبة في ظل النقص الحاد في الغذاء والمياه والدواء.

ومنى "داعش"، الذي سيطر في عام 2014 على اراضي واسعة في سوريا والعراق المجاورتين، بهزائم متتالية في البلدين على وقع تقدم خصومه على جبهات عدة.