أعلنت شركة متخصصة في أمن الإنترنت اليوم الخميس أنه في إطار حملة تجسس غير مسبوقة عبر الإنترنت، أنشأ متسللون إيرانيون حسابات مزورة على شبكة التواصل الاجتماعي للتجسس على قادة عسكريين وسياسيين في الولايات المتحدة وإسرائيل ودول أخرى.
وقالت شركة (آي سايت بارتنرز) التي كشفت النقاب عن العملية إن أهداف المتسللين شملت أميرالاً بالبحرية الأميركية (أربع نجوم) وأعضاء بالكونغرس الأميركي وسفراء وأعضاء في جماعة الضغط الأميركية الإسرائيلية وأفراداً من بريطانيا والسعودية وسوريا والعراق وأفغانستان.
وامتنعت الشركة عن تحديد هوية الضحايا وقالت إنه لا يمكنها قول ما البيانات التي سرقها المتسللون الذين يسعون وراء أسماء حسابات وكلمات سر للدخول إلى شبكات الحكومة والمؤسسات وإصابة الأجهزة ببرامج خبيثة. وقالت تيفاني جونز نائبة الرئيس التنفيذي لشركة آي سايت "هذه العملية مستمرة منذ فترة طويلة". ويقع مقر هذه الشركة الخاصة في دالاس بولاية تكساس وتقدم معلومات مخابرات بشأن مخاطر الإنترنت.
وأطلقت شركة آي سايت على العملية (نيوزكاستر) وقالت إن المتسللين الإيرانيين اختلقوا ستة "أشخاص" بدا أنهم يعملون في موقع إخباري مزور باسم (نيوز أون أير دوت أورج)، الذي يستخدم محتوى ومواد وسائل إعلام أخرى، منها رويترز وأسوشيتيد برس وبي.بي.سي. واختلق المتسللون ثمانية أشخاص آخرين يقدمون أنفسهم على أنهم يعملون لصالح متعاقدي دفاع ومنظمات أخرى.
وأقام المتسللون حسابات مزورة على فيسبوك وشبكات اجتماعية أخرى على الإنترنت ووضعوا على موقعهم محتوى شخصيا مختلقا، ثم حاولوا إرسال طلبات صداقة للضحايا المستهدفين، وفقاً لما ذكرته شركة آي سايت. وقالت الشركة إن هذه العملية نشطة منذ عام 2011 على الأقل، مشيرة إلى أنها أكثر حملات التجسس دقة باستخدام "هندسة اجتماعية" لم تكشفها أي دولة حتى الآن.
ولبناء الثقة يتقرب المتسللون من أهداف عالية القيمة من خلال إقامة علاقات أولا مع "الأصدقاء الضحايا" وزملاء لهم في الدراسة وزملاء عمل وأقارب وعلاقات أخرى عبر الشبكات الاجتماعية التي تديرها فيسبوك وغوغل ويوتيوب وتويتر، وتقول شركة آي سايت إن المتسللين يرسلون في البداية للأهداف محتوى غير خبيث، مثل روابط بمقالات إخبارية على نيوز أون أير في محاولة لبناء الثقة. ثم يرسلون روابط تصيب أجهزة الكمبيوتر ببرامج خبيثة أو توجه الأهداف إلى بوابات على شبكة الإنترنت تطلب أسماء حسابات وكلمات سر للدخول على الإنترنت.
وقالت الشركة إن المتسللين استخدموا الأربعة عشر شخصاً لعمل اتصالات مع أكثر من 2000 شخص، مضيفة أنها تعتقد أن المجموعة استهدفت في نهاية الأمر عدة مئات من الأفراد.